مشاركة

ترجمة غير رسمية

يرجى المراجعة أثناء الإلقاء

شكراً السيدة الرئيسة، يسرني أن أنضم للآخرين في تهنئتكم وتهنئة أعضاء وفدكم على توليكم رئاسة أعمال المجلس لهذا الشهر، متمنين لكم رئاسة مثمرة.

كما أود أن أشكر كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ووكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، على إحاطاتهم القيمة.

كما أشكر الرئيس زيلينسكي على خطابه لهذا المجلس.

لقد استمعنا مرة أخرى في هذا المجلس إلى تقارير ميدانية صادمة ومقلقة للغاية، بما في ذلك من السيد مارتن غريفيثس والسيدة روزماري ديكارلو. ومع كل اجتماع يعقده المجلس، يتم التذكير بالتدهور الحاد للوضع الإنساني في أوكرانيا، حيث إن فرار ربع سكان البلاد من منازلهم، وارتفاع أعداد القتلى وتدمير البنية التحتية المدنية الحيوية يرسم صورة قاتمة للخسائر الإنسانية الفادحة للحرب.

كما إن الصور من مدينة بوتشا، وغيرها من المدن، مروعة وتعكس خطورة الجرائم التي يوجد ادعاءات بارتكابها في المدينة.

أولا وقبل أي شيء وكما ذكر الآخرون، ينبغي أن نفهم ما حدث وبالتعاون مع جميع الأطراف، فمن الضروري ألا ننشغل بالحروب الكلامية في ظل احتدام النزاع. نحن في واقع الأمر نحتاج إلى تمكين الآليات القائمة لتقصي الحقائق على الأرض بحيادية ليتسنى تحقيق العدالة لكافة الضحايا. ونقر في هذا الصدد بدعوة الأمين العام لإجراء تحقيق مستقل وتعيينه الأسبوع الماضي لأعضاء لجنة تحقيق دولية مستقلة معنية بأوكرانيا وتابعة لمجلس حقوق الإنسان.

ومع دخول الصراع أسبوعه السادس، نرى أن الوقف الفوري للأعمال العدائية في جميع أنحاء أوكرانيا أصبح أمراً في بالغ الأهمية من أجل إيجاد حل سلمي للحرب في أوكرانيا. ونحيط علماً في هذا الصدد بالجهود المبذولة للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع، كما نرى أن المفاوضات الجارية بين روسيا وأوكرانيا والتي شملت عدة جولات بمثابة تطور إيجابي للغاية. وما زلنا نأمل في أن يتم ترجمة هذه الجهود وبشكل عاجل إلى وقف التصعيد، ونحث الآخرين على دعم هذه الجهود.

كما نرحب بالإحاطة التي قدمها السيد غريفيثس بشأن الاجتماعات التي عقدها مع كبار المسؤولين الروس ولقاءاته القادمة مع المسؤولين الأوكرانيين. إن التوصل الى وقف إطلاق نار إنساني قابل للتطبيق سيشكل نقطة انطلاق نحو إجراء مفاوضات أوسع من شأنها أن تقود للتوصل في نهاية المطاف إلى سلام مستدام.

ومع ذلك، ولحين وقف الأعمال العدائية، يجب أن تتمثل الأولويات بالعمل من أجل حماية وتخفيف معاناة المدنيين. وبالإضافة إلى النقاط التي ذكرناها خلال اجتماع المجلس الأخير بشأن أوكرانيا بتاريخ 29 مارس، أود أن أركز هنا على أربع نقاط إضافية لينظر فيها المجلس:

أولاً، مثلما أشار الآخرون، نحتاج جميعاً إلى مواصلة التأكيد على ضرورة امتثال كافة الأطراف لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين واحترام مبادئ التمييز والتناسب اللذين لهما أهمية قصوى في حالات النزاع.

ثانياً: يجب معالجة الصعوبات القائمة أمام توفير الإغاثة ووصول المساعدات الإنسانية وأن يتم ذلك بشكل عاجل، ومن المهم التوصل لاتفاقيات محلية أو اتفاقيات أوسع نطاقاً لتوفير الضمانات الأمنية اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية وتمكين المدنيين من الخروج طوعياً من مناطق النزاع بشكل آمن، حيث تعد هذه الإجراءات بمثابة إجراءات أولية لبناء الثقة يمكن تطويرها لاحقاً ويجب التشجيع عليها، وتضم أيضاً المقترحات التي قدمها السيد غريفيثس إلى الحكومة الروسية في موسكو.

ثالثاً، وكما أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قد تتسبب الروايات الكاذبة والمعلومات المضللة في إلحاق ضرر حقيقي بعمل المنظمات الإنسانية على الأرض. ويشكل استخدام التقنيات الرقمية التي تزيد من انتشار المعلومات الضارة – بما في ذلك المعلومات المضللة والمغلوطة وخطاب الكراهية – تحدياً حقيقياً في مناطق النزاع. وهذه الظواهر ليست بجديدة، إلا أن التكنولوجيا زادت من نطاق وسرعة انتشار هذه المعلومات الضارة بشكل كبير لدى الجماهير المستهدفة عبر الإنترنت. وهذا أمر مقلق جداً خاصة أثناء الأزمات، حيث تستطيع المعلومات التأثير على الديناميكيات والسلوك على الأرض وتعريض المجتمعات ومقدمي الاستجابة الإنسانية للخطر.

رابعاً، وبينما ينبغي أن تكون مسألة توفير الحماية للمدنيين على رأس أولوياتنا في أوقات النزاع، لا يجب أن ننسى تأثير الحرب على التراث الثقافي للدول وهويتها. ونعرب هنا عن قلقنا إزاء تقارير اليونسكو الأخيرة حول عشرات المواقع الثقافية التي تضررت في أوكرانيا منذ بدء الصراع. فنحن نعلم من تجربتنا في الشرق الأوسط أن حماية المواقع الثقافية يعد أمراً بالغ الأهمية لإعادة بناء السلام. ففي أوقات العنف والاضطرابات، تصبح المواقع الثقافية بمثابة أساس للذاكرة الجماعية وتحقيق المصالحة في المستقبل. لذلك ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن التدمير غير المشروع للتراث الثقافي والى التفكير فيما سيحدث بعد انتهاء الحرب بالنسبة لمن يعيشون هناك، وكيف سيشرعون في بناء السلام.

قبل أن أختتم بياني، اسمحوا لي أن أتوقف لحظة للتفكير فيما أبداه الآخرون من ملاحظات، بما في ذلك الأمين العام، وخاصة فيما يتعلق بالآثار المدمرة للصراع على الأمن الغذائي حول العالم. نحن نشعر بالقلق من الأرقام التي ذكرها الأمين العام للتو بشأن كيفية تأثير الحرب على بعض المجتمعات الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء العالم. فهناك 1.2 مليار شخص في 47 دولة نامية معرضون للخطر بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

يؤدي نقص الغذاء إلى تفاقم الحالات المدرجة على جدول أعمال هذا المجلس، وهذا النقص الملموس في أماكن أخرى قد يؤدي لارتفاع أسعار السلع الأساسية وبالتالي حدوث المزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار، ليس فقط في هذه المنطقة، ولكن في جميع أنحاء العالم. ونأمل في هذا الصدد قيام مجموعة الأمم المتحدة المعنية بالاستجابة للأزمات العالمية في مجالات الغذاء والطاقة بمعالجة هذه القضايا، ونقدم دعمنا الكامل للمجموعة.

ودعونا لا ننسى أن آثار هذه الحرب تطال المجتمعات التي لا تزال تعاني من جائحة كوفيد 19. حيث تتفاقم أوجه الضعف في تلك المجتمعات نتيجة انخفاض الإنتاج الغذائي المحلي بسبب ارتفاع التكاليف وندرة الأسمدة الكيماوية ومبيدات الآفات. وستكون الآثار غير المباشرة، بما في ذلك تلك الناتجة عن الصراعات العالمية، خطيرة للغاية. لذلك يجب أن تظل هذه الآثار جميعها محل تركيز من جانب مجلس الأمن.

إذا لم نقم بفعل شيء لإنهاء هذا الصراع الآن، ستستمر المعاناة وعدم الاستقرار في جميع أنحاء العالم على امتداد الأشهر والسنوات مقبلة، ولكن العالم غير قادر ببساطة على تحمل هذه التبعات، لذلك، يتعين على مجلس الأمن القيام بدوره لوقف هذا الصراع وجمع الأطراف معاً للتوصل إلى حل سلمي.

وشكراً