تلقيه شهد مطر المتحدث الرسمي والمنسق السياسي بالإنابة
السيد الرئيس،
أود بداية أن أشكر السيدة إيلزي براندز كيريس على إحاطتها، واحيط علماً باحاطة السيد كيبشيدزه.
تؤمن دولة الإمارات بأهمية ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي واحترام الثقافات والأديان، خاصة وأن منطقتنا قد عانت ولاتزال تعاني من التداعيات الناجمة عن التعصب والتطرف والتحريض على الكراهية والعنف على أساس الدين أو العرق.
وفي سياق مناقشة اليوم، نعرب عن بالغ قلقنا إزاء أي تقارير تتعلق بالتعصب الديني، فكما أقر مجلس الأمن في قراره 2686، يساهم التعصب في اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها، الأمر الذي يستوجب منا نبذ الكراهية قبل وعند اندلاع أي نزاع.
ولدينا في هذا الصدد، شواغل إزاء الحاق أضرارٍ مستمرة بالمواقع الثقافية خلال الحرب في أوكرانيا، فمنذ فبراير الماضي، وثقت منظمة اليونسكو أضراراً لحقت بـأكثر من 300 موقع ثقافي، بما في ذلك 124 موقعاً دينياً، و142 مبنى تاريخي وفني، فهذا التدمير للمباني الثقافية يضعف أحد الركائز الأساسية لتعزيز التفاهم المتبادل.
السيد الرئيس،
إن المواقع الثقافية، بما في ذلك المواقع التاريخية وأماكن العبادة، تتمتع بالحماية بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك المادة 53 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف. كما أكد هذا المجلس في قراره 2347 على أن تدمير التراث الثقافي، بما في ذلك المواقع الدينية، قد يؤدي إلى تفاقم النزاعات وتقويض جهود المصالحة.
ولهذا، يجب أن نضع في صدارة أولوياتنا العمل على حماية مواقع التراث الثقافي أثناء النزاعات، ومن ثم العمل على إعادة إعمارها وتأهيلها بعد إحلال السلام، فالمواقع الدينية والثقافية تحظى بأهمية كبيرة لمجتمعاتها خاصة عند احتدام الاضطرابات والصراعات، كما أنها تشكل منابر هامة للتعافي وإعادة البناء بعد انتهاء النزاعات.
السيد الرئيس،
إن خلق ثقافة التسامح يعتبر عنصراً أساسياً في حل النزاعات وجهود التعافي ما بعد الحرب ويجب أن تشكل أحد الاعتبارات الهامة لمجلس الأمن ولأطراف النزاع. ومثلما أكد المجلس، يضطلع القادة الدينيين بدور رئيسي في بناء وترسيخ التعايش السلمي بين المجتمعات، ومنع نشوب النزاعات وحلها. كما تُعد المشاركة البناءة للقادة الدينيين عنصراً هاماً في تعزيز قدرة المجتمعات على الصمود وبناء أسس السلام.
وختاماً، إن التعصب وتدمير المواقع الدينية والثقافية لن يؤدي إلا إلى تصعيد النزاع وإطالة أمده. لذلك، يجب علينا أن نكون حازمين في إدانتنا لهذه الأعمال، وأن تنصب جهودنا على إعادة السلام والأمن إلى أوكرانيا. ومن جانبنا، ستظل دولة الإمارات ثابتة في دعمها لكافة المساعي الجادة نحو تحقيق السلام العادل والمستدام، والمرتكز على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، واحترام سيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة أراضيها.
وشكراً السيد الرئيس.