تلقيه الآنسة سارة العوضي سكرتير ثاني
شكراً، السيد الرئيس،
أود بدايةً أن أتوجه بالشكر لـوكيل الأمين العام السيد لاكروا والمبعوثة الخاصة السيدة تيتيه على إحاطتيـهما الشاملتين، كما أرحب بممثليّ السودان وجنوب السودان في هذا الاجتماع.
في ضوء ما تشهده المنطقة من تصاعد في الاضطرابات والتي تهدد بتعقيد الجهود الهادفة إلى إحراز تقدم ملموس في تسوية الوضع النهائي لمنطقة أبيي والمسائل المرتبطة بالحدود، أود التركيز على ثلاث نقاط رئيسية:
أولاً، في ظل اندلاع العنف في السودان واستمرار التوترات الأمنية والسياسية في جنوب السودان، نرى أن تمكين الـ”آلية المشتركة لرصد الحدود والتحقق منها” من أداء عملها يعد ضرورة قصوى، الأمر الذي يستوجب حماية موظفيها لمواصلة عملهم الهام، خاصةً في ظل ما ورد في تقرير الأمين العام بشأن الثغرات الأمنية على طول المنطقة الحدودية، والتي لا تتماشى مع اتفاق عام 2011 بشأن إبقاء منطقة أبيي منزوعة السلاح. كما نرى أهمية استمرار تنسيق العمل وتبادل المعلومات بين بعثة يونيسفا وبعثة يونيتامس وبعثة أونميس لتعزيز الجهود في معالجة المسائل ذات الاهتمام المشترك ومنها أمن الحدود والتنقل الرعوي.
ونذكّر بضرورة التركيز على حماية التقدم المحرز بشأن أبيي والعمل نحو استئناف الحوار فور تهيئة الظروف المناسبة لذلك، مما يقتضي كذلك تعاون وثيق بين الأمم المتحدة والمنظماتِ الإقليميةِ كالاتحاد الأفريقي والإيغاد.
ثانياً، لابد أن تقترن جهود خفض التوترات بين المجتمعات مع تحسين سبل العيش، لبسط الأمن والاستقرار على المدى البعيد في منطقة أبيي، إذ أثمرت الجهود الأخيرة في خفض مستويات العنف والاشتباكات بين المجتمعات، إلّا أننا ننوّه بأن دوّامة العنف والاشتباكات بين المجتمعات لاتزال مستمرة. وتدين بلادي في هذا السياق، عملياتِ قتلِ المدنيينَ وكذلك أعمال العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس.
إن هذه التحديات تتطلب استمرار جهود تعزيز قدرات لجان حماية المجتمعات المحلية ولجان الحماية المشتركة على تحديد مؤشرات الإنذار المبكر، لأهمية ذلك في تعزيز سيادة القانون في أبيي. ولابد أيضاً من معالجة مخاوف الناجين من العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس من خلال مكتب بعثة “يونيسفا” المعني بالشؤون الجنسانية. وبالإضافة إلى ذلك، نشجع البعثة على مواصلة تعزيز الحوار والتعايش السلمي بين المجتمعات، من خلال التواصل مع القادة التقليديين والسلطات المحلية والشباب والنساء لنزع فتيل التوترات والتصدي للتعصّب وحشد الدعم من أجل السلام، وذلك تماشياً مع القرار 2686 (2023).
ثالثاً، من المهم مواصلة منظومة الأمم المتحدة الاضطلاع بدورها الحيوي في تنسيق جهود السلام والأنشطة الإنسانية في منطقة أبيي. ونرى أن الجهود التي تبذلها الدول المساهمة بالقوات تستحق الثناء لاسيّما من ناحية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وفي هذا السياق تدين دولة الإمارات جميع الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام وتلك التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها. ونشجع البعثة على مواصلة تنفيذ المشاريع سريعة الأثر لدعم المجتمعات المحلية في جميع أنحاء المنطقة.
وختاماً، وفي سياق المفاوضات المقبلة بشأن ولاية بعثة “يونيسفا”، فإننا نتطلع إلى مناقشاتٍ بناءةً مع زملائنا أعضاء المجلس. وتؤكد دولة الإمارات التزامها بدعم كافة جهود السلام والاستقرار في منطقة أبيي.
وشكراً، السيد الرئيس.