مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة 

السيدة الرئيسة،

أشكر السيدة نجاة رُشدي على أول إحاطة تقدمُها للمجلس منذ توليها منصِبَها الجديد، والشكر موصول للسيد مارتن غريفيث على إحاطتِهِ الوافية. كما استمعنا باهتمام لمداخَلة السيد مازن درويش. 

نؤكد بدايةً على ضرورة أنْ تظلَّ الأزمة السورية في صَدارَة مناقشاتِنا حولَ القضايا المُلِحّة، وأنْ تنصبَّ جهودنا المشتركة على دعم المَسار السياسي، وتقريب وُجُهات النظر الدولية بشأن هذا الملف، مع الدعوة لوقفٍ شامل لإطلاق النار في كافَة أنحاء سوريا، في سبيل إعادة الهدوء وخَلقِ بيئةٍ مُناسبة تُتيح للأطراف السورية التوصل إلى حلٍ سياسي.

ونؤكد هنا على دعمِنا لجهود المبعوث الخاص في بناء الثقة بين الأطراف، آملين اتخاذ المزيد من الخُطُوات في هذا الاتجاه وأنْ تستأنف اللجنة الدستورية اجتماعاتِها التي تظل خُطوةً أساسية في المسار السياسي.

وفي سياق التصعيد الحالي والمُقْلِق، نُجدد موقِفَنا الرافض للتدخلات الأجنبية في سوريا، حفاظاً على وِحدتِها وسيادتِها وسلامة أراضيها. كما أنَّ ارتفاع وَتيرة الهجمات التي يشنُّها تنظيم داعش الإرهابي في مناطقٍ متفرقة يؤكد على استمرار التهديدات التي يشكّلُها على أمن واستقرار سوريا والمنطقة بأكملِها، وضرورة التصدي لهُ وعدم التَّواني في مكافحته.

السيدة الرئيسة،

يعاني مُعظم السوريين اليوم من غياب أبسط مُقَومات العيش والخدمات الأساسية كالكهرباء، في الوقت الذي تواصل فيه الأوضاع الاقتصادية بالتدهور.   

كما أن الأوضاع المُزْرِيَة في مخيم الهول تستدعي اهتماماً عاجلاً من المجتمع الدولي، لا سيما مع استغلال داعش هذه الظروف لنشر أفكارِه المتطرفة.  ونشير على نحو خاص للظروف الصعبة للنساء والفتيات في المخيم، فكما تفيد تقارير الأمم المتحدة، إنَّ 75% من جرائم القتل التي حدثت في المخيم هذا العام ارتُكِبَت بحق النساء، مع وجود بلاغات عن حالات عنفٍ جنسي، الأمر الذي يؤكد على الحاجة لتوفير الحماية لهن، والاستجابة لاحتياجاتِهِن.

ونسلط أيضاً الضوء على الأخطار التي تشكّلُها الألغام والذخائِر غير المتفجرة على السوريين، حيثُ إنَّ شخصاً من بين كل شخصين في البلاد معرضٌ لخطر الموت أو الإصابة من الذخائر المتفجرة، فضلاً عن عرقلتِها للعمليات الإنسانية، مما يقتضي مواصلة العمل للتخلص منها، إذْ نثني على جهود الجهات المعنية، ومنها دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، في توعية المجتمعات المحلية في سوريا حول مخاطرها.

وتبقى مسألة توفير الدعم لمشاريع الإنعاش المُبْكِر جوهريةً لتحسين أوضاع السوريين، وبالمثل فيما يتعلق بضمان إيصال المساعدات الإنسانية لكافة المُحتاجين في جميع أنحاء سوريا دونَ عوائق وبِحيادية. ونؤكد هنا على ضَرورة توفير الظروف الأمنية المناسِبة لِتمكين القافِلة الإنسانية من المرور إلى رأس العين. كما نرحب بإعادة تشغيل مطار حلب باعتباره أساسياً لتيسير رَحَلات “الخدمة الجوية الإنسانية للأمم المتحدة”.

وخِتاماً، تؤكد دولة الإمارات مُجَدداً على التزامِها بدعم الجهود لإيجاد حلٍ سياسي للأزمة السورية، يعيد للسوريين الأمنَ والاستقرار المنشودين.

وشكراً، السيدة الرئيسة.