مشاركة

ترجمة غير رسمية

السيد الرئيس، اللورد أحمد

يسرني في البداية أن أشكركم وأن أرحب بترؤسكم لهذا الاجتماع. كما أشكر السيدة/ بحوث، والسيد/ فونتين، والسيدة تشيريباخا، على إحاطاتهم وآرائهم القيمة.

السيد الرئيس،

أقر هذا المجلس عند اعتماده جدول أعمال المرأة والسلام والأمن منذ أكثر من 21 عاماً بتأثير النزاع على النساء والفتيات بشكل كبير. فالنساء والفتيات لا يتعرضن فقط للانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، بل يتعرضن أيضاً وبشكل خاص للمخاطر المتعلقة بنوع الجنس.

ومع ذلك، فقد أقر جدول أعمال المرأة والسلام والأمن، بأن النساء والفتيات يُعتبرن أيضاً عناصر فاعلة قادرة على قيادة الجهود المبذولة وتقديم الحلول. لذلك، ينبغي ضمان مشاركتهن في منع الصراعات وبناء السلام وتحقيق المصالحات وإعادة الإعمار. وهذا ليس فقط بسبب تأثير الصراع عليهن، ولكن لأنه ثبت أيضاً أن مشاركتهن تؤدي لسلام أكثر استدامة وأطول أمداً.

فمنذ بداية الصراع في أوكرانيا، شكلت النساء والأطفال الغالبية العظمى من إجمالي 4.3 مليون شخص فروا إلى الدول المجاورة، وظهرت تقارير مقلقة للغاية حول حوادث عنف جنسي مرتبطة بالنزاع ووقوع أشخاص فريسة للعصابات الإجرامية المنظمة التي تدير عصابات الاتجار بالبشر والجنس. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فقد تضرر 89 مرفق للرعاية الصحية في جميع أنحاء أوكرانيا من جراء الهجمات، مما أثر على حقوق النساء والفتيات في الحصول على الرعاية الصحية. وقد تسبب ذلك في نقص الرعاية الصحية المقدمة للنساء الحوامل سواء داخل أوكرانيا أو من فروا للخارج حسبما حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان. وأخيراً، لقد أدى النزاع لتعطيل حصول الأطفال على التعليم، وهو حق مكفول لكل طفل، مما قد يؤثر على قدراتهم وفرص مساهمتهم في تحديد مستقبل أوكرانيا، حيث يمكن بأن تمتد آثار هذه المسألة لتطال أجيال بأكملها.

ومن هذا المنطلق، تود بلادي تسليط الضوء على المجالات الثلاث التالية لدعم النساء والأطفال المتأثرين بالحرب في أوكرانيا:

أولاً، نحن نرى أن المفاوضات الجارية بين الأطراف تعد تطوراً إيجابياً، ونشجع الأطراف على ضمان مشاركة المرأة بشكل كامل ومتساوٍ وهادفٍ في جميع جهود احلال السلام. ومن المهم ألا يقتصر ذلك على تمكين المرأة من القيام بدور قيادي وإشراكها في مرحلة نهاية النزاع فقط، بل يجب أيضاً إشراكها في عمليات وضع الحل السلمي وتنفيذه. لقد قادت المرأة جهود المصالحة المحلية والحوار لسنوات عديدة حتى الآن في شرق أوكرانيا، ويجب علينا ألا ننسى هذه الجهود. فهذه الجهود يجب الاعتراف بها والبناء عليها وحشدها للدفع قدماً بمساعي تحقيق السلام.

ثانياً، يظل جمع البيانات المتعلقة بتأثير النزاع والمصنفة حسب الجنس أداة قيمة، بما في ذلك من حيث تعزيز المساءلة عن العنف الجنسي في النزاعات، مما يضمن إمكانية تحقيق العدالة الاصلاحية.

ثالثاً، يجب تنفيذ نهج استجابة يراعي الجنسين في جميع الجهود الإنسانية المبذولة أثناء فترة النزاع وبعدها. ويمكن هنا إشراك النساء والاستفادة منهن في عمليات توفير وإيصال المساعدات الإنسانية والخدمات والجهود التي تنفذ البرامج، مع وضع احتياجاتهن في صميم هذه الجهود. وندعو في هذا الصدد جميع الأطراف إلى الامتثال لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين وتمكين وصول المساعدات الإنسانية في فترة زمنية معقولة ودون عوائق.

السيد الرئيس،

أود تسليط الضوء على الآثار البالغة لهذه الحرب على النساء والأطفال حول العالم، بدءاً من انعدام الأمن الغذائي وارتفاع أسعار السلع الأساسية الذي يشعر النساء والفتيات في مختلف أنحاء العالم بأن حياتهن اليومية ومستقبلهن قد يتغيران بشكل مفاجئ. لذلك، نحن نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى بذل جهود متضافرة تمنع حدوث ذلك، حيث إن المخاطر المترتبة على انعدام الأمن الغذائي وارتفاع أسعار السلع الأساسية ستكون عالية جداً.

كما أود في الختام التأكيد على ندائنا القوي الداعي إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية في جميع أنحاء أوكرانيا من اجل إتاحة الفرصة لإجراء حوار بنّاء بين الأطراف وإنهاء المعاناة التي يسببها هذا الصراع.

وشكراً، السيد الرئيس.