مشاركة

السيدة الرئيسة،

بداية أشكر الممثل الخاص السيد جيمس سوان، والممثل الخاص السفير فرانسيسكو ماديرا، والسفير سكوج على إحاطاتهم الشاملة.

وأود التأكيد على التزام دولة الإمارات بالعمل والتعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لاتخاذ تدابير مشتركة لتعزيز السلام والازدهار والاستقرار في الصومال. ونشيد هنا بالجهود الدؤوبة التي يبذلها كلٌ من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميسوم)، ومكتب الأمم المتحدة لتقديم الدعم في الصومال، وبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال لتوفير الدعم اللازم للصومال. 

السيدة الرئيسة،

يـأتي اجتماعنا اليوم في الوقت الذي يعاني فيه الصومال من أوضاع إنسانية وأمنية وبيئية صعبة، تتطلب بذل جهود دولية شاملة تهدف لمعالجة كافة التحديات. وعليه، تود دولة الإمارات تسليط الضوء على أربع مسائل:

أولاً، ينبغي التركيز على دعم المسار السياسي باعتباره أساساً لتحقيق سلامٍ مستدامٍ في الصومال، ونشجع في هذا السياق جميع الأطراف على المشاركة في حوارٍ إيجابي، مع إعطاء الأولوية لإجراء انتخابات شاملة، تُلبي طموحات وتطلعات الشعب الصومالي. ونشير هنا إلى التطورات الإيجابية التي طَرأت على العملية السياسية، والمتمثلة بعقد انتخابات لكافة مقاعد مجلس الشيوخ، وتَوصُل المجلس الاستشاري الوطني، إلى توافق في الآراء حول الإجراءات الانتخابية، وقرارهم بالإسراع بعقد انتخابات مجلس الشعب، بحلول 25 فبراير.

ونأمل هنا أن يتم زيادة نسبة مشاركة المرأة في الحياة السياسية والعمليات الانتخابية في الصومال، لتحقيق النسبة المنشودة وهي 30%، وفقاً لما جاء في الاتفاق الانتخابي. كما نؤكد على أهمية ضمان سلامة وحماية النساء المرشحات للمناصب السياسية.

ثانياً، نشير إلى دعوة الأمين العام في تقريره حول أهمية تقديم المساعدة للصومال، في التصدي للتهديدات الأمنية التي تحول دون بناء سلام مستدام فيه، وفي مقدمة ذلك حركة الشباب الإرهابية التي تستمر في شن الهجمات، وتسعى لإضعاف نفوذ القوات الأمنية، من خلال سيطرتها على أجزاء كبيرة من الأراضي في وسط وجنوب الصومال. وفي سياق التقدم المُحرز مؤخراً في المحادثات بين الجهات المعنية، حول إعادة تشكيل بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، نشدد على أن تتم هذه العملية بشكل دقيق، ولا سيما فيما يتعلق بضمان نقل المسؤوليات الأمنية إلى قوات الأمن الصومالية، عبر خطوات مدروسة تحول دون ترك فراغ لحركة الشباب، لتعزيز سيطرتها أو توسيع نطاقها.

ثالثاً، تواصل الأوضاع الإنسانية في الصومال تفاقُمها بسبب ارتفاع وتيرة العنف والكوارث الطبيعية، مما أدى الى زيادة النزوح الداخلي، وحرمان ما يقرب عن ثلاثة ملايين صومالي، من الوصول إلى العديد من الخدمات الأساسية. ونؤكد هنا على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية، بشكل كامل وآمن ودون عوائق، مع توفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني.

رابعاً، وفي سياق تعرض الصومال لحالة طوارئ بسبب الكوارث الطبيعية، نحث الأمم المتحدة وبعثة الاتحاد الأفريقي وشركائهم، على العمل لدعم الصومال في التصدي لتداعيات تغير المناخ، والتي أدت جميعها إلى تزايد انعدام الأمن الغذائي. ويمكن هنا العمل على توسيع نطاق استخدام الطاقة المتجددة في عمليات السلام، والتي ترى بلادي أنها خطوةٌ مهمة للحد من تأثيرات تغير المناخ، ناهيكم عن انخفاض تكلفتها، والفوائد التي تعود بها على المجتمعات المحلية.

السيدة الرئيسة،

تشيد بلادي بفعالية التدابير التي يتم اتخاذها لمكافحة القرصنة وغيرها من الخطوات، والتي تعد دليلاً على ما يمكن تحقيقه عبر تعزيز الشراكات والعمل متعدد الأطراف، في مواجهة التحديات والقضايا الإقليمية والدولية، والنهوض بالسلام والأمن الدوليين. وختاماً، تدعو بلادي المجتمع الدولي إلى تأكيد التزامه مجدداً تجاه الشعب الصومالي، بما يحقق له الأمن والاستقرار والازدهار.

وشكراً السيدة الرئيسة.