مشاركة

تلقيه الآنسة غسق شاهين، المنسقة السياسية

السيدة الرئيسة،

بدايةً، أشكر الممثل الخاص السيد هايسوم على إحاطته الوافية وعلى موافاتنا بمعلومات مُفصلة بشأن التطورات على الأرض. كما استمعنا باهتمام لإحاطة السيدة ليليان رزق وأرحب بمشاركة ممثل جنوب السودان في اجتماع اليوم.

السيدة الرئيسة،

تتابع دولة الإمارات المُجريات الأخيرة التي شهدتها جمهورية جنوب السودان، وخاصة فيما يتعلق بالتوقيع على خارطة طريق السلام خلال اجتماع الرابع من أغسطس والتي بموجَبِها تم تمديد الفترة الانتقالية لمدة عامين إضافيين، ونالت  تأييد لجنة الرصد والتقييم المشتركة المعاد تشكيلها، حيث نتطلع أن تُساهم هذه الخطوة في ضمان تنفيذ البنود الرئيسية لاتفاق السلام المعاد تنشيطُه، والذي نتفق جميعاً على أنه يظل ضرورياً لدعم الأمن والاستقرار في جنوب السودان، ونواصل هنا تشجيع الأطراف المعنية على تعزيز الحوار والتعاون لتحقيق أهداف الاتفاق.

وبالنسبة للأوضاع الأمنية، ينبغي أن تظل حماية المدنيين في صدارِة الأولويات، ولابد من التنويه بشكلٍ خاص إلى الارتفاع المقلق في مستويات العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس ضد النساء والأطفال، ونؤكد على أهمية محاسبة مرتكبي هذه الجرائم المروعة. وفي سياق الإصلاحات الجارية في القطاع الأمني، نُثمن المساعي الأخيرة للحكومة في تخريج أول دفعة من القوات الموحدة في الشهر الماضي في إطار الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في اتفاق السلام المعاد تنشيطه، آملين متابعة البناء على هذه الجهود.

 ويتعين على كافة الأطراف مواصلة خفض التصعيد وبناء الثقة بين المجتمعات لرأب الصدع والتركيز على وحدة واستقرار جنوب السودان، لمعالجة الأسباب الجذرية لمختلف التحديات الحالية والتي بدورها ستساهم في وقف العنف بين القبائل، لاسيما مع تفاقمه في عدد من المناطق، وأبرزها منطقة أعالي النيل وولاية الوحدة.

السيد الرئيس،

رغم المساعي المبذولة للاستجابة للاحتياجات الإنسانية المُلِحة في جنوب السودان، لاتزال الأوضاع الإنسانية معقدة، مثلما أوضحت إحاطات اليوم ومساء أمس.  فوفقاً لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، يعاني ما يزيد عن ثمانية ملايين شخص في جنوب السودان من انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما يحتاج معظم سكان البلاد إلى تلقي مساعدات عاجلة، إلى جانب ارتفاع أعداد اللاجئين والنازحين داخلياً. 

وقد تفاقمت هذه الأوضاع بسبب استمرار الفيضانات والتحديات الاقتصادية الصعبة والافتقار إلى البنية التحتية المناسبة، فضلاً عن الآثار الناجمة عن جائحة كوفيد-19، الأمر الذي يقتضي من المجتمع الدولي، أولاً تكثيف العمل المشترك لمعالجة الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان، وثانياً، النظر في بناء قدرة المجتمعات على الصمود عند التخطيط للعمليات الإنسانية، بما في ذلك عبر وضع آليات تركز على الاستجابة لتداعيات تغير المناخ على المدى البعيد، حيث يمكن على سبيل المثال الاستفادة من الطاقة المتجددة.

ولا يفوتنا هنا الإشادة بالدور الهام التي تقوم به بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (UNMISS) في منع نشوب النزاعات ودعم الحكومة في جنوب السودان، وذلك عبر تقديم الخبرات الفنية وبناء القدرات اللازمة لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد، والذي يتطلب أيضاً التزاماً مستداماً من جانب كافة الشركاء الإقليميين والدوليين.

 وشكراً، السيدة الرئيسة.