مشاركة

يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب،نائب المندوبة الدائمة

السيد الرئيس،

أود أولاً توجيه الشكر إلى مساعدة الأمين العام السيدة/ كيريس على إحاطتها القيمة، كما استمعنا باهتمام إلى كلمة المطران فولوكولامسك أنطوني.

يتسم موضوع اليوم بأهمية خاصة لدولة الإمارات لاعترافه بالدور الأساسي للحوار والتفاهم بين الأديان في تحقيق التعايش السلمي. ويعتبر غرس ثقافة التسامح الديني عنصراً جوهرياً في منع النزاعات وإيجاد حلول مستدامة لها، وإعادة البناء، فضلاً عن كونه أحد الاعتبارات الهامة بالنسبة لمجلس الأمن. ولذلك، يقع على عاتقنا جميعاً مسؤولية ضمان احترام كافة الأديان كقاعدة أساسية في نظامنا العالمي.

السيد الرئيس،

تلتزم دولة الإمارات بمبادئ ثقافة السلام، وتدرك الخطورة الكامنة لاستغلال الدين في الدعوة للعنف والانقسام. ولقد شهدنا عواقب التساهل في ردع من يحرضون على التطرف والعنف والمتخفين في عباءة الدين. لذلك، فإن إيماننا بهذا الواجب الأخلاقي بشأن ضرورة تعايش المجتمعات الدينية المختلفة في سلام وتناغم هو ما يجعلنا نشعر بالأسى والألم تجاه الأحداث الأخيرة في أوكرانيا. فتسييس الدين دليل جديد على أن الصراع في أوكرانيا يؤثر على تماسك النسيج الاجتماعي.

السيد الرئيس،

في أوقات الصراع، يتحتم علينا جميعاً أن نعمل من أجل حماية الأماكن الدينية المقدسة، وضمان الاحترام اللازم والعناية الواجبة لهذه الأماكن. فقد أدان قرار مجلس الأمن 2347 التدمير غير القانوني للتراث الثقافي، بما في ذلك تدمير الأماكن الدينية  المقدسة، وأكد على أن هذا التدمير يؤدي لاشتداد الصراع ويعرقل تحقيق المصالحة الوطنية بعد انتهائه. كما شدد القرار على الدور الهام للدول الأعضاء في حماية التراث الثقافي والممتلكات الثقافية أثناء النزاع المسلح، وهو أمر في غاية الأهمية لكون أماكن العبادة هي مركز ثقل المجتمعات الدينية، وإمكانية استخدامها كمنصة لتحقيق التعافي والمصالحة الوطنية بعد انتهاء الحرب.

لقد ترك الصراع المستمر في أوكرانيا أثاره على معظم نواحي الحياة هناك ولم يتبق سوى مجالات قليلة جداً لم تتأثر من هذه الحرب، أبرزها إمكانية قيام الزعماء الدينيين والمجتمعات الدينية بدور مهم في بناء السلام وتوفير متنفس بعيداً عن أجواء الصراع.

السيد الرئيس،

نتابع بقلق بالغ وحزن عميق الأخبار الرهيبة الآتية من دنيبرو، وننعى وفاة 45 شخصاً جراء الغارة الجوية التي وقعت يوم السبت. إن التكلفة البشرية الباهظة لهذا الهجوم تعكس حجم المأساة التي تتكشف في أوكرانيا. لذا، تحث دولة الإمارات الأطراف مرة أخرى على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي ، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، وتكرر دعوتها لوقف الأعمال العدائية في جميع أنحاء أوكرانيا، مع استعدادنا لدعم جميع الجهود الرامية إلى التهدئة والحوار من أجل التوصل لتسوية عادلة ودائمة وسلمية لهذه الحرب.

وشكراً السيد الرئيس.