مشاركة

يلقيه: سعادة محمد أبوشهاب، السفير و المندوب الدائم

ترجمة غير رسمية

السيد الرئيس،

بداية، أهنئ الجزائر على رئاستها لمجلس الأمن لهذا الشهر، وأشكر معالي الوزير عطاف على ترؤسه لهذا الاجتماع .

واسمحوا لي في المرة الأولى التي أتحدث فيها أمام المجلس هذا العام، أن أغتنم الفرصة للترحيب بالسادة الأعضاء المنتخبين الجدد: الدنمارك، واليونان، وباكستان، وبنما، والصومال. وفي الوقت ذاته أتوجه بالتهاني للأعضاء المنتخبين الذي أكملوا فترة عضويتهم في مجلس الأمن مؤخراً وهم: الإكوادور، واليابان، ومالطا، وموزمبيق، وسويسرا، على خدماتهم الجديرة بالتقدير طوال العامين الماضيين.

وأشكر أيضاً الأمين العام السيد غوتيريش على بيانه الذي أدلى به صباح هذا اليوم، وأرحب بتعيينه لوكيلة الأمين العام سيغريد كاغ ،منسقاً خاصاً لعملية السلام في الشرق الأوسط.

السيد الرئيس،

بعد 15 شهراً من الخراب والدمار، نأتي إلى هذا المجلس، وشعور قوي بالأمل والتفاؤل يرافقنا .. أمل بوضع نهاية حاسمة ودائمة لفترة مروعة استشرى فيها العنف.

إن وقف إطلاق النار، يُشكل خطوة أولية وهامة على الطريق الطويل نحو  تحقيق السلام والتعافي في المنطقة ككل، هي خطوة من شأنها وقف دوائر العنف بشكل نهائي وإلى الأبد.

اليوم، أود تسليط الضوء على ثلاث نقاط أساسية تمهد الطريق أمام تحقيق مستقبل يسوده السلام:

أولاً، نحن بحاجة إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، حيث ترحب دولة الإمارات باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن المعتقلين والرهائن والأسرى. كما نشيد بالالتزام المتواصل من جانب مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية لإيجاد حل دبلوماسي.

إن ما حدث هو تذكير بأن الحلول لا تُصنع في لهيب الحرب، وإنما على طاولة المفاوضات.

ثانياً، يجب زيادة حجم المساعدات الإنسانية المقدمة وإيصالها فوراً. ونرحب في هذا الصدد بتسليم أول قافلة للمساعدات الإنسانية تلت وقف إطلاق النار، ونحث على إيصال المساعدات إلى جميع أنحاء غزة بوتيرة أسرع.

لقد واصلت دولة الإمارات دعمها الثابت للجهود الإنسانية في غزة على مدى الأشهر 15 الماضية، ونعمل بشكل وثيق مع الشركاء في الأمم المتحدة من أجل زيادة حجم المساعدات، وإيصالها إلى من هم في أمس الحاجة إليها. ونشدد في هذا الشأن على أن تسهيل دخول السلع التجارية إلى غزة، يعد أمراً حاسماً من أجل تيسير سبل العيش، وإعادة إرساء الاستقرار في القطاع.

وفي سياق متصل، لا بد من ضمان إدخال وتوزيع المساعدات بشكل آمن، فمن غير المقبول شن الهجمات ضد العاملين في المجال الإنساني، كما ويجب احترام القانون الدولي، خاصة في ظل اقتراب تنفيذ القوانين التي أقرها الكنيست بشأن الأونروا، والتي مفادها منع الوكالة من أداء عملها الأساسي داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، بما يشمل القدس الشرقية، وتقويض الاستجابة الإنسانية خلال وقف إطلاق النار.

أما النقطة الثالثة والأخيرة، فبالتزامن مع جهود تلبية الاحتياجات العاجلة اليوم، يجب البدء في وضع الأسس اللازمة لبناء غدٍ أفضل، ولا بد كذلك من تسريع جهود حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، دولة حرة يعيش شعبها بكرامة، ولا يعاني من ويلات الاحتلال غير المشروع، دولة توحد الأرض الفلسطينية المحتلة، بما يشمل القدس الشرقية، تحت قيادة السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها، دولة تعيش في ازدهار وسلام وأمن جنباً إلى جنب مع إسرائيل، حيث لا مجال يدعو للشك بعد مرور 471 يوماً على الحرب، بأن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم بين فلسطين وإسرائيل، فقد كان الوضع القائم، ولا يزال، غير مقبول.

اليوم، نمتلك فرصة حقيقية للمضي قدماً، دون الالتفات إلى الخلف.

إن خطواتنا التالية هي التي ستحدد إما العودة إلى الظروف التي أدت إلى العنف المروع الذي ارتكب في السابع من أكتوبر، وما أعقبه من موت وتدمير وتجريد من الإنسانية، أو إعادة تشكيل مسار صراع هو الأطول أمداً في المنطقة، وتحقيق سلام عادل ودائم.

ويتعين علينا ضمان تحقيق الخيار الأخير.

وشكراً لكم.