مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتي نائبة المندوبة الدائمة

بدايةً، أشكر وكيل الأمين العام السيد لاكروا على إحاطته القيمة.

السيد الرئيس،

تُعقد هذه المناقشة في وقتٍ تواجه فيه عمليات حفظ السلام تحدياتٍ مُتنامية بسبب تفاقُم النزاعات المُسَلحة وتَصاعُد أعمال العنف والتحريض ضد قوات حفظ السلام، كما أوضح السيد لاكروا كذلك. ومع تطلُعِنا إلى مُناقشة هذه التحديات خلال مؤتمر الأمم المتحدة الوزاري لحفظ السلام والمُقرَر عقدُه في غانا نهاية هذا العام، نرى أن اجتماع اليوم يُمثل فُرصَة سانِحة لتبادل الآراء حول سُبل تحسين عمليات حفظ السلام، مع الأخذ في الاعتبار خطة الأمين العام الجديدة للسلام. 

وبناءً على ذلك، أود أن أتطرق إلى أربع نقاط:

أولاً، يجب على مجلس الأمن تجديد ولايات بعثات حفظ السلام على نحوٍ يستجيب للتطورات القائمة على الأرض، خاصة حين تواجه هذه البعثات تحدياتٍ جسيمة، تَحُد من قُدرتـها على تنفيذ ولاياتها، مثل تقييد حركتِها من قبل الجماعات المسلحة. ومن المهم في هذا السياق، توفير الموارد والمُعِدات اللازمة لبعثات حفظ السلام لتعزيز قُدرتها على الصمود في وجه هذه التحديات، وبالتالي تمكينها من الاضطلاع بكافة مسؤولياتها على أكمل وجه.

ثانياً، نرى ضرورة التوصل لتفاهم مشتركٍ وواضحٍ مع الدول المُضيفة حول ولايات بعثات حفظ السلام، بما يضمن التنفيذ الفعّال لهذه الولايات والحفاظ على سلامة وأمن قوات حفظ السلام وإنجاح العمليات الانتقالية، فمسألة التعاون مع الدول المُضيفة تعد أحد الركائز الأساسية السبع في مبادرَة الأمين العام المُحدَثَة “العمل من أجل حفظ السلام”، ومن المهم الأخذ بها، وإجراء مناقشاتٍ شفافة وعملية مع الحكومات المُضيفة لإرساء الثقة اللازمة وترسيخ تعاون دائم معها.

كما نرى أن استخدام وسائلٍ بديلة، مثل عمليات النَشر المُشتركَة، وتوضيح دور الحكومات المُضيفة وكيفية انخراطها في ولايات حفظ السلام، سَيُساهِم في تعزيز التعاون على الأرض والتعامل مع توقعات المجتمعات المحلية بشأن بعثات حفظ السلام.

ثالثاً، يجب على المجتمع الدولي مواصلة تطوير أساليبه في التصدي لخطاب الكراهية والتطرف وانتشار المعلومات المَغلوطَة والمُضَلِّلَة والتي تؤثر على أمن وسلامة قوات حفظ السلام، وتتسبب في تَأجِيج النزاعات والتوترات بين المجتمعات، وهذا تحديداً ما أقره مجلس الأمن حين اعتمد قرارِه ألفين وستمائة وستة وثمانين في يونيو الماضي.

ونُشدد في هذا الإطار، على أهمية تنفيذ هذا القرار، الذي يَطلُب من بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والبعثات السياسية الخاصة رَصدْ خطاب الكراهية والعنصرية والتطرف، وإدراج معلوماتٍ بشأنه في التقارير الدورية المُقدمة للمجلس، لأهمية ذلك في تحسين فهِمنا بشأن هذه القضايا، وبالتالي معالجتها. كما أن تمكين ودعم المجتمعات المُضيفة من خلال النظر في تعيين خبراء إعلام استراتيجيين في بعثات السلام سيساهم في تنفيذ هذا القرار بطريقة عملية.

رابعاً، نُشدد على أهمية تعزيز مشاركَة المرأة في عمليات حفظ السلام لمحورية دورها في إنجاح هذه العمليات، حيث تدعم دولة الإمارات الخُطوات المُتخذَة في هذا الجانب، ومنها الجهود المستمِرة لتنفيذ استراتيجية التكافؤ بين الجنسين من الأفراد النظاميين. كما نُشيد بالتحسينات الجارية لتعميم المنظور الجنساني في كافة جوانب عمليات حفظ السلام، مع تأكيدنا على الحاجة لتوفير الخبرات اللازمة للاستجابة للعنف الجنسي المرتبِط بالنزاعات.

وبدورها، تواصل دولة الإمارات التزامها بتعزيز مُشاركَة المرأة في مجال السلام والأمن، بما في ذلك عبر مبادرة “فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن” التي تعمل، بالتنسيق مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، على بناء قُدُرات النساء من آسيا وأفريقيا في مجالات العمل العسكري وحفظ السلام.

وختاماً، السيد الرئيس، أؤكد على التزامنا بتنسيق الجهود الدولية للمساهمة في تحسين أداء عمليات حفظ السلام، ونتطلع في هذا السياق إلى نتائج مناقشات ورشة عمل الأمم المتحدة الثانية والتي تستضيفها دولة الإمارات الأسبوع المقبل بشأن “إدارة أداء قادة شرطة الأمم المتحدة في عمليات حفظ السلام”.

ولا يفوتني هنا أن أعرب عن تقديرنا لكافة قوات حفظ السلام، وأن أوجه تحيةِ إجلالٍ وتقديرٍ لمن سقطوا أثناء تأدية مهامهِم النبيلة في خدمة السلام.

وشكراً، السيد الرئيس.