تلقيه معالي السفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة
شكرا السيد الرئيس،
أود في البداية أن أتقدم بالشكر للصين على قيادتها الحكيمة بصفتها رئيساً لمجلس الأمن في ظل الظروف الصعبة التي واجهناها في شهر نوفمبر، إلا أن الصين تمكنت من توجيه مناقشاتنا حول قضايا هامة بحنكة وخبرة واسعتين. كما أتقدم بالتهنئة للإكوادور على توليها رئاسة المجلس لشهر ديسمبر، متمنين لها كل التوفيق في مهامها.
وبالانتقال الى موضوع التصويت اليوم، أود بدايةً أن أعرب عن تقديرنا للمملكة المتحدة لنهجها البناء، بصفتها حامل القلم، ونعتقد أن ما تم إنجازه اليوم سيؤثر إيجابياً على مستقبل الصومال. والشكر أيضاً موصول إلى أعضاء المجلس على انخراطهم البناء في المفاوضات بشأن نظام العقوبات الذي يعد الأقدم في مجلس الأمن. وترحب دولة الإمارات بالقرار الصادر اليوم، وتدعم بشكل تام رفع نظام حظر الأسلحة المفروض على حكومة الصومال الاتحادية.
ويُعدّ هذا القرار تتويجاً للشراكة بين مجلس الأمن وحكومة الصومال، مما مكن المجلس الاستجابة للدعوات التي كررتها الحكومة بشأن ضرورة مراجعة نظام العقوبات، والتي حظيت بدعم قوي من الاتحاد الأفريقي. كما يعتبر قرار اليوم مثال يُحتذى به في مجال تكييف أنظمة العقوبات بما يستجيب للتطورات على الأرض.
وتؤمن دولة الإمارات بأهمية توجيه رسالة قوية مفادها أن محنة الصومال تهمنا جميعاً وأن المجلس يقف مع الشعب الصومال.
بينما يُعدّ قرار اليوم خطوة كبيرة، إلا أنها مجرد الخطوة الأولى، إذ ما يزال المدنيون الصوماليون يتعرّضون لتهديدات ناجمة عن الأنشطة الإرهابية لحركة الشباب. والتحديات الهائلة التي تواجه البلاد اليوم لا يمكن معالجتها عبر الحلول العسكرية وحدها، بل تتطلب مواصلة الدعم والانخراط متعدد الأطراف للصومال من المجتمع الدولي، بالإضافة إلى الرؤية التي عبّر عنها الرئيس حسن شيخ محمود بوضوح أمام هذا المجلس في يونيو الماضي. وبينما يواصل الصومال مساره في تحقيق استقرارٍ مستدام، يتعين علينا الحفاظ مكتسبات السلام وتعزيزها.
ومازال هناك مشوار طويل أمامنا، حيث نشجع منظومة الأمم المتحدة، وشركاء الصومال، والمجتمع الدولي على مواصلة جهودهم لمساعدة البلاد في تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي والنمو والاستقرار في البلاد.
وختاماً، تؤكد دولة الإمارات على دعمها الثابت للصومال وشعبه، ومواصلة العمل جنباً إلى جنب مع الشركاء لإيجاد حلول مستدامة تساهم في دعم مستقبل سلمي ومزدهر.
وشكراً.