تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة
السيدة الرئيسة،
بدايةً، أشكر السيدة مارثا بوبي والسيدة إديم وسورنو على احاطتيهما الشاملتين وأرحب بمشاركَة السفير الحارث محمد في هذا الاجتماع.
السيدة الرئيسة،
يأتي اجتماعنا هذا بعد مضي أكثر من مئة يوم على اندلاع الاشتباكات في السودان، راح ضحيتها العديد من الأبرياء وعانى بسببها الشعب السوداني أشد المعاناة، مِثلما وضح مقدمي الإحاطات اليوم، الأمر الذي يستوجب تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء هذه الأزمة بجميع أبعادِها. وبناءً على ذلك، أود أن أؤكد على ثلاث مسائل:
أولاً، لابد من مواصلة العمل على تخفيف حدة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها ملايين السودانيين جرّاء استمرار الاشتباكات وعدم الالتزام بالهُدَن السابقة. ونرى في هذا السياق، ضرورة تأمين الإمدادات الغذائية والمياه والخدمات الطبية، حيث يعاني ما يقارب نصف الشعب من مستوياتٍ عالية من انعدام الأمن الغذائي. ولابد كذلك من إيلاء الاهتمام لاحتياجات النازحين واللاجئين في ظل ارتفاع معدلاتهم بشكلٍ حاد، في الوقت الذي تواجه فيه بعض دول الجوار تحدياتٍ داخلية. ولهذا، نناشد المجتمع الدولي تقديم الدعم للسودان ودول الجوار خلال هذه الفترة الصعبة، نظراً لمستوى الاحتياجات على الأرض، وعدم تلقي الأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني التمويل المطلوب لهذا العام.
ومن جانبنا، وفي إطار تضامننا الإنساني مع الشعب السوداني الشقيق، حرصت دولة الإمارات على توفير المساعدات الاغاثية العاجلة لهم، حيث سَيَّرَت بلادي مؤخراً جسراً جوياً وبحرياً، نَقلَ أكثر من ألـفي طنٍ من المواد الطبية والغذائية إلى كل من بورتسودان وجمهورية تشاد، دعماً للاجئين السودانيين الأشقاء. كما أنشأنا مستشفى ميداني في تشاد وافتتحنا مكتب تنسيقي للمساعدات الإماراتية لدعم وتنسيق الجهود الإنسانية، وسنواصل دعمنا في هذا الجانب.
ثانياً، نشدد على أهمية التزام الأطراف بالقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين، والبنية التحتية المدنية، فضلاً عن تسهيل وصول العاملين في المجال الإنساني والإمدادات الإنسانية إلى المحتاجين دون عوائق وبأمان. ونكرر في الوقت ذاته دعواتنا إلى أهمية التنفيذ الكامِل للالتزامات التي تم التوصل إليها في جدّة.
وندين في هذا السياق، مقتل عددٍ من العاملين في المجال الإنساني في السودان، ونعرب عن قلقنا إزاء التقارير التي تفيد بالاعتداء عليهم، وتعرُض المرافق الإنسانية للنهب والسرقة. وعلينا أن نستذكر أننا وبعد عشرة أيام من اليوم – أي في التاسع عشر من الشهر الجاري – سنحتفي باليوم العالمي للعمل الإنساني، وهي مناسبة للإشادة بالعاملين في الحقل الإنساني والاغاثي وبذل كل ما في وسعنا لحمايتهم وحماية العمل الهام الذي يضطلعون به.
ثالثاً، نُكرر دعوة دولة الإمارات إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار والعمل على إيجاد حلٍ سلمي للأزمة والعودة إلى المسار السياسي. ونؤكد هنا على أهمية الاستجابة للجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لمعالجة الأزمة في السودان، وآخرها الاجتماع الذي عُقد هذا الأسبوع في تشاد من قبل الآلية الوزارية المنبثقة عن قمة دول جوار السودان في القاهرة. كما نُجدد ترحيبنا بالبيان الختامي للقمة والذي أكد على أهمية الحل السياسي والحوار لتحقيق الأمن والاستقرار. وفي إطار حِرص دولة الإمارات على التعاون الإقليمي والدولي لحل القضايا الملحة، شاركت بلادي في الاجتماع الأول للجنة الرباعية المنبثقة عن منظمة الإيغاد الشهر الماضي. ونُشدد هنا على ضرورة تكثيف الزخم وتنسيق جميع هذه الجهود بشكلٍ وثيق.
وختاماً، تؤكد دولة الإمارات على تضامُنِها المستمر مع الشعب السوداني الشقيق خلال هذه الظروف الصعبة، بما في ذلك عبر دعم كافة الجهود لإنهاء الأزمة.
وشكراً، السيدة الرئيسة.