تلقيه معالي السفيرة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة
السيد الرئيس،
بدايةً، أود أن أشكر الأمين العام على بيانه الافتتاحي، ووكيلة الأمين العام السيدة ديكارلو على إحاطتها القيمة. كما أود أن أعرب عن تقديرنا للمساعي الحميدة والفعالة التي يبذلها الأمين العام وفريقه. فكما ذكر الأمين العام في أوديسا، فإن السفن التي غادرت الموانئ الأوكرانية خلال الشهر الماضي محملة بالحبوب هي بالفعل “سفن الأمل”. كما أشكر أيضاً رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي على إحاطته، وأنضم إلى زملائي في تهنئته والشعب الأوكراني بمناسبة عيد استقلال بلادهم.
يأذن اليوم بمرور ستة أشهر على بداية الحرب في أوكرانيا والتي يصعُب تقدير خسائرها من قتلى وجرحى، وعلى من بقوا في البلاد ومن أُجبروا على مغادرتها، بالإضافة إلى بلوغ هوْل النازحين من ديارهم ثلث سكان أوكرانيا، وسعي 6,6 مليون أوكراني للحصول على اللجوء في أنحاء أوروبا.
وخارج حدود أوكرانيا أدى النزاع إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وارتفاع أسعار السلع الأساسية، مما أسفر عن زيادة المشقات اليومية التي يعاني منها مئات الملايين من الأشخاص حول العالم. ولذلك تشيد دولة الإمارات بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها بدعم من الأمين العام وجمهورية تركيا، لتسهيل تصدير الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة إلى الأسواق العالمية. وبالرغم من ندرة هذا التقدم الملموس لا يجب أن يكون آخر أمثلته، إذ ينبغي أن يُحفز على تضافر الجهود الهادفة للتخفيف من تداعيات هذا النزاع على من هم أشد الناس احتياجاً، آملين أن يؤدي أيضاً للحيلولة دون أن تجمعنا بعد ستة أشهر ذكرى مرور سنة على بدء النزاع وتبعاته على مستوى العالم.
السيد الرئيس،
يتضمن ميثاق الأمم المتحدة مجموعة من الأدوات لتسوية النزاعات بالطرق السلمية، ولكن لا يمكن تطبيق أي منها في ظل غياب الإرادة السياسية لتوظيفها. والذي بدوره يتطلب منا – جميعاً – أن نسلم بأن نهاية الحرب لن تأتي إلا من خلال التوصل لتسوية تفاوضية، وأن جميع الحروب مآلها الانتهاء مثلما حدث مرات لا تحصى على مدى تاريخ الإنسانية. إن الفوائد الناجمة عن اجتماعات المجلس بشأن أوكرانيا لن تكتمل بدون اتخاذ إجراءاتٍ ملموسة ينصبُ تركيزها على تخفيف معاناة المدنيين، وإيجاد مسار سياسي لنهاية هذه الحرب. لا يمكننا تغيير الماضي، ولكننا نتشارك جميعاً مسؤولية ما سيحدث في المستقبل.
لقد شهدنا في الأسابيع القليلة الماضية بوادر تقدم، لا سيما على صعيد الاتفاقات المتعلقة بالصادرات الزراعية. ونلاحظ باستحسان إعراب الأطراف عن دعمها لإرسال بعثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية، إذ نكرر بإلحاح ضرورة أن يحدث ذلك. فكما ذكر الأمين العام، إن الوضع يُنذر بعواقب وخيمة في حال فشل معالجته. لجميع هذه المبادرات أن تشكل تدابير لبناء الثقة والتي قد تُفضي إلى مناقشاتٍ سياسية شاملة. لذلك من الضروري أن نعمل بجد من أجل الحفاظ على هذه الفرص وتوسيع نطاقها، للتوصل إلى مبادرات دبلوماسية مجدية، تساهم في خفض التصعيد والتوصل إلى حل.
السيد الرئيس،
إن التوصل إلى حل سلمي ومستدام للنزاع يعتمد في خاتمة المطاف على مبدأ استرشادنا جميعاً بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. وبعد مرور ستة أشهر على النزاع، تظل دعوتنا لوقف الأعمال العدائية في جميع أنحاء أوكرانيا على القدر نفسه من الأهمية، فلا يمكننا أن نعتاد استمرار هذه الحرب لأن رهاناتها عالية جداً وليس من ثمنٍ لحياة الفرد. يجب أن ينتهي هذا النزاع الآن، ولذا فنحن بحاجة التزام قادة كلا الجانبين لشق هذا الطريق الصعب، بدعمٍ منا جميعاً.
وشكراً، السيد الرئيس.