مشاركة

السيدة الرئيسة،

أشكر السيد جير بيدرسن المبعوث الخاص لسوريا على إحاطته الوافية وعلى جهوده الدبلوماسية الحثيثة لإحراز تقدم في العملية السياسية. كما استمعنا باهتمام إلى إحاطة ممثلة المجتمع المدني. 

السيدة الرئيسة،

بعد مضي أكثر من عقد على الأزمة السورية، تؤمن دولة الإمارات إيماناً راسخاً بأنه يتعين على المجتمع الدولي بلورة نهجٍ جديد في تعاملهِ مع الأزمة السورية بهدف إنهائها سلمياً وبشكلٍ مستدام.

وتحقيقاً لهذه الغايات، تود بلادي التركيز على الجوانب التالية:

أولاً: تؤمن دولة الإمارات أن فتح قنوات للتواصل وبناء الجسور هو السبيل الأنجح لحل الأزمات التي طال أمدها بما يخفف من معاناة الشعوب ويحقق الاستقرار المنشود. وعليه، فقد جاءت زيارة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي إلى دمشق مؤخراً ضمن مساعي بلادي نحو بناء الجسور في المنطقة. فنحن نرى أن الحوار والمشاركة البناءة ودعم كافة الجهود الدبلوماسية المبذولة سيساهم في إنهاء الأزمة السورية. لذلك، هدفت الزيارة إلى تغيير النظرة العامة على الأرض تجاه حل الأزمة السورية التي طال أمدها. ومن هذا المُنطلق، نرى أهمية تعزيز وتفعيل الدور العربي بشكلٍ يتناسق مع الجهود الدبلوماسية للسيد جير بيدرسن ويدعمها، مما سيساهم في إحراز تقدم في المسار السياسي، أملاً بإنهاء الأزمة، وإعادة الأمن والاستقرار لسوريا وللمنطقة.

ثانياً: نتفق مع المبعوث الخاص في تأكيده على أهمية خلق فرصٍ يمكن عبرها اتخاذ خطوات تدريجية وملموسة، مما يتطلب العمل معاً لدعم تفعيل اللجنة الدستورية. ومن هذا المنطلق، تحث بلادي على أن تنصب الجهود الحالية على تعزيز الحوار وتجاوز العقبات التي تسببت في عدم التوصل إلى توافق حول المبادئ الدستورية. ويجب هنا الأخذ بعين الاعتبار المرونة والواقعية التي حث عليها المبعوث الخاص بعد مشاوراته مع الأطراف السورية والإقليمية والدولية الفاعلة. وتشدد دولة الإمارات على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد الكفيل بإنهاء الأزمة السورية، وأن إحراز تقدم حقيقي في العملية السياسية يتطلب من جميع الأطراف تقديم التنازلات اللازمة وبحسن نية مع السعي لبناء الثقة بما يتفق مع قرار المجلس رقم 2254.

ثالثاً: إن خلق بيئة مناسبة لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا يتطلب إنهاء التدخلات الأجنبية في الشأن السوري. ونشدد هنا على أهمية الحفاظ على وحدة الجمهورية العربية السورية واستقلالها وسلامة أراضيها. وفي هذا السياق، تؤيد دولة الإمارات دعوة الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الخاص لسوريا، للتوصل الى وقفٍ فوري لإطلاق النار في كافة أنحاء البلاد، ونؤكد على أهمية الحفاظ عليه واستدامته.

وبالمثل، يتعين مواصلة الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب في سوريا، فاستمرار العمليات الإرهابية يعد من أكثر العوامل التي تهدد الاستقرار والأمن في سوريا والمنطقة. وعليه، يقلقنا استمرار تنظيم داعش شن هجماته الإرهابية، كما شهدنا مواخراً من تطورات خطيرة في حي غويران في محافظة الحَسكَة، علاوة على استمرار استهدافهم مناطق دير الزور وشرق حمص.

وختاماً، السيدة الرئيسة، نأمل أن يكون عام 2022 هو العام الذي يبذل فيه المجتمع الدولي كل ما ينبغي من جهود لإحراز تقدمٍ ملحوظٍ نحو إنهاء الأزمة السورية، بما يلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق ويوفر له العيش الكريم في وطن آمنٍ ومستقر. ونؤكد لكم أن دولة الإمارات ملتزمة بالعمل مع كافة أعضاء المجلس من أجل تحقيق هذه الأهداف.

وشكراً.