مشاركة

أشكر كلاً من الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما ) السيدة ديبورا ليونز والسيدة/ مريم صافي على آرائهما القيمة.

يأتي اجتماعُنا هذا في الوقت الذي تمر به أفغانستان في مرحلة هامة، حيث ينظر مجلس الأمن في أفضل السُبُل التي يمكن عبرَها مُساعدة الشعب الأفغاني. لقد باتَ وجود الأمم المتحدة في أفغانستان ضرورياً أكثر من أي وقتٍ مضى، لنتمكن من معالجة الأزمات المتعددة فيها.

وعليه، تدعم دولة الإمارات وجود تفويض قوي لبعثة (يوناما)، وتحديد أُطُرِهِ بما يعكس الأوضاع الراهنة في أفغانستان. ونرى أن توصيات الأمين العام في تقريرهِ الأخير توفر أساساً منطقياً ونقطة انطلاق لمداولاتنا بهذا الشأن.

وفي هذا الإطار، أود أن أشير الى عدد من النقاط:

أولاً، يجب أن تبقى مسألة تنسيق جهود المانحين ركيزة أساسية في أنشطة بعثة (يوناما) خلال الفترة المقبلة. ونؤيد أيضاً اقتراح الأمين العام بأن يكون لبعثة (يوناما) دورٌ في تقليل خطر تحويل المساعدات المقدمة إلى أفغانستان، على أن يتم التنسيق بشكلٍ وثيق مع عمل الوكالات المعنية عبرَ وحدة إدارة المخاطر.   

وتبقى مسألة توفير المساهمات المالية لدعم الاقتصاد الأفغاني ضرورية وعاجلة. لذلك، نكرر دعوات الأمين العام بشأن السماح للتمويل الدولي بدفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية. ونشيد هنا بالخطوات الأخيرة المتخذة في هذا المجال. ومن المُشجع أيضاً تعهد منظمة التعاون الإسلامي بإنشاء صندوق للإغاثة الإنسانية وإطلاق برنامج للأمن الغذائي في أفغانستان. وبدورها، ستواصل دولة الإمارات دعم الأنشطة الإنسانية من خلال العمل مع شركائِها، ومن بينهِم منظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية.

ثانياً، وبصفتنا من المناصرين لحماية وتمكين النساء والفتيات في أفغانستان، نؤمن بأهمية تعزيز ولاية بعثة (يوناما) فيما يتعلق بوضع النساء والفتيات. فحرمانُهُنَّ من الحصول على التعليم، والمشاركة في الحياة العامة، والقوى العاملة، يشكل عائقاً أمام تحقيق السلام والأمن والازدهار الاقتصادي في البلاد. فمثلاً تشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى خسارة الاقتصاد الافغاني مليار دولار أمريكي بسبب القيود المفروضة على مشاركة المرأة في سوق العمل، مما يؤكد ضرورة إدماج المرأة بشكلٍ متساوٍ وهادف.

ونكرر بأنه لا يمكن استخدام الدين لتبرير التمييز ضد النساء. وفي هذا الصدد، نرحب بجهود بعثة (يوناما) في النظر الى السياقات المتعلقة بالثقافة والدين في أفغانستان، بما في ذلك عبرَ التنسيق مع منظمة التعاون الاسلامي. كما أُعرب عن استعداد بلادي لتقديم المساعدة في هذا الشأن.

ثالثاً، يمكن للأمم المتحدة القيام بدورٍ هام في تيسير حوار سياسي مع كافة الأطراف المعنية، ومنهم طالبان. إن هذه المسألة ضرورية لتشجيع الأطراف على الاستجابة لدعوات المجتمع الدولي، وتحسين الحوكمة، وتقديم الخدمات الضرورية للشعب الأفغاني.

وأخيراً، تُعَد التهديدات التي يشكلها الإرهاب في أفغانستان والمنطقة مصدر قلق كبير. فالتقرير الأخير لفريق رصد الجزاءات بشأن داعش والقاعدة قد أكد مخاوفنا، إذ أشار إلى أن الجماعات الإرهابية قد تتمتع بحرية أكبر في أفغانستان اليوم مقارنةً بأي وقتٍ مضى. لذلك، يجب على طالبان تنفيذ التدابير اللازمة لمكافحة الإرهاب في أفغانستان وفقاً للقانون الدولي، ويأتي في مقدمة ذلك قطع علاقاتها مع كافة الجماعات الإرهابية والحيلولة دونَ استخدام أراضي أفغانستان كملاذٍ آمن للإرهاب.  

وفي سياق تعهدنا خلال فترة رئاستِنا للمجلس، بأن نسلط الضوء على ذكرى مرور عامين على الجائحة، نود بدايةً التنويه إلى حصول عشرة بالمئة فقط من السكان في أفغانستان على اللقاحات. وعليه، نرى أنَّ إدراج لَقاح كوفيد-19 ضمن الخدمات الأساسية التي يجب توفيرها، قد يكون أكثر التدابير فعاليةً للاستجابة لهذه المسألة، إلى جانب التركيز على الاستثمار في نظام الرعاية الصحية الأولية على المستوى الدولي. كما أن مقتل ثمانية عاملين في مجال التطعيم ضد شلل الأطفال بشكلٍ مأساوي مؤخراً، يؤكد ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني، من أجل تحقيق عدالة الحصول على اللَقاح.

وختاماً، تؤكد دولة الإمارات على التزامها بالمشاركة البنّاءة في مداولات المجلس بشأن تفويض بعثة (يوناما)، وتحقيق الاستقرار والسلام في افغانستان.

وشكراً.