مشاركة

أشكر كلاً من السيدة روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، والسيد رؤوف مازو ، مساعد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، على إحاطتهم الوافية.

ما استمعنا اليه اليوم، يعكس التدهور الخطير للأوضاع الإنسانية جراء استمرار الصراع في أوكرانيا، حيث تواصل أعداد اللاجئين الارتفاع بوتيرة مثيرة للقلق. كما تستمر معاناة المدنيين في المناطق الأوكرانية بسبب العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية مثل الغذاء والمعدات الطبية وغيرها من الاحتياجات الأساسية. وفي الوقت نفسه، فإن الضرر الذي لحق بالبنية التحتية المدنية، سيفاقم من تردي الوضع الإنساني في المدن الأوكرانية الرئيسية، لاسيما ماريبول. وفي هذا الإطار، تود بلادي التركيز على أربع نقاط رئيسية.

أولاً، إننا ننظر بإيجابية تجاه المفاوضات الجارية بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا ونأمل أن تسفر عن تهدئة تسمح للمنظمات الإنسانية بأن تقوم بمهامها وأن تلبي احتياجات المدنيين. وفي هذا السياق، هناك ضرورة ملحة لاتخاذ خطواتٍ ملموسة تهدف لتهدئة الأوضاع على الأرض وبناء الثقة بين الطرفين، بما في ذلك عبر التوصل لاتفاقات تمكن المنظمات الإنسانية من إيصال المساعدات للمحتاجين بطريقة آمنة، وإنشاء ممرات لخروج المدنيين والتوصل لتفاهم يضمن حمايتهم.

ثانياً، تثمن بلادي الدور الرئيسي لدول الجوار، وبالأخص بولندا ورومانيا ومولدوفا، بالإضافة لغيرها من الدول، في التعامل مع الأزمة الإنسانية من خلال استقبالها للاجئين وتوسيع شبكات الأمان الاجتماعي لتراعي احتياجاتهم. وفي الوقت نفسه، ندرك من تجارب منطقة الشرق الأوسط، أهمية دعم هذه الدول لتتمكن من رعاية اللاجئين بشكل كامل، خصوصاً وأن الصراع مازال قائم مما ينذر باستمرار موجات اللاجئين.

ثالثاً، وبالتزامن مع جولات التفاوض الجارية، تشدد بلادي على أهمية الالتزام بالقانون الدولي، وبالأخص القانون الإنساني الدولي، والذي يمثل خرقه ليس فقط انتهاكاً لحقوق المدنيين، بل وتهديداً للنظام الدولي. ونكرر هنا دعوتنا لجميع الأطراف المعنية الى احترام التزاماتها الدولية ووقف استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية.

وأخيراً، تؤمن دولة الأمارات بضرورة أن تركز استجابة مجلس الأمن للازمة الإنسانية الناتجة عن الصراع في أوكرانيا على العمل الإنساني بطريقة عملية وهادفة، وذلك بالتنسيق مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والجهات الإنسانية الأخرى ذات الصلة.  ونؤكد بأن الحل الوحيد للأزمة يكمن في تكثيف الجهود الدبلوماسية والوقف الفوري للأعمال العدائية في جميع أنحاء أوكرانيا والسعي إلى سلام مستدام يحفظ استقلال وسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.