يلقيه سعادة/ محمد أبوشهاب نائب المندوب الدائم
السيد الرئيس،
في البداية، أشكر الممثلة الخاصة السيدة جينين هينيس بلاسخارت على إحاطتها القيمة، ونقدر كذلك إحاطة السيدة ضفاف الجارحي. وأرحّب بمشاركة ممثل العراق في هذا الاجتماع. كما أنتهز هذه الفرصة لأتقدّم بخالص التهاني للعراق، حكومةً وشعباً، بمناسبة مرور ذكرى اليوم الوطني قبل عدة أيام، أعاده الله على هذا البلد بالخير والتقدم.
السيد الرئيس،
كما استمعنا، شهد العراق منذ تشكيل الحكومة العام الماضي تقدماً ملحوظاً في الإصلاحات المتعلقة بالخدمات العامة، والقطاع الاقتصادي والقطاع الخاص، إلى جانب اعتماد قانون الموازنة الاتحادي لثلاثة أعوام.
ومع ذلك، فإن الفترة المقبلة تتطلب اتخاذ إجراءاتٍ حازمة لاستكمال هذهِ الإصلاحات وتعزيز الأمن والاستقرار على المدى البعيد، خاصة في ظل التحديات التي تواجه العراق.
وعلى الصعيد السياسي، فإننا نتطلع إلى انتخابات مجالس المحافظات العراقية في نهاية العام الجاري، والانتخابات البرلمانية المؤجلة في إقليم كردستان العراق في فبراير المقبل، حيث نحث على إجرائها وفقاً للمواعيد المحددة، ونثمن الدعم المقدّم من بعثة يونامي في تنظيم هذه الانتخابات، وفقاً لولايتها. كما نحث على تضافر الجهود لتعزيز المشاركة الهادفة للمرأة العراقية في الانتخابات المقبلة، وضمان تمثيلها بشكل كافٍ ومتساوٍ في الحكومة وعمليات صنع القرار.
وفي سياق متصل، نواصل التشديد على ضرورة تمكين شباب العراق، وإتاحة المزيد من الفرص لهم للعب أدوارٍ فاعلة في التنمية، خاصةً أن هذهِ الفئة تمثل أكثر من نصف سكان العراق، ونرى أن قرار إنشاء مجلس أعلى للشباب في العراق يمثل خطوةً إيجابية في هذا الاتجاه، تماشياً مع التحركات الهامّة التي تشهدها منطقتنا لإدماج الشباب في البرامج الحكومية.
أما على الصعيد الاقتصادي، نأمل أن يتم التوصل للتوافقات الداخلية المطلوبة لاعتماد قانون النفط والغاز الاتحادي، بما يدعم اقتصاد هذا البلد. كما نحث على حل كافة المسائل الأخرى العالقة بين بغداد وأربيل.
وفيما يتعلق بجهود معالجة تداعيات التغير المناخي في العراق، فلابد من أن تظل هذهِ المسألة في صدارة الأولويات، مع التركيز على بناء قدرات العراق في هذا المجال. ونتطلع لأن تلعب بعثة يونامي دوراً أكبر في دعم الجهود الحكومية، نظراً لكون العراق واحداً من أكثر الدول المتأثرة بهذهِ الظاهرة. ومع استمرار أزمة المياهْ في العراق، فإن بلادي تحث كافة الأطراف الإقليمية المعنية على الانخراط في جهودٍ بناءة للتوصل إلى اتفاقات تتيح الاستخدام الأمثل والعادل للموارد المائية المشتركة.
السيد الرئيس،
لاتزال الأوضاع الأمنية في العراق تواجه عدداً من التحديات التي تتطلب معالجتها اتباع نهجٍ شامل. فرغم الانحسار التدريجي لوتيرة هجمات داعش،أبرزت الأشهر الأخيرة الحاجة الماسّة لحصر السلاح بيد الحكومة، وتعزيز إنفاذ القانون، وتثبيت سيطرة الحكومة على كافة أراضيها، بما من شأنهِ أن يُسهم في دعم الأمن في العراق والمنطقة.
وفي هذا الصدد، نشدد على أهمية حل المسائل القائمة بين العراق ودول الجوار، حيث إن استمرار مثل هذهِ المسائل لأمدٍ طويل، وغياب أي آفاق لحلها، هو عاملٌ يقوّض الثقة بين دول المنطقة ويهدد بتفاقم التوترات. ونواصل الدعوة لبناء الجسور في المنطقة، وخفض التصعيد، خاصةً خلال هذه الفترة التي تشهد فيها المنطقة أزماتٍ حادة، ونؤكد أن أي حوار إقليمي يجب أن يُبنى على احترام مبادئ حسن الجوار، والامتناع عن أي خطوات قد تقوض هذهِ الجهود.
ونعرب عن قلقنا إزاء تزايد الأعمال العدائية بين تركيا والعراق مؤخراً، ونعيد التأكيد على ضرورة الالتزام بمبادئ احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
ونؤكد مجدداً على الموقف الصادر عن مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشأن دعوة العراق لاتخاذ خطوات جادة لمعالجة الآثار المترتبة على القرار الأخير لمحكمتهِ الاتحادية العليا، بشأن الاتفاقية المبرمة مع الكويت حول تنظيم الملاحة في خور عبدالله. ونشدد على أهمية استكمال ترسيم الحدود البحرية بين هذين البلدين لما بعد النقطة162 ، والالتزام بقرارات مجلس الأمن، لاسيما القرار 833، وبالاتفاقيات الثنائية الموقعة، على النحو الذي يدعم البلدين في المضي قدماً نحو توطيد العلاقات الثنائية ودفعها نحو آفاق أرحب.
وفيما يتعلق بمسألة المفقودين من الكويت ودول ثالثة، والممتلكات الكويتية المفقودة، بما في ذلك الأرشيف الوطني، فإننا ندعو لإحراز المزيد من التقدم في هذا الملف، ونشيد بجهود اللجنة الثلاثية، بقيادة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لمعرفة مصير بقية المفقودين، والتي أسفرت مؤخراً عن تحديد مصير أحد المفقودين من الكويت، مع إعرابنا عن خالص التعازي لذويه.
وختاماً، تجدد دولة الإمارات التأكيد على دعمها للشعب العراقي في مساعيه لطي صفحة الماضي والعيش في ازدهار ورخاء. ونتطلع إلى المخرجات، التي ستصدر عن التقييم الاستراتيجي، الذي يجرى حالياً لبعثة يونامي، والتي نأمل بأن تساهم في تشكيل ملامح الدعم الذي ستقدمه يونامي للعراق خلال السنوات القادمة، وفقاً للاحتياجات الراهنة، وصولاً إلى تسليم مهام البعثة بشكل كامل إلى الحكومة العراقية.
وشكراً، السيد الرئيس.