السيد الرئيس،
أود بدايةً أن أشكر وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، السيد/ جان بيير لاكروا على إحاطته الوافية. وأنضم للآخرين في الترحيب بالسيدة/ هانا تيتيه في المجلس وتقديمها أول إحاطة بصفتها المبعوثة الخاصة إلى القرن الأفريقي، ونعرب عن دعمنا لكِ في هذا الدور الهام. كما أرحب بممثِّـــلَي كل من السودان وجنوب السودان في هذا الاجتماع.
يُعقد اجتماعُنا اليوم بالتزامن مع حُدوث تطوراتٍ مُقْلِقة في منطقة أبيي، بما في ذلك العنف والاشتباكات المستمرة بين المجتمعات، وشن الهجمات على بعثة “يونيسفا” وما رافَقَها من أحداث أخرى عرقلت عمل البعثة. كما أَثَّرت هذه الأحداث سلباً على عمل المنظمات الإنسانية، لاسيما من حيث مقتل العاملين في المجال الإنساني وإجلاء ما يقارب ثمانمائة (800) عامل منهم كما حدث مؤخراً في اشتباكات “أغوك”. ولا يفوتنا التأكيد في هذا الإطار على أهمية اتخاذ جميع التدابير الكفيلة بضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني.
إن التعامل مع هذه التطورات المثيرة للقلق يتطلب تعزيز الحوار والتعايش السلمي لمعالجة الأسباب الجذرية للتوترات القائمة وتعزيز العلاقات بين المجتمعات، ونرى أنه من المشجع اتخاذ خطوات باتجاه معالجة هذه التوترات، بما في ذلك التحقيق فيها، وتوقيع قبيلتين مؤخراً على وقف الأعمال العدائية في جنوب السودان، ونؤكد في هذا الصدد على أهمية إنشاء الآليات الإدارية والأمنية المؤقتة والمنصوص عليها في اتفاقية عشرين يونيو لعام ألفين وأحدى عشر (20 يونيو 2011) الموقعة بين الطرفين بما يكفل احتواء هذه التوترات.
ومن جانب آخر، نشجع بعثة “يونيسفا” على مواصلة انخراطها بانتظام مع المجتمعات المحلية والاستماع لشواغلِهم، ونرى أن الاستعداد لعقد “مؤتمر السلام المشترك للقادة التقليديين” في شهر مايو المقبل يُعَد خطوة مهمة في هذا الاتجاه، ونرحب بالجهود التي تبذُلُها البعثة سواء في تنفيذ المشاريع ذات التأثير السريع أو ضمان مشاركة النساء في عمليات السلام المحلية وتسوية النزاعات.
السيد الرئيس،
وفيما يتعلق بالعلاقات بين السودان وجنوب السودان، يحدونا الأمل ازاء استمرار قيادَتَيْ الدولتين في دعم جهود تحقيق السلام في كلا البلدين، والذي يدل أيضاً على التحسن المستمر في العلاقات بينهما، ونحن على يقين أنَّ البناء على هذا التقدم سَيُسهِم في التوصل إلى حلٍ مستدام بشأن الوضع النهائي لمنطقة أبيي. ونرحب كذلك بعقد اجتماع “الآلية السياسية والأمنية المشتركة” ووثيقته الختامية، ونتطلع إلى استئناف اجتماعات لجنة الرقابة المشتركة في أبيي بدعم من الاتحاد الأفريقي.
وإدراكاً مِنّا بعمل البعثة المهم في بيئة متغيرة ومليئة بالتحديات، لاسيما من حيث جهودها في تيسير الحوار بين المجتمعات ودعمها لـ “الآلية المشتركة لرصد الحدود والتحقق منها”، نود أن نُعرب عن خالص تقديرِنا لجميع أفراد “يونيسفا” الذين خدموا في البعثة، ونرحب بالقوات الجديدة وقائد بعثة “يونيسفا” الذي بدأ بالفعل بالتواصل مع المجتمعات المحلية وحكومتي السودان وجنوب السودان. ونكرر دعوة الأمين العام إلى إعادة تفعيل مقر “القطاع واحد” التابع لـلآلية المشتركة في “قوك مَشار” وموقعي الفريقين.
وختاماً، نرحب بتوصية الأمين العام بتجديد ولاية البعثة والدعم للآلية المشتركة لمدة ستة أشهر إضافية، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار، عند تجديد الولاية، مرئيات الخرطوم وجوبا وتجديد التركيز على التواصل مع جميع المجتمعات المحلية واستخدام الأدوات المتاحة للحد من التوترات.
وشكراً، السيد الرئيس.