مشاركة

يلقيه سعادة محمد أبوشهاب، نائب المندوبة الدائمة والقائم بالأعمال بالإنابة

السيدة الرئيسة،  

أشكر السيد جير بيدرسن والسيد مارتن غريفيث على إحاطتيهما القيمتين.

السيدة الرئيسة،

لقد أصبحت الأزمة السورية على امتداد السنوات الماضية أكثر تعقيداً وتشعباً من قضايا تشمل اللاجئين والنازحين والتدخلات الأجنبية، والإرهاب، والانهيار الاقتصادي، وغيرها. وجاء هذا العام ليضيف المزيد من التطورات المقلقة خاصة على المستوى الجيوسياسي. ومع كل هذه القضايا الشائكة، نشدد على أهمية إيلاء الأولوية لاحتياجات الشعب السوري، إذ لابد أن تسمو مصلحته فوق كافة الاعتبارات، بالأخص مع اقتراب تجديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، والتي لا ينبغي تسييسها نظراً لطبيعتها الإنسانية.

وبالنسبة للملف السياسي، وفي سياق التطورات الأخيرة في سوريا، نؤكد على ضرورة الالتزام بالحوار وبمبادئ حسن الجوار، والحاجة إلى خفض التصعيد في المنطقة بأكملها. كما نعيد التأكيد على موقفنا الرافض للتدخلات الأجنبية في الشأن السوري ونطالب بوقفها حفاظاً على سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها.

ومن المؤسف استمرار حالة الجمود في الملف السياسي، الأمر الذي يقتضي تكثيف الجهود الدبلوماسية على مختلف الأصعدة لدعم التوصل إلى حل سلمي، والذي يظل السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية. ولابد في هذا الإطار من السعي للخروج من حالة الشلل التي أصابت اللجنة الدستورية خلال الأشهر السابقة عبر عقد اجتماعاتها مجدداً. ونقدر هنا جهود المبعوث الخاص لسوريا، ونؤكد مجدداً أن هذه اللجنة تعد المنصة الوحيدة حالياً لإجراء حوار وطني بناء بين السوريين وبقيادة ومُلكية سورية، دون تدخلاتٍ خارجية وبتحييد عن التعقيدات الجيوسياسية، بهدف الدفع قدماً بالمسار الدستوري، ولا يجب أن يشمل هذا الأمور اللوجستية فحسب، بل يجب أن يتضمن إطاراً زمنياً واضحاً وخطة متفق عليها حول الخطوات المقبلة.

وانتقالاً الى الأوضاع الإنسانية، السيدة الرئيسة، نؤكد على أهمية مشاريع الإنعاش المبكر التي تساهم في بناء المجتمعات السورية وترميم بنيتها التحتية، ومنها إيصال الكهرباء للعديد من السوريين والتي بدورها تتيح الحصول على الخدمات الأساسية الأخرى، ويسعدنا هنا أن 158 مشروعاً من أصل 374 من مشاريع الإنعاش المبكر التي شملتها خطة الاستجابة الإنسانية قد ساهمت في توفير الكهرباء للمنازل والمستشفيات والمدارس، فضلاً عن دعم بعضها لمصادر الطاقة المتجددة.

وفي ظل الانتشار المقلق للكوليرا في سوريا، نعرب عن تقديرنا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية على جهودهم الحثيثة في الاستجابة على نحو عاجل لهذه المسألة خاصة في الفترة الأخيرة ويشمل ذلك تمديد خطة الاستجابة للكوليرا لمدة ستة أشهر في ظل استمرار الاحتياجات الهائلة في سائر المحافظات السورية. وعلى نطاق أوسع، نشدد على أهمية إيصال المساعدات الانسانية إلى كافة المناطق في سوريا مع التقريب بين عدد القوافل التي تمر عبر الحدود وتلك التي تمر عبر الخطوط، ونرحب في هذا الصدد بإيصال المساعدات إلى منطقة رأس العين ومرور القافلة الثامنة إلى شمال غرب سوريا والتي شملت عدداً أكبر من المساعدات الإنسانية مقارنةً بالقوافل السابقة.

السيدة الرئيسة،

 تشهد المخيمات تزايداً في مستويات العنف، خاصة في مخيم الهول في شمال شرق سوريا حيث وصلت حالات القتل إلى 42 حالة هذا العام وحده، ومنها مقتل فتاتين بصورة شنيعة في المخيم هذا الشهر، الأمر الذي يستوجب مضاعفة الجهود الدولية لضمان حماية الآلاف من النساء والأطفال المتواجدين في هذه المخيمات.

وختاماً، نؤكد على الحاجة الملحة لإنهاء الأزمة السورية وتداعياتها الإنسانية التي تستمر في التفاقم، الأمر الذي يتطلب كسر الجمود الحالي في المسار السياسي، وبما يدعم الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة.

وشكراً، السيدة الرئيسة.