مشاركة

يلقيه سعود المزروعي المنسق السياسي بالانابة

السيدة الرئيسة،

أشكُر السيدة دي كارلو على إحاطتها القيمة. كما استمعتُ لمداخلات ممثلي المجتمع المدني. وانضم إلى الزملاء في تهنئة أوكرانيا بمناسبة عيد استقلالها.

يأتي اجتماعنا اليوم بعد مرور عامٍ ونصف على اندلاع الحرب في أوكرانيا، تفاقمت خلالها الأوضاع الإنسانية، والأمنية، والاقتصادية، والسياسية.

ورغم اهتمام المجلس، والمجتمع الدولي ككل، والنداءات المتتالية لإنهاء الحرب، إلا أن الأعمال العدائية مستمرة في ظل غياب أفق الحل العادل والدائم.

وكما يحدث في كل حرب، يعاني المدنيون أشد المعاناة من القتال، الأمر الذي يستوجب علينا الوقوف على أوضاعهم، وبالأخص حول تعرض الاطفال للانتهاكات الجسيمة التي حددها مجلس الأمن في إطار معالجته لوضعهم الخاص إبان حالات النزاع المسلح.

فقد رصدت مؤسسات الأمم المتحدة الارتفاع المقلق في أعداد الأطفال الذين تعرضوا للقتل أو الإصابة جراء احتدام الحرب مؤخراً من سبعٍ وثمانين حالة بين شهري فبراير وأبريل، إلى مئة وأربعين حالة في الثلاثة أشهر التالية.

كما تتضاعف معاناة الأطفال نتيجة دمار وتعطل المستشفيات والمدارس وغيرها من البنى التحتية التي توفر الخدمات الأساسية، إلى جانب تعرضهم للاعتداء والاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر.

وتعرب دولة الإمارات في هذا السياق، عن بالغ قلقها إزاء التقارير التي تفيد باختطاف الأطفال في أوكرانيا ونقلهم قسرياً.

وعليه، فإننا نشدد على ضرورة التزام أطراف الصراع بحماية الأطفال واحترام حقوقهم وفقاً للإطار المحدد المنصوص عليه في البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف بشأن اجلاء الأطفال في الظروف الاستثنائية، كما نحث الأطراف على تسهيل لم شملهم مع ذوييهم.

وبما أن المسؤولية في هذا السياق تقع بالدرجة الأولى على الدول، فنشجعها على تعزيز استجابتها لمعاناة الأطفال بما يشمل التعاون مع “الوكالة المركزية للبحث عن المفقودين” التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، وتوفير المعلومات بشأن الأطفال المنفصلين عن ذويهم أو أوصيائهم الشرعيين. 

السيدة الرئيسة،

تؤكد دولة الإمارات على التزامها التام بحماية الأطفال في حالات النزاع المسلح وضرورة تخفيف معاناتهم، إذ أعلنا هذا الأسبوع عن حزمة من المساعدات للقطاع التعليمي بداية العام الدراسي الجديد. كما أسهمت برامجنا الإنسانية، منذ بداية الحرب، في الاستجابة لاحتياجات المدنيين في أوكرانيا واللاجئين في دول الجوار من خلال توفير المواد الطبية والإغاثية، إلى جانب دعمنا لمشروع “بيوت الأيتام العائلية” التابع لمؤسسة أولينا زيلينسكا، والذي يهدف إلى توفير بيئة حاضنة متكاملة لأيتام الحرب.

وختاماً، نؤكد أن استمرار الحرب، وتصاعد وتيرتِها، يجعلنا أسرى لسباقٍ خاسرٍ في الاستجابة لمعاناة المدنيين، لا سيما الأطفال. ولذلك، تكرر دولة الإمارات مرة أخرى دعوتها إلى وقف الأعمال العدائية والتوصل لحلٍ دبلوماسي، وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وشكراً، السيدة الرئيسة.