مشاركة

السيدة الرئيسة،

أشكر السيد مارتن مارتن غريفيث على إحاطته الهامة اليوم، ونرحب بزيارة نائبته السيدة جويس ماسويا إلى سوريا والأردن، كما نقدر الإحاطة التي قدمتها الدكتورة فريدة المُسلم حيثُ سلَّطت الضوء على الظروف الصعبة للنساء والأطفال في سوريا.

ونود بدايةً أن نشيد بعقد مؤتمر بروكسل السادس منتصف هذا الشهر والذي نرى أنه يُعَد خُطوةً إيجابية يمكن البناء عليها لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، كما أكد المؤتمر على استمرار المجتمع الدولي في التضامن مع الشعب السوري. ورغم أنَّ التطرق إلى المسائل المتعلقة بتقديم المساعدات الإنسانية الأساسية يبقى مسألةً هامة، إلا أنه ينبغي السعي إلى توسيع نطاق المناقشات الحالية، لتشمل أيضاً بحث سُبُل تقديم مساهماتٍ بنّاءة لإعادة الأمن والاستقرار والازدهار إلى سوريا.

فبعد إثني عشر عاماً من الأزمة، لا يزال السوريون يعيشون في مخيماتٍ تفتقرُ إلى أبسط مُقَوِّمات العَيْش، مما يستوجِب من المجتمع الدولي اتخاذ خُطُواتٍ ملموسة تُنهي الأزمة الإنسانية بشكلٍ مُستدام وتضمن للشعب السوري العيش في ظروفٍ كريمة، بحيث نتجاوز الاكتفاء بتقديم حُلولٍ عاجلة قصيرة المدى.

السيدة الرئيسة،

في سياق اقتراب موعد تجديد ولاية القرار 2585، أود أنْ أكرر دعواتِنا بأهمية النظر في تجديد آلية المساعدات عَبْرَ الحدود إلى سوريا بشكلٍ موضوعي ومنطقي يُجَسِّد الوقائع القائمة على الأرض، فنحنُ بحاجة إلى التعاون معاً على هذا الملف رغم وجود خلافات حول ملفاتٍ أُخرى، لضمان وصول المساعدات للمُحتاجين عبرَ الحدود وعبرَ الخطوط.

وبالرغم من أنَّ آلية إيصال المساعدات عبرَ الحدود لا تُعَد آليةً مثالية، ولكنها تظل ضروريةً في هذه المرحلة لضمان إيصال المساعدات إلى جميع المُحتاجين في شمال غرب سوريا. وفي هذا السياق، تدعم دولة الإمارات إيصال المساعدات الإنسانية عبرَ كافة السُبُل، ومنها المساعدات عبر الخطوط، إذ نرحب بتمديد الخطة التشغيلية للأمم المتحدة حتى ديسمبر هذا العام، وبمرور القافلة الرابعة إلى شمال غرب سوريا عبر الخطوط والتي شَمِلَت مساعداتٍ غذائية حيوية. ونظراً إلى أنَّ معبر باب الهوى يُعَد الممر الإنساني الوحيد لإيصال المساعدات عبرَ الحدود إلى سوريا، فيجب المحافظة على أمن واستقرار هذا المَعْبَر الحدودي من قِبَل كافة الأطراف. وينبغي علينا في نفس الوقت العمل على زيادة عدد عمليات إيصال المساعدات عبر الخطوط، كما يتعين على جميع الأطراف على الأرض العمل معاً لإزالة العقبات الأمنية التي قد تعيق وصول تلك المساعدات.

السيدة الرئيسة،

 إنَّ الحالة الأمنية المُزْرية في مخيم الهول وما يرافِقُها من تدهورٍ في الأوضاع الإنسانية باتت أمراً مثيراً للقلق لاسيما مع تزايد جرائم القتل والعنف الأسبوع الماضي، بما في ذلك العنف المُرْتَكَب ضد الجهات الإنسانية الفاعلة. ونؤكد هنا أنَّ معالجة الأوضاع الإنسانية في المخيم تتطلب معالجة الاوضاع الأمنية فيه والتي تُعيق إيصال المياه الصالحة للشرب وتسببت في تجميد الأنشطة الخاصة بإنقاذ الحياة. ونرى في هذا الصدد أهمية أنْ يحافظ المخيم على طابَعِهِ الإنساني والمدني وأنْ يتم إعادة المواطنين إلى بلدانِهِم، ونرحب باستعادة جمهورية العراق مؤخراً خمسمئة عائلة، أغلبهم نساء وأطفال، من مخيم الهول ونشجع الدول التي لديها مواطنين في المخيم باتخاذ خُطُوات مشابهة.

كما يجب دعم وحماية المرأة السورية وتعزيز قدرتِها على الصمود، لاسيما في المخيمات، حيث تتعرض النساء والفتيات لمخاطر العنف الجنسيّ والعنف المبني على الجنس.

وأخيراً، نَحُث المجتمع الدولي على بذل المزيد من الجهود لدعم الإنعاش المُبْكِر للبُنْية التحتية المدنية، والقِطاعات الحيوية، لاسيما التعليم، والصحة، والتي تأثرت بسبب النزاع، خاصةً وأنَّ الاستجابة الإنسانية الحالية غير مستدامة، بسبب الفَجَوات المستمرة في تمويل هذه المساعدات. ونرى هنا أهمية تكثيف الاستثمار الدولي في مجالي الغذاء والمياه كجزء من جهود التعافي المُبْكِر، حيث سَيُسهِم ذلك في تعزيز الاستجابة الإنسانية للسوريين.

وشكراً، السيدة الرئيسة.