مشاركة

ترجمة غير رسمية

يرجى المراجعة أثناء الإلقاء

أشكر كلاً من الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية السيدة جويس مَسويا، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي السيد ديفيد بيسلي، على إحاطَتَيْهِما القيمتين.

مع كل اجتماع نعقدُهُ وإحاطة نستمع إليها حول الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في أوكرانيا، تتضح الآثار السلبية الجَمّة على حياة المدنيين جَرّاء استمرار الحرب، وفشل المجتمع الدولي في التخفيف من معاناتهم. ونعرب عن قلقنا البالغ إزاء تزايد أعداد الضحايا وما لَحِقَ من دمارٍ وأضرار بالبُنية التحتية المدنية. وعلى نحو خاص، يؤسفنا بشدة معدل الفارين الذي شمل ما يقرب ربع سكان أوكرانيا، فأكثر من عشرة ملايين نازح ولاجئ – معظمهم من النساء والأطفال – هربوا من منازلهم خلال شهر واحد فقط من القتال.

ونكرر أهمية الوقف الفوري لكافة الأعمال العِدائية في جميع أنحاء أوكرانيا. كذلك نرحب بتكليف السيد مارتن غريفيثس من قِبَل الأمين العام للأمم المتحدة يوم أمس للبحث مع الأطراف المعنية في إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا لاعتبارات إنسانية، ويسرنا أن نسمع اليوم أن كلا الجانبين قد أبديا ردود فعل إيجابية في هذا الشأن. ونعرب أيضاً عن دعمنا القوي للوكالات الإغاثية التي تتمسك بالمبادئ الإنسانية والنزاهة والحياد والاستقلالية، وكذلك في تنسيقها مع كافة أطراف الصراع لضمان وصول العاملين في الجهات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق. وفي ظل الأوضاع المتدهورة، تؤمن دولة الإمارات بضرورة التركيز على النقاط الرئيسية التالية لتقديم المساعدات للمحتاجين بفعالية.

أولاً، نُشيد، في ظِل الظروف الحالية، بدور المنظمات الإنسانية، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، في التحرك سريعاً وتحت ضغط هائل للاستجابة لاحتياجات المدنيين. فالجهود التي تبذلها هذه المنظمات خلال الصراع قد أتاحت وصول المساعدات إلى ما يقارب مليون شخص. ونشيد كذلك بمساعي وضع نظام متكامل لتيسير عمليات تقديم المساعدات في جميع أنحاء البلاد.

وندعم أيضاً جهود مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في إنشاء آلية “إخطار إنساني” التي من شأنها أن تسمح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكلٍ آمن. ونود أيضاً أن يتم البناء على جهود التنسيق التي تقوم بها الأمم المتحدة مع أوكرانيا والاتحاد الروسي والتي أدت إلى إيصال قوافل مساعدات إنسانية إلى مدينة سومي ومؤخراً إلى مدنية خاركيف.

ثانياً، تكرر بلادي أهمية التزام كافة الأطراف بالقانون الدولي الإنساني، لاسيما فيما يتعلق بحماية المدنيين واقتصار نطاق العمليات العسكرية على الأهداف العسكرية فقط واتخاذ كافة التدابير الوقائية. ونؤكد على أهمية إبقاء خطوط التواصل مفتوحة بين كافة الأطراف، حتى يتَسنّى إجراء التنسيق اللازم بشكلٍ عَمَلي وملموس لضمان إيصال المساعدات بأمان، ومتابعة المقترحات المقدمة بشأن التعامل باحترام مع القتلى من جميع الأطراف، للتعرف عليهم وإبلاغ عائلاتهم وإعادة جثثهم. كما نشدد على ضرورة العمل على التوصل لاتفاقات لوقف إطلاق النار بشكلٍ مؤقت وفي مناطق مُحددة، وذلك لتمكين المدنيين من الخروج إلى مناطق آمنة، ولإيصال المساعدات للمُحتاجين بشكلٍ لا يُهدد سلامة المدنيين، فضلاً عن حماية العاملين في المجال الإنساني.

ثالثاً، نَحُث على تكثيف التواصل الدبلوماسي بين الطرفين للوصول إلى حلٍ سلمي، وندعم كافة جهود الوساطة في هذا الاتجاه. كما نشير إلى التقارير الإيجابية حول المحادثات التي جرت في تركيا اليوم، وغيرها من جهود الوساطة المستمرة، حيث نعرب عن خالص أملنا في أن تؤدي هذه الجهود الى حل دبلوماسي. ونؤكد في هذا السياق على الدور الهام للمرأة في حل الأزمات ومفاوضات إحلال السلام، بما يشمل ضمان استدامتها.

وينبغي علينا جميعاً أن نشعر بالقلق بعد إحاطة من برنامج الأغذية العالمي، والتي أشارت إلى أن كلاً من روسيا وأوكرانيا يشكلان مصدرين هامين للقمح عالمياً. كما أن تزايد انعدام الأمن الغذائي يهدد بإلحاق الضرر بجهود التعافي البطيئة من الجائحة، مما يؤثر على الدول النامية والأقل نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية. وبالنسبة للشرق الأوسط وأفريقيا، يقوض الصراع المصادر الرئيسية للقمح، بما في ذلك للعديد من الدول المدرجة في جدول أعمال المجلس، مما قد يؤدي الى حدوث المزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار حول العالم.

وختاماً، تكرر دولة الإمارات التأكيد على التزامها بالاستجابة الإنسانية، حيث قدمنا مساهمات على المستوين الثنائي ومن خلال النداء الإنساني العاجل للأمم المتحدة. كما نكرر التأكيد على أهمية مشاركة مجلس الأمن على نحو بنّاء في مساعي التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، وعلى نطاق أوسع، أن يساعد في تشجيع التوصل إلى حل دبلوماسي عاجل لهذا الصراع.