مشاركة

السيد الرئيس،

أشكر الممثلة الخاصة السيد جينين هينيس بلاسخارت على إحاطتها الشاملة، وأعرب لها عن دعمنا الكامل لجهود بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).

وبما أننا نشارك للمرة الأولى في إحاطة (يونامي) منذ انضمامنا لمجلس الأمن، أود أن أنتهز الفرصة لأهنئ الشعب العراقي على التطورات الإيجابية التي حدثت في الفترة السابقة، وأبرزها إجراء الانتخابات البرلمانية بشكل ناجح وسَلِس في أكتوبر الماضي. ونشير هنا إلى الجهودِ الحثيثة التي بذلتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وبدعم من (يونامي)، لتنظيم وإجراء الانتخابات.

وبعد اختيار رئيس البرلمان الشهر المنصرم، ستكون المرحلة المقبلة هي الأهم من خلال تشكيل حكومة عراقية جديدة لتكمل مسيرة البناء والاستقرار، ولمواصلة جهود الانخراط الإيجابي للعراق مع محيطه العربي والإقليمي، ضمن علاقات مبنية على حسن الجوار. ونشيد هنا بدور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وعمله على تعزيز وحدة العراق في وجه كافة التحديات.

السيد الرئيس،

يواصل العراق التعرض لمحاولات تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار فيه والنيل من سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، في ظل استمرار التدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية، والتي نكرر رفضنا القاطع لها تحت أي ذريعة. ونؤكد هنا على أهمية الالتزام بالاحترام الكامل للسيادة الوطنية للدول وعدم التدخل في الشأن الداخلي وفقاً لما يقتضيه القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما يجنب المنطقة مزيداً من التوتر والعنف وتهديد الأمن والسلام الإقليميين والدوليين.

كذلك، ندين الهجمات الإرهابية الأخيرة والمتزايدة ضد المسؤولين والمدنيين والمنشآت الحيوية في العراق. ومنها الهجوم الذي نفذه تنظيم داعش في محافظة ديالى في يناير الماضي والذي راح ضحيته أحد عشر جندياً عراقياً. إننا وإذ نعرب عن خالص تعازينا لشعب وحكومة العراق، نشدد على أهمية أن يواصل المجتمع الدولي دعم العراق ليتمكن من بسط الأمن وفرض سلطة القانون على كافة المناطق. كما ينبغي دعم جهوده في محاربة تنظيم داعش وغيره من المليشيات والجماعات الإرهابية، بما يتفق مع القانون الدولي. وعليه، ندعم الموقف العراقي الرافض لاستخدام أراضيه كنقطة انطلاق لأية اعتداءات إرهابية على دول المنطقة.

إن العراق بحاجة ماسة لتلقي الدعم الدولي لمواصلة تنفيذ برامج التنمية وإعادة الإعمار وإرساء قيم التعايش السلمي، لتثبيت المكاسب التي حُققت حتى الآن. وبدورها، تواصل بلادي التزامها بدعم جهود العراق في إعادة بناء المناطق المحررة من داعش والمواقع التي تجسد روح التعايش بين الأديان، بما في ذلك عبر تقديم أكثر من 50 مليون دولار امريكي للمشروع المشترك بين بلادي واليونسكو لإعادة بناء جامع وكنيستين في الموصل. وسيتم قريباً تدشين حجر الأساس لهذا المشروع الهام.

وبالتوازي مع هذه الجهود، نؤكد على ضرورة الاستجابة لاحتياجات المرأة العراقية، لاسيما في ظل ما تعرضت له من جرائم فظيعة على يد داعش، حيث ستساهم هذه الجهود في تعزيز مشاركة المرأة في بناء مجتمعات آمنة ومستقرة. كما نشارك الشعب العراقي تطلعه إلى مشاركة النساء العراقيات بشكل كامل وهادف ومتساوٍ في مختلف القطاعات

من جانب آخر، نكرر ترحيبنا باعتماد المجلس قبل يومين قراراً يشيد بالتزام العراق بسداد جميع التعويضات المرتبطة بغزو الكويت. ونشيد أيضاً بـالتقدم المحرز في مسألة المفقودين الكويتيين ورعايا البلدان الثالثة، ومنه إعلان الكويت عن الانتهاء من إجراء الفحوصات والتحاليل الجينية لجميع الرُفات المستلمة من العراق في أغسطس 2019، وسبتمبر 2020، ونرى ضرورة الاستمرار في إحراز تقدم في هذا الملف الهام، وكذلك في مسألة الممتلكات الكويتية المفقودة.

وختاماً، نجدد التأكيد على أهمية احترام سيادة العراق واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، وعلى التزامنا بمواصلة دعم العراق والوقوف إلى جانب كل ما يحقق تطلعات شعبه الشقيق.

وشكراً.