يلقيه سعادة السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة
ترجمة غير رسمية
يرجى المراجعة أثناء الإلقاء
السيد الرئيس،
في البداية، أود أن أشكر الأمين العام أنطونيو غوتيريش، إضافةً إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، على إحاطاتهما، كما أود أيضاً أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن امتنان الإمارات العربية المتحدة لكامل فريق الوكالة الذي زار محطة زابوريجيا للطاقة النووية لتفانيه ومهنيته في ظل ظروف بالغة الصعوبة.
كانت مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه خطوة أولية غاية في الأهمية لتقييم سلامة وأمن المنشآت النووية الأوكرانية. وترحب دولة الإمارات بالتعاون الذي أبداه الطرفان والذي مكن الزيارة وسمح بوصول الوكالة إلى المحطة. وكلنا أمل باستمرار روح التعاون البناء حول الأمور التقنية التي تتصل بكافة مسائل تشغيل وحماية محطة زابوريجيا، وكذلك أن يمتد هذا التعاون ليشمل المحطات والمرافق النووية الأخرى في جميع أنحاء أوكرانيا.
ولكن في الوقت نفسه، إننا نضم صوتنا إلى صوت المدير العام غروسي، والوكالة، في تقريرهم الصادر اليوم والذي يسلط الضوء على انتهاكات متعددة لسلامة المحطة البنيوية. وكما يشير التقرير، من المهم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوع حادث نووي جراء تعرض المحطة لأضرار مادية. وعليه فإن الأخبار الأخيرة التي أفادت بأن المحطة فصلت عن شبكة الطاقة الكهربائية مرة أخرى بسبب الحرائق الناجمة عن القصف، قد أثارت مخاوفنا. وإنما تجسد هذه التطورات على أنه وبالرغم من وجود الوكالة في المحطة، إلا أنه لا غنى عن وقف التصعيد كسبيل لضمان سلامة المحطة قبل فوات الأوان.
وليس من المقبول تعطيل إمدادات الطاقة الخارجية للمحطة، أو أي حادث يقوض سلامة وأمن موظفيها لما له من عواقب وخيمة. وتحظى المحطات النووية، مثل زابوريجيا، بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي والذي يجب احترامه. الأمر، وببساطة، معني بالمخاطر الكبيرة لوقوع كارثة نووية وعواقبها الوخيمة.
وكما ذكرنا سابقاً، تؤيد دولة الإمارات بشدة الركائز السبع للسلامة والأمن النووي التي صاغتها الوكالة، وتدعو طرفي الصراع لاحترامها. ومما يزيد قلقنا هو تأكيد التقرير على انتهاكات لكافة تلك الركائز.
يكتسب تشغيل محطة زابوريجيا بأمان، قدراً كبيراً من الأهمية ليس فقط بسبب التداعيات الكارثية لأي حادث نووي محتمل، ولكن أيضاً لحاجة المدنيين الماسة لإمداداتها المنتظمة للطاقة. وليس لاقتراب فصل الشتاء إلا أن يزيد الأمر إلحاحاً.
ومن الآن فصاعداً، سيبقى استمرار وجود المفتشين الدوليين التابعين للوكالة أساسياً لتقييم أمن العمليات واستقرار الوضع في منشأة زابوريجيا للطاقة. ونشيد هنا بالتزام الوكالة بالبقاء على الأرض، بالإضافة إلى إجراء الزيارات التقنية بشكلٍ دوري.
بيد أنه في نهاية المطاف، يجب أن يعمل أطراف الصراع والمجتمع الدولي على عودة الوضع لطبيعته في أقرب وقت ممكن. والخطوة الأكثر أهمية لذلك هي وقف الأعمال العدائية والوصول لحل دبلوماسي لهذا الصراع. ويجب علينا جميعاً في هذا المجلس أن نبذل كل ما في وسعنا لدعم كل جهد لتحقيق هذه الغاية.
وشكراً، السيد الرئيس