مشاركة

تلقيه معالي السفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة

ترجمة غير رسمية

يرجى المراجعة أثناء الإلقاء

أشكر البرازيل على تنظيمها لهذه لمناقشة المفتوحة حول هذا الموضوع الهام، وعلى دعم وزير خارجيتها الشخصي لهذا الموضوع. كما أشكر الأمين العام للأمم المتحدة على إحاطته ولإطلاعنا على جهوده لدمج الاتصال الاستراتيجي في كافة مجالات عمل الأمم المتحدة، وكذلك الفريق ماركوس دي سا أفونسو دا كوستا، قائد قوة بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والسيدة جينا روسو، مديرة الأبحاث في معهد السلام الدولي، على إحاطتيهما الشاملتين.

لا يمكن إنكار أن الاتصال الاستراتيجي يُعد عنصراً أساسياً في عمليات حفظ السلام. فعندما يتم استخدامه بمهارة يصبح وسيلة قوية تساعد على ربط عمليات السلام بكافة الأطراف المعنية، وإبراز الرسائل البناءة، ومواجهة المعلومات المغلوطة والمضللة، والمساهمة في الحفاظ على سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة. ويؤدي الاتصال الاستراتيجي الفعال إلى تعزيز تبادل المعلومات وتحسين تنفيذ الولايات. وينعكس التأثير الأهم للاتصال الاستراتيجي في أنه يتيح للمجتمعات المحلية فرصة التواصل المباشر مع بعثات حفظ السلام، وبالتالي تعزيز واستدامة الملكية المحلية لجهود السلام. ومن خلال هذه الوسائل الأساسية، يستطيع الاتصال الاستراتيجي مضاعفة تأثير عمليات حفظ السلام.

وفي هذا الصدد، يجب علينا أن نتذكر أن تطوير الاتصال الاستراتيجي بشكل فعال في مجال حفظ السلام يبدأ من مجلس الأمن. فنحن كأعضاء في المجلس نتحمل مسؤولية وضع أهداف واضحة لجميع ولايات البعثات، وتزويدها بالأصول اللازمة لتطوير الاتصال الاستراتيجي بشكل فعال.

وفي هذا السياق، تود دولة الإمارات تسليط الضوء على الجوانب التالية:

أولاً، يتعين على المجلس أن يتعامل مع الاتصال الاستراتيجي ليس فقط باعتباره عنصراً محورياً في تخطيط عمليات حفظ السلام، بل أيضاً عنصراً مهماً لعمل المجلس. فالجهود التي تهدف إلى تكييف رسائل المجلس مع السياقات المحلية والتأكد من فهم هذه الرسائل بشكل واضح، من شأنه تحسين قدرة المجلس على إحداث تغييرات إيجابية في القضايا المدرجة على جدول أعماله. بالإضافة إلى ذلك، يجب ترجمة بيانات المجلس الصحفية ووثائقه المتعلقة بالديناميكيات المحلية إلى اللغات المحلية بشكل منتظم.

ثانياً، يتعين على مجلس الأمن والأمم المتحدة معالجة الآثار الضارة لحملات المعلومات المغلوطة والمضللة التي تستهدف عمليات السلام. فاستهداف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لا يحدث من فراغ، ولا ينتج فقط عن أعمال الجماعات الإرهابية. إذ غالباً ما يكون الاستهداف نتيجة مباشرة لبيئة معادية تنشر معلومات مغلوطة ومضللة عن بعثات حفظ السلام. إن البلدان المساهمة بقوات وبأفراد شرطة تبذل تضحيات كبيرة من أجل تنفيذ ولايات بعثات حفظ السلام، ولذلك فإن مسؤوليتنا هي ضمان حمايتهم.

ثالثاً، يتطلب حفظ السلام تعاوناً قوياً بين بعثات حفظ السلام والمجتمعات التي تعمل فيها من أجل تحقيق نتائج فعالة، فالاتصال المتبادل بين البعثات والمجتمعات المحلية يُعد ضرورياً، ليس فقط من أجل تبادل المعلومات مع المجتمعات المحلية، بل أيضاً لإبقاء البعثات على اطلاع بالمجريات. وتحقيقاً لهذه الغاية، يجب على المجلس ضمان التواصل المنتظم من جانب أفراد حفظ السلام مع الحكومات المضيفة والشركاء المحليين والمجتمع المدني بأكمله، لضمان فهم أفضل لنهج حفظ السلام ولتكييف هذا النهج مع الديناميات المحلية والجماهير المختلفة، بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على قيادات بعثات حفظ السلام دمج الاتصال الاستراتيجي في المهام المكلفة بها، مثل حماية المدنيين، واستراتيجيات نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، ودعم جدول أعمال المرأة والسلام والأمن، ومواجهة العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس. ويشمل ذلك أيضاً دعم المساءلة عن أعمال الاستغلال والانتهاك الجنسيين، وإخضاع قوات حفظ السلام لأعلى معايير المساءلة من قبل الأمم المتحدة.

إننا نرحب بتكريس الاتصال الاستراتيجي بشكل متزايد في سياسات الأمم المتحدة وفي التوجيهات المتعلقة بعمليات السلام، ونشجع على بذل المزيد من الجهود على هذا الصعيد. وللقيام بذلك، ينبغي على بعثات حفظ السلام ضمان وجود نهج يراعي الجنسين في جميع الاتصالات الاستراتيجية، أو استخدام المصطلح الذي ذكرته السيدة روسو بشأن توظيف نهج تحولي يراعي الجنسين في المواد والقصص المتعلقة بهذا السياق.

السيد الرئيس،

تستطيع الاتصالات الاستراتيجية المساهمة في تهيئة الظروف لزيادة كفاءة تنفيذ ولايات حفظ السلام في كافة المراحل من البداية إلى النهاية، وضمان الانتقال الناجح من خلال تقليل تأثير انسحاب البعثات. وتؤمن دولة الإمارات بأن الاستخدام الصحيح للاتصال الاستراتيجي يجعله عاملاً في تمكين السلام.

وشكراً لكم.