مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة

السيدة الرئيسة،

أشكُر السيد جير بيدرسن والسيدة غادة مضوي على احاطتيهِما القيمتين. والشكر موصول للسيدة مورغان أفلين على احاطتها.

السيدة الرئيسة،

شهِدنا خلال الأسابيع الماضية خُطواتٍ هامة قامت بها الدول العربية في سَبيل إنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق جرّاء الأزمة التي طال أمَدُها، ومنها عودِة الجمهورية العربية السورية إلى مقعدِها في جامعة الدول العربية، بناءً على ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات جَدة وعَمَّان. وعلى إِثر ذلك، شاركَت سوريا في القِمة العربية التي عُقدَت مؤخراً في المملكة العربية السعودية وسادَتها أجواءٌ من التفاؤل بشأن تعزيز التعاون والعَمَل العربي المُشترك لمُعالجة أزمات المنطقة، ومنها الأزمة السورية.

كما جاءت هذه الجهود اتساقاً مع المصلحة العربية المُشتركة والعلاقات الأخوية التي تَجمَع بين الشعب السوري بكافة الشعوب العربية.

ونُؤكد هنا على أن الحَل السياسي هو السَبيل الوحيد لتجاوز الأزمة السورية وأن عودِة سوريا إلى الجامعة العربية هي نُقطة البداية وخُطوةً هامة في مسار السلام بقيادة عربية وبتنسيقٍ وثيق مع المبعوث الخاص والأمم المتحدة.

ولأول مرة في تاريخ هذه الحرب المُدمِرة، التي عصفت ويلاتها بسوريا، تلوح في الأفُق تطوراتٌ على المسار السياسي تَبعَثُ على الأمل بإحراز تقدمٍ فيه، وذلك نتيجة لأخذ الدول العربية بزمام المبادرة، الأمر الذي يقتضي من كافة الجهات الفاعِلة دعم هذه الجهود وتعزيزِها بنهجٍ واقعيٍ يهدف بالدرجة الأولى لإنهاء الحرب وإحلال السلام ومُعالجة تداعياتِها الإنسانية والأمنية والسياسية على سوريا والمنطقة والعالم.

كما نأمل أن تُسهِم مُختلَف هذه الجهود الإقليمية والدولية، في إرساء الأمن والاستقرار في سوريا، وبما يحفظ استقلالِها ووحدتِها وسلامة أراضيها.

وفي سياق تطلُعِنا إلى مستقبل أفضل لسوريا، نُؤكد على ضرورة الاستمرار في إحراز تقدمٍ ضد تنظيم داعش، خاصة في ظل انخفاض وتيرة هجماته خلال الأشهر الماضية، فهذا التنظيم لن يتوقف عن سعيِه للاستيلاء على الأراضي ونشر العُنف والأفكار المُتطرِفة، ليس فقط في سوريا وإنما في المنطقة برمتها. 

وانتقالاً للملف الإنساني، السيدة الرئيسة، علينا أن نُدرِك حين نُناقِش الأزمة الإنسانية أنها مُتجذرة على نحوٍ يتطلب حلولاً مستدامة لمعالجتها. ورغم الجهود الدولية، إلا أن مستوى الاحتياجات على الأرض يفوق بكثير حجم المساعدات، فوفقاً لمكتب أوتشا، يعيش اليوم أكثر من تسعين بالمئة من السكان تحت خط الفقر. ولهذا، نؤكد مجدداً على ضرورة التركيز على مشاريع الإنعاش المبكر وإعادة إعمار البنية التحتية وتأهيل المرافق العامة، مع بحث السُبل لإنعاش الاقتصاد.

ونُرحب هنا بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية للتخفيف من حِدة الأوضاع الإنسانية والتي تشمل تمديد إيصال المساعدات عبر معبري الراعي وباب السلام لمدة ثلاثة أشهر إضافية استجابةً للاحتياجات المتزايدة جراء الزلزال.

أما بالنسبة للمساعدات عبر الخطوط، فنُعرَب، مرةً أخرى، عن بالغ قلقنا إزاء عدم مرور أي قافلة لشمال غرب سوريا منذ حدوث هذه الكارثة، بسبب عرقلة الجماعات الإرهابية لهذه المساعدات. ونواصل التأكيد على ضرورة ضمان وصولها إلى كافة المناطق في سوريا، دون عوائق، وبما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقرار مجلس الأمن 2672.

وفي سياق مماثل، نتطلع إلى تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا في يوليو المقبل، حيث لاتزال هذه الآلية جوهرية وشريان الحياة للملايين من السوريين.

ونُؤكد، ختاماً، على تطلع اللاجئين السوريين للعيش بكرامة وأمان، بعد الظروف الصعبة التي مروا بها، الأمر الذي يقتضي بحث السبل المتاحة لتسهيل عودتِهم الطوعية إلى موطنهم.

وشكراً، السيدة الرئيسة.