مشاركة

يلقيه سعادة محمد أبوشهاب، نائب المندوب الدائم

يرجى المراجعة أثناء الالقاء

السيد الرئيس،

أود في البداية أن أشكر السيد جير بيديرسن والسيدة غادة مضاوي على إحاطتيهما.

السيد الرئيس،

أصبحت الأراضي السورية على امتداد إثني عشر عاماً من الأزمة بمثابة مسرحٍ لأحداث سياسية وعسكرية ألقت بظلالها على الشعب السوري، حيث أدت هذه التطورات إلى نتائج مأساوية على كافة الأصعدة، بما فيها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

وبينما اعتمد المجلس مطلع هذا العام قراراً لتمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود للتخفيف من الأوضاع الإنسانية المتردية في سوريا، إلا أنَّ الجرح الغائر لا تداويه ضمادة، فهذه الجهود، رغم أهميتها، لا تعالج مختلف جوانب الأزمة السورية خاصةً على المدى البعيد. ونؤكد هنا على الحاجة للتوقف عن اتباع نهج متجزئ ومؤقت والانتقال من إدارة الأزمة السورية إلى حلها. ويشمل ذلك العمل على طيّ صفحات الخلاف عبر التواصل السياسي والحوار والجهود الدبلوماسية. كما نشدد على أهمية إيجاد حلول عربية للأزمات العربية سعياً لبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة.

واستعراضاً للأوضاع السياسية، تؤكد دولة الإمارات على أهمية دعم مساعي المبعوث الخاص لسوريا، والجهود الدبلوماسية العربية والإقليمية لإنهاء الأزمة. وفي سياق الاجتماع الثلاثي المزمع عقده، نأمل أن تثمر مثل هذه الجهود والمحادثات الدولية بشأن سوريا عن نتائج تصب في مصلحة الشعب السوري وبما يدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي الوقت ذاته، نؤكد مجدداً على أهمية الخروج من حالة الشلل التي أصابت اللجنة الدستورية خلال الفترة السابقة، باعتبارها المنصة الوحيدة لإجراء حوار وطني بنّاء بين السوريين وبقيادة ومُلكية سورية، دون تدخلاتٍ أو إملاءاتٍ خارجية، وذلك بهدف الدفع قُدُماً بالمسار الدستوري.

وانتقالاً إلى الأوضاع الإنسانية، نرى أن اعتماد قرار تمديد آلية إيصال المساعدات عبرَ الحدود بالإجماع أظهر وحدة المجلس في وضع احتياجات الشعب السوري فوقَ أي حسابات سياسية. إلا أنه يتعين علينا العمل لإيجاد حلولٍ تحترم سيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، ومنها مضاعفة حجم ووتيرة المساعدات عبر الخطوط ومشاريع الإنعاش المُبكر، حيث نشيد هنا بجهود الأمم المتحدة في زيادة هذه المساعدات، ونؤكد على ضرورة بذل المزيد من الجهود في هذا الصدد.   

السيد الرئيس،

تعرب بلادي عن بالغ قلقها إزاء الأوضاع الإنسانية المتردية في المخيمات خاصةً أثناء موجات البرد والشتاء القارس في الوقت الذي لا تتوفر فيه البنية التحتية الأساسية، الأمر الذي يهدد حياة الملايين، بما فيهم الأطفال والنساء. ونشدد على ضرورة النظر في حلول طويلة الأمد لمعالجة هذه الأوضاع والتخفيف من معاناة الشعب السوري.

وختاماً، السيد الرئيس، نأمل أن يشهد هذا العام المزيد من الخطوات الإيجابية التي من شأنها تهيئة الظروف المناسبة لوضع سوريا على مسار الأمن والاستقرار.

وشكراً، السيد الرئيس.