مشاركة

تلقيه السيدة / أميرة الحفيتينائبة، المندوبة الدائمة

شكرا السيد الرئيس،

وكذلك أشكر مقدمي الإحاطات على مداخلاتهم القيمة والمعلومات المفصلة التي قدموها، بما في ذلك بشأن أولويات شرطة الأمم المتحدة في سياق عمليات السلام، وكذلك الجهود التي يتم بُذلها في هذا الجانب. وأنتهز هذه الفرصة لأشيد بقيادة السيد/ لويس كاريلو لشعبة الشرطة في الأمم المتحدة،  مع استعداد دولة الإمارات للتعاون بشكل وثيق مع خلفه وفريق عمله.

السيد الرئيس،

أود تسليط الضوء على أولويتين تعتبرهما دولة الإمارات من الركائر الأساسية في تنفيذ جدول أعمال مبادرة العمل من أجل حفظ السلام .

أولاً،  تنفيذ جدول أعمال المرأة والسلام والأمن، وأعرب في هذا السياق عن تقديرنا لجهود  البلدان المساهمة بقوات شرطة، وكذلك شعبة الشرطة بالأمم المتحدة، لترشيح نساء ضمن قوات الشرطة الأممية تحقيقاً لأهداف استراتيجية المساواة بين الجنسين من أفراد القوات النظامية.

لقد أبرزت التجارب أهمية مشاركة ضابطات الشرطة في عمليات السلام، لاسيما في تعزيز المشاركة المجتمعية، ورفع الوعي بشأن الأوضاع المحلية، وتطوير أنظمة للإنذار المبكر، إلا أننا نرى بأن زيادة مشاركة المرأة تعتمد كذلك على مدى قدرة الأمم المتحدة في تهيئة الظروف المعيشية المناسبة والبنية التحتية اللازمة في كافة البعثات، إضافة إلى إجراء التحسينات المطلوبة،  وهي خطوات نأمل  أن تحظى باهتمام أكثر وعلى نطاق أوسع، يجب مواصلة العمل على ضمان المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة في جميع عمليات السلام.

ثانياً، أهمية زيادة استخدام الابتكار والتكنولوجيا في عمليات السلام، حيث من شأن هذه الأدوات الجديدة أن تساهم بشكل إيجابي في تعزيز سلامة وأمن أفراد القوات النظامية، وحماية المجتمعات المحلية، باستخدام تكنولوجيا المراقبة والرصد لتحسين الوعي بالحالة الميدانية، فضلاً عن دورها الفعال في تحسين الأداء والاتصال الاستراتيجي وعدد من الجوانب الأخرى الهامة.

وكمثال ملموس على ذلك، نظمت دولة الإمارات بالتعاون مع التحالف الأمني الدولي أول تمرين افتراضي مبني على الواقع يحاكي عملية التصدي لهجوم إرهابي. وقد تم عرض هذا الابتكار في فعاليةٍ جانبية عُقدت على هامش قمة الأمم المتحدة لرؤساء الشرطة الأخيرة في نيويورك.

وفي هذا السياق، نتطلع للاستماع إلى مرئيات مقدمي الإحاطات حول ما يمكن القيام به بشكل مختلف لربما في مجال التكنولوجيا لجعل عمليات حفظ السلام أكثر كفاءة وفعالية.

السيد الرئيس،

في ضوء المداخلات التي أدلت بها المفوضة كريستين فوسن والمفوض مودي بيريث،   أود أن  أشير إلى التأثير الإيجابي لمُبَادَرَتَيْ الإطار المتكامل لأداء عمليات حفظ السلام والمساءلة ونظام تخطيط وتقييم الأداء الشامل، والتي نأمل أن تسهم في تحسين عمل مكوّن الشرطة في عمليات السلام.

وجميعنا يدرك  بأن  عمليات السلام لم تُنشأ لكي تكون دائمة، بل على العكس، إذ تلعب هذه العمليات دوراً أساسياً في بناء قدرات قوات الشرطة المحلية والتي يقع على عاتقها تولي زمام الأمور والمحافظة على المكاسب التي حققت طوال فترة عمل هذه البعثات خاصة في الدول المضيفة لها. ومن هذا المنطلق، يجب أن تكون تنمية القدرات في صميم تعاون عمليات السلام مع الجهات المعنية في الدول المضيفة.

السيد الرئيس،

قبل أن أختم بياني، أود أن أشكر السيدة/ فوسن، مفوضة الشرطة في بعثة الأمم المتحدة بجمهورية جنوب السودان، على ترحيبها بالفريق الاستشاري الخاص للشرطة أثناء زيارته الأخيرة إلى جنوب السودان، والتي شاركت فيها دولة الإمارات. كما نثمن مساهمة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في تقديم الدعم للبلاد، بما في ذلك من خلال حماية المدنيين ودعم المؤسسات الإصلاحية وبناء القدرات.

وأخيراً، السيد الرئيس، وفي إطار حرص دولة الإمارات على المشاركة في تعزيز الجهود الدولية لتعزيز الأمن والاستقرار في مختلف مناطق العالم، استضافت أبو ظبي المؤتمر السنوي الأخير لقادة شرطة الأمم المتحدة في عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة في أغسطس الماضي، والذي يُقام لأول مرة خارج مقر الأمم المتحدة بنيويورك. كما ستقوم بلادي برعاية قمة الأمم المتحدة لرؤساء الشرطة خلال عام ألفين وأربعة وعشرين في نيويورك .

ختاماً، تؤكد دولة الإمارات دعمها الكامل لتعزيز قدرات شرطة الأمم المتحدة، ونشدد على أهمية مواصلة توفير الدعم المناسب لتمكين هذا المكون الهام في عمليات حفظ السلام من تنفيذ مهامه على أكمل وجه.

وشكراً، السيد الرئيس.