مشاركة

تلقيه الآنسة غسق شاهين، المنسقة السياسية

السيدة الرئيسة،

بدايةً، أشكُر وكيل الأمين العام لاكروا وقادة قوات حفظ السلام على إحاطاتهم القيمة اليوم.

كما أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن تقديرنا لجميع أفراد قوات حفظ السلام، ومنهم قادة القوات المتواجدين معنا اليوم، على تفانيهِم وخدمتهِم للسلام في بيئاتٍ بالغة التعقيد. كما أوجه تحية إجلالٍ وتقديرٍ لجميع من فقدوا أرواحهم أثناء تأدية مهامهِم، بما في ذلك الجندي الغيني الذي قتل صباح اليوم.

السيدة الرئيسة،

تُعَد بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام أحد أبرز أدوات العمل متعدد الأطراف، كما أنها تُجسِد أوجه التضامن مع الدول المضيفة. وقد شهدنا مع مرور الوقت تطوراً في طبيعة مهام قوات حفظ السلام والتحديات التي تواجههم، الأمر الذي يقتضي موائمة عملهم الهام مع الطبيعة المتغيرة للسلم والأمن الدوليين.

وبناءً على ذلك، أود التركيز على ثلاث نقاط:

أولاً، تتطلب حماية المدنيين اتباع نهجٍ شاملٍ لجميع عناصر بعثات حفظ السلام، فبينما يضطلع العنصر العسكري بدورٍ هام في الوقاية من التحديات القائمة ضد المدنيين والاستجابة لها، إلا أن هناك عناصر إضافية تساهم في إرساء السلام.

لقد أصبح العنف بمثابة واقع يومي للعديد من المدنيين المتواجدين في الحالات المدرجة على جدول أعمال هذا المجلس، الأمر الذي يتسبب في تدمير النسيج الاجتماعي وتقليص فُرَص المجتمعات المحلية في تحقيق تطلعاتها بالعيش الكريم.

ولهذا، فإن حماية المدنيين عبر بعثات حفظ السلام لن تكون ممكنة دون موظفي الشؤون المدنية الذين يتواصلون مع المجتمعات المحلية، ودون الفرق السياسية المنخرطة في المساعي الحميدة، ودون المستشارين المعنيين بحماية النساء والأطفال، وغيرهم من العناصر.

ثانياً، يُشكل انتشار المعلومات المغلوطة والمعلومات المُضَلِّلَة وخطاب الكراهية تهديداً على عمليات السلام، كما تتسبب في خلق الانقسامات، وتُفاقِم التوترات، وتُؤجج الخوف بين المدنيين. ولهذا، نعرب عن قلقنا إزاء انتشار هذا المحتوى الضار وتَبَعاتِه على عمليات السلام.

لقد أدان مجلس الأمن في قراره 2686 نشر المعلومات المغلوطة، والمعلومات المُضَلِّلَة، والتحريض على العنف ضد عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وما يسببه ذلك من تداعيات على أمن قوات حفظ السلام وقدرتهم على تنفيذ ولاياتهم.

وعليه، نرى أن نشر ضباط إعلام عسكريين يمتلكون مهارات ومعلومات حول الاتصال الاستراتيجي سيُساعِد بعثات حفظ السلام على تحديد وتقييم المعلومات المغلوطة والمعلومات المُضَلِّلَة والاستجابة لها بفعالية، وسيدعم جهودها في التعامل مع توقعات المجتمعات المحلية، وإشراك الجهات الفاعلة فيها، مما سيساهم في تحسين العلاقات بين هذه المجتمعات وبعثات حفظ السلام.

ثالثاً، يتعين على بعثات السلام تطوير استراتيجيات لا تتعامل مع التحديات الراهنة فحسب، وإنما تستبق التحديات الناشئة في مجال توفير الحماية، فكلما كانت قوات حفظ السلام على اطلاع أفضل، كلما كانت قادرة على الاضطلاع بدور أكثر فاعلية.

وكما تعلمون، تشكل العبوات الناسفة يدوية الصنع والطائرات المسيرة التي تستخدمها الجماعات المسلحة تهديداً على حياة المدنيين وقوات حفظ السلام على حد سواء.

ولذلك، من المهم تزويد العنصر العسكري في عمليات السلام بالأدوات والتكنولوجيا التي تمكنهم من حماية المدنيين والاستجابة للتهديدات الناشئة، ويشمل ذلك على سبيل المثال برامج التنميط الجغرافي والذي يزود العسكريين بالمعلومات اللازمة للتصدي لمخاطر العبوات الناسفة يدوية الصنع.

السيدة الرئيسة،

أود أن اختتم بياني بتوجيه سؤال إلى وكيل الأمين العام لاكروا وقادة القوات الحاضرين معنا، يتصل بالقرار 2686، الذي اعتمده المجلس بالإجماع الشهر الماضي، حيث يطلب هذا القرار من بعثات حفظ السلام والبعثات السياسية الخاصة التابعة للأمم المتحدة أن تقوم، كلٌ حسب ولايتها “برصد خطاب الكراهية والعنصرية وأعمال التطرف التي تؤثر سلباً على السلام والأمن، وأن تدرج إفادات عن هذه المسائل في تقاريرها المنتظمة إلى المجلس.” وعليه، نرغب بمعرفة مدى تأثير هذه الظواهر على قدرتكم في تنفيذ ولاياتكم، وإن كان هناك أي تصور لديكم حتى الآن بشأن سبل تنفيذ بعثات حفظ السلام لمتطلبات هذا التقرير.  

وشكراً، السيدة الرئيسة.