مشاركة

يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوب الدائم

شكراً، السيدة الرئيسة.

وأود في البداية أن أهنئكم على تولّيكم رئاسة المجلس هذا الشهر وأن اتمنى لكم خالص التوفيق. كما أعرب عن خالص امتنانا وتقديرنا لزملائنا في بعثة اليابان على جهودهم البارزة وما أبدوه من مهنية عالية خلال رئاستهم الناجحة للمجلس في يناير.  وأشكر الممثلة الخاصة، السيدة جانين هينيس بلاشارت، على إحاطتها الهامّة والشكر موصول للدكتور أحمد على احاطته القيمة. وأرحب بمشاركة ممثل العراق في هذا الاجتماع.

السيدة الرئيسة،

مع تشكيل العراق حكومة جديدة في أكتوبر الماضي بعد انتظار مطوّل، نرى أهمية البناء على هذه الخطوة المُرحَب بها، وإعلاء روح التكاتف والمصلحة الوطنية لتجاوز التحديات بما يخدم الأمن والاستقرار في العراق. ولهذا، تتطلب الفترة المقبلة المضي قدماً في العمل الجاد لإجراء الإصلاحات اللازمة في شتى القطاعات، وبالأخص من حيث تعزيز سيادة القانون، وتقوية مؤسسات الدولة، والدفع قدماً بعجلة التنمية والتقدم الاقتصادي. ونتطلع في هذا السياق إلى اعتماد العراق لموازنة العام الجاري والتي من شأنها دعم المشروعات الحيوية في هذا البلد.

وفي هذا السياق، نرحب بتعيين ثلاث نساء في الحكومة الجديدة، وبالجهود المبذولة مؤخراً لتمكين المرأة العراقية اقتصادياً، ونؤكد على أهمية الاستمرار في تعزيز المشاركة الهادفة والكاملة والمتساوية للمرأة في مختلف المجالات، خاصة في القطاعين العام والخاص، نظراً لدورِها الجوهري في بناء مجتمعات مزدهرة ومستقرة ومستدامة. كما نشيد بالأنشطة التي تبذلها الأمم المتحدة لدعم المرأة العراقية، بما يشمل سعيها لزيادة الوعي بأهمية الاحتياجات النفسية والاجتماعية للناجيات من جرائم تنظيم داعش.   

ومع إحياء العراق مؤخراً الذكرى الخامسة على إعلان النصر على داعش، لا يجب أن نغفل عن التهديدات التي لايزال يشكلها هذا التنظيم الإرهابي على أمن واستقرار العراق والمنطقة، إذ يواصل تنظيم داعش أنشطته في العديد من المناطق في العراق، بما في ذلك خلال الفترة الماضية والتي شهدت شن هجمات إرهابية أبرزها الهجوم الذي وقع بالقرب من كركوك وقرية البوبالي في 18 ديسمبر العام الماضي، وراح ضحيته ثمانية مدنيين وتسعة من ضباط الشرطة. ونكرر دعمنا للعراق فيما يتخذه من إجراءات للحفاظ على ما حققه من مكتسبات في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء عليه كلياً.

وتدين بلادي أي تدخلات في الشأن الداخلي العراقي وأية أفعال من شأنها أن تزعزع أمنه واستقراره، مهما كانت الذريعة. إننا وإذ نستذكر الهجمات المتزايدة على العراق في الأشهر الأخيرة، نشدد على ضرورة أن يعرب المجتمع الدولي وبصوت واحدٍ عن رفضه لمثل هذه الأعمال التي لا تنتهك سيادة هذا البلد فحسب، وإنما تشكل أيضاً انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتهدد استقرار المنطقة.

السيدة الرئيسة،

لقد شهدت المنطقة مؤخراً حدثين مختلفين لهما دلالات خاصة في مسألة تعزيز الانخراط الإيجابي بين العراق ومحيطه: الأول هو انعقاد الدورة الثانية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في ديسمبر الماضي بتنظيم مشترك من العراق والأردن وفرنسا،  حيث أبرز هذا المؤتمر رغبة دول المنطقة في تعميق أواصر التعاون مع العراق ودعم استقراره؛ والثاني يتمثل في استضافة العراق لبطولة كأس الخليج العربي، فالاستقبال الحار من أبناء الشعب العراقي لأشقائهم العرب خلال هذا الحدث أكد على الإقبال الشعبي الواسع للعراقيين على مد الجسور مع مُحيطِهم العربي الذي ينتمون إليه.

وفيما يتعلق بمسألة المفقودين الكويتيين ورعايا الدول الثالثة، والممتلكات الكويتية المفقودة والتي تشمل الأرشيف الوطني، فإننا نأمل إحراز تقدم في هذا الملف خلال الفترة القادمة، ونشيد بجهود كل من الكويت والعراق في هذا الجانب.

وفي الختام، نُثني على الجهود التي تبذلها يونامي، ضمن إطار ولايتها، لمساعدة العراق على تجاوز الصعوبات الراهنة، ويشمل ذلك مساعي الحكومة لمعالجة التحديات الناشئة مثل تغيّر المناخ، والذي بات يؤثر على حياة العراقيين في العديد من الجوانب. ونتطلع الى أن يكمل العراق مساره نحو السلام والاستقرار، وأن ينعم شعبه بما يصبو إليه من أمن ورخاء.

وشكراً، السيدة الرئيسة.