يُلقيه السيد/ سعود المزروعي
المنسق السياسي بالإنابة
السيد الرئيس،
بدايةً، أود أن أشكر مساعدة الأمين العام السيدة/ مارثا بوبي والمبعوثة الخاصة السيدة/ هانا تيتيه على إحاطتيـهما الوافيتين وعلى جهودهم الدؤوبة في منطقة أبيي، كما أرحب بممثليّ السودان وجنوب السودان في اجتماعنا هذا.
السيد الرئيس،
يعد تعزيز الحوار والتعايش السلمي ركيزة أساسية لبناء مجتمعات سلمية ومزدهرة، ولهذا، تواصل دولة الإمارات حث بعثة “يونيسفا” على التواصل مع المجتمعات المحلية في منطقة أبيي للحد من التوترات الراهنة، ونرى بأن المبادرات والتطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة مشجعة، وأبرزها عقد مؤتمر “السلام من خلال الحوار” في مايو، والذي شمل قادة القبائل وممثلين عن النساء والشباب، إذ نؤمن بأهمية استمرار هذا التواصل وبشكل منتظم وشامل، مع تقييم التقدم المحرز فيما يتعلق بتنفيذ المبادئ المتفق عليها في المؤتمر. كما نثني على الدور القيادي لبعثة “يونيسفا” في تنفيذ مشاريع “سريعة الأثر” والعمل بصورة مشتركة مع شرطة الأمم المتحدة لإحالة الناجين من العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس في أبيي إلى المكتب التجريبي للشؤون الجنسانية والذي يعمل على مدار الساعة.
ونشيد أيضا بالجهود التي تبذلها “لجّان الحماية المجتمعية” و”لجنة الحماية المشتركة”، في مساعدة بعثة “يونيسفا” على الاستجابة للحوادث في الوقت المناسب، بما في ذلك الهجمات المسلحة والعنف بين القبائل. إلا رغم هذه التطورات الايجابية، لا تزال بلادي قلقة بشأن استمرار الاشتباكات والعنف بين القبائل، بما في ذلك الحوادث التي تعيق عمليات بعثة “يونيسفا” وتستهدف قواتها وتزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية المتردية في منطقة أبيي، لا سيما مع تعرض المنطقة للفيضانات التي تسببت في عمليات النزوح الأخيرة وجرف الأراضي الزراعية لتزيد بذلك من حدة انعدام الأمن الغذائي.
وهنا يبرز مجدداً الدور البالغ الأهمية لبعثة “يونيسفا” في تيسير إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين والمتضررين، بما في ذلك عبر برنامج أبيي المشترك بإشراف المنسقين المقيمين للأمم المتحدة في السودان وجنوب السودان، باعتباره محورياً لدعم سبل المعيشة للشعب في المنطقة. ومع اقتراب فترة الترحال الموسمي للقبائل والتي قد تزيد من التوترات بين المجتمعات، نرى أن معالجة هذه التحديات يتطلب التواصل مع جميع الجهات المعنية الفاعلة، إذ يعد عقد مؤتمر بشأن السلام الموسمي خطوة هامة في هذا الاتجاه.
السيد الرئيس،
وفيما يتعلّق بالسودان وجنوب السودان، نلاحظ هنا تحسّن العلاقات، بما في ذلك من خلال عقد اجتماع “آلية السلام والأمن المشتركة” في الخرطوم في مايو، والذي أدى إلى تقدم محرز بشأن فتح ممرات عبور الحدود، وحثّت الأطراف خلاله على استئناف اجتماعات “لجنة الرقابة المشتركة في أبيي” بصورة منتظمة، حيث لا يمكن التوصل إلى اتفاق بشأن الوضع النهائي لمنطقة أبيي إلا من خلال الحوار. كما نُشجع على استمرار المساعي الدبلوماسية للتعجيل في تنفيذ الترتيبات لإدارة وأمن منطقة أبيي ومضاعفة الجهود لتحقيق تسوية سلمية ومقبولة للأطراف بشأن الوضع النهائي للمنطقة.
وختاماً، وبينما نستعد للنظر في ولاية بعثة “يونيسفا” خلال الفترة المقبلة، نتطلع إلى إجراء مناقشات بنّاءة، ونغتنم هذه الفرصة لشكر أفراد بعثة “يونيسفا”، والدول المساهمة بالقوات، فضلا عن الاتحاد الأفريقي، لجهودهم الحثيثة في صون السلم والأمن في منطقة آبيي.
وشكراً، السيد الرئيس.