مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة

السيد الرئيس،

بدايةً أشكر الممثل الخاص السيد سوان على إحاطته الشاملة، وأعرب عن تقديرنا للجهود الحثيثة التي يبذلها مع فريقه لدعم حكومة وشعب الصومال، والشكر موصول للسيدة لورتان والسيدة ويبير على الإحاطات القيمة.

كما أعرب عن خالص تعازينا ومواساتنا لأهالي وذوي ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف موكباً من المركبات في إقليم هيران وسط الصومال، حيث تستنكر بلادي مثل هذه الأعمال الإجرامية.

السيد الرئيس،

يمر الصومال اليوم بمرحلة مهمة بعد نجاح العملية الانتخابية ومنح الثقة للحكومة الجديدة، الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في الصومال، وتمكين الحكومة الصومالية من الاضطلاع بمسؤولياتها في ظل التحديات المعقدة التي تواجهها بما يخدم تطلعات الشعب الصومالي في بناء دولة مستقرة تَنعُم بالسلام والرخاء، إذ ترى دولة الإمارات أن الوقت قد حان لإحراز تقدم ملموس للوضع العام في الصومال، من خلال العمل مع القيادة الصومالية عن كثب حول الأولويات. ويشكل اجتماع اليوم فرصة لتوجيه رسالة واضحة إلى الشعب الصومالي، بأن المجلس سيقف دائماً بجانبه وسيدعمه خلال مسيرتِه نحو الأمن والاستقرار.

وفي سياق مناقشتنا، أود أن أركز في بياني على جانبين مهمين: التهديد الإرهابي المستمر من جانب حركة الشباب، والأزمات الإنسانية والمناخية الحادة.

السيد الرئيس،

يواجه الشعب الصومالي، بل وجميع شعوب منطقة القرن الأفريقي، أعمالاً إرهابية عنيفة ترتكبها حركة الشباب بلا هوادة، إذ تواصل هذه الجماعة الإرهابية إلحاق الأذى بالمدنيين، وتدمير البنية التحتية الأساسية، وتقويض الفرص الاقتصادية الوطنية والإقليمية. وتزداد شواغلنا مع استمرار حركة الشباب في الحصول على التكنولوجيا المتطورة لارتكاب أعمالها الإجرامية، وإخفاء مصادر تمويلها، وتوسيع نطاق نفوذها.

وبالتالي، تقتضي هذه التطورات أن يظل المجلس موحداً في عزمه على التصدي للتهديدات العابرة للحدود التي تشكلها حركة الشباب وغيرها من الجماعات الإرهابية على السلم والأمن الدوليين، بما في ذلك عبر اعتماد الإطار التنظيمي اللازم لمنع حصول هذه الجماعات على التكنولوجيا والتصدي لاستخدامها لأغراضٍ إجرامية. ومن هذا المنطلق، تحرص دولة الإمارات على مواصلة الالتزام بالعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لدعم الصومال في مجال مكافحة الإرهاب.

السيد الرئيس،

لا يخفى على هذا المجلس المحنة الإنسانية التي يمر بها الشعب الصومالي، فقد رسمت جميع وكالات الأمم المتحدة صورة قاتمة عن وضعهم الإنساني، وحذرت من تزايد خطر حدوث مجاعة، حيث تعاني البلاد حالياً من أسوأ موجة جفاف في تاريخها، والتي وفقاً لتقرير الأمين العام ستؤثر على ما يقارب خمسين بالمائة من السكان، في الوقت الذي يعاني فيه أكثر من ستة ملايين صومالي من شُح المياه. ولا يمكن تحت أي ظرف ترك هذه الأوضاع على حالها، فهذه الأزمات المُتفاقِمة والمُقلِقَة تتطلب انتباهاً عاجلاً من المجتمع الدولي، وتستدعي مضاعفة المساعدات الإنسانية ودعم الحكومة الصومالية والمساهمة في التخفيف عن المجتمعات المعرضة لتداعيات الجفاف في أنحاء البلاد.

ونتطلع في هذا السياق إلى معرفة المزيد من التفاصيل بشأن زيارة السيد مارتن غريفيث إلى الصومال مؤخراً وأي توصياتٍ يمكن أن يُشارِكها حول تحسين الأوضاع الإنسانية هناك. من جانبنا، ستواصل دولة الإمارات التزامها بتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الصومالي، حيث أرسلت بلادي منذ بداية العام الحالي حوالي 2,870 طُناً من المساعدات لدعم ملايين الأشخاص المتضررين من الجفاف.

وبينما يعمل المجتمع الدولي على الاستجابة للتحديات الناجمة عن تغير المناخ، علينا إيلاء اهتماماً خاصاً لاستغلال الجماعات الإرهابية، ومنها حركة الشباب، لأزمة الجفاف لتحقيق مآربها، فقد وثقت تقارير الأمم المتحدة الأخيرة أن هذه الجماعة أصبحت ضالعة في استخدام الجفاف والأزمات الطارئة الأخرى لصالحها، إما عبر ابتزاز المجتمعات المحلية أو محاولة توسيع نفوذها من خلال الدعاية وحشد الدعم بوسائل مضللة. لذا، تؤكد دولة الإمارات على الحاجة إلى تعزيز التعاون بين حكومة الصومال والشركاء الدوليين الرئيسيين لوضع خطة استجابة تلبي احتياجات المجتمع الصومالي، والأهم من ذلك هو أن تكون الجهات الفاعلة الإنسانية قادرة على الوصول للمحتاجين وتقديم الإغاثة لهم دون عوائق.

ولا يفوتنا في الختام أن نشيد بجهود كل من بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال وبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال، وجميع الشركاء، إذ يظل الدعم الذي تقدمه هذه الجهات ضرورياً لمساعدة الصومال في مسيرته نحو الأمن والاستقرار والازدهار.

وشكراً، السيد الرئيس.