مشاركة

يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب

نائب المندوب الدائم والقائم بالأعمال بالإنابة

السيدة الرئيسة،

أنتهز الفرصة لأهنئ غانا على رئاستها المتميزة والفعالة للمجلس الشهر الماضي، مع تمنياتي لكم، السيدة الرئيسة، بالتوفيق خلال رئاستكم للمجلس هذا الشهر. وأشكر المستشار الخاص السيد كريستيان ريتشر على إحاطته القيّمة حول عمل فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش، يونيتاد، كما وأرحّب بتواجد السفير محمد بحر العلوم في هذا الاجتماع.

كما أود في مستهل كلمتي أن أثمن الجهود التي يبذلها فريق يونيتاد في إجراء التحقيقات وجمع الأدلة بشأن جرائم داعش ضد الشعب العراقي، ومنها تلك التي تشكل جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية، حيث تكَلّلَت هذه الجهود بإنهاء خمس موجزات قضايا. ونرحّب بالتقدم المحرز في التحقيقات المتعلقة بجرائم داعش ضد المجتمعات المسيحية، وكذلك التقدّم في التحقيقات المتعلقة بقيام داعش بتطوير واستخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية. ونأمل أن تساهم جهود فريق يونيتاد في تعزيز قدرات السلطات المعنية في العراق على مساءلة داعش عن جرائمهم الإرهابية.

ونستذكر هنا بأن العراق، كبلد سيادي، يمتلك المسؤولية الرئيسية في التحقيق في جرائم داعش التي وقعت على أراضيه، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، وهو ما يعكسه القرار 2379، الذي يقر بأن السلطات المعنية في العراق تعد المتلقي الرئيسي للأدلة التي يجمعها فريق يونيتاد. وندعو الفريق إلى مشاركة هذه الأدلة مع السلطات العراقية المعنية، امتثالاً لقرار مجلس الأمن رقم 2651. وفي إطار جهود فريق يونيتاد في مشاركة المعلومات مع دول ثالثة لدعم محاكمة مجرمي داعش، نحث على التنسيق المسبق مع العراق في هذا الجانب. كما نحث الفريق على إبقاء المجلس على علم بما يتم في إطار تنفيذ هذه البنود، والجهود المبذولة لتجاوز التحديات في هذا الشأن، بالتنسيق مع السلطات العراقية. ونأمل أن تشهد الفترة المقبلة إحراز المزيد من التقدم في تحقيق هذا المطلب، حيث ما يزال الناجون من جرائم داعش في العراق، وذوي الضحايا، في انتظار العدالة.

ولكي تُكلَّل جهود الفريق بالنجاح ضمن الولاية الممنوحة لهم، هناك حاجة لاستمرار التواصل بين أعضاء الفريق والمسؤولين في العراق على كافة المستويات، والتعاون مع السلطات القضائية العراقية، من خلال مشاركة المعلومات وتوفير التدريب وبناء القدرات.

السيدة الرئيسة،

لاتزال العديد من العائلات في العراق في انتظار استكمال استخراج الرفات من المقابر الجماعية في سنجار وتلّعفر وغيرها، والتعرف على هويات الضحايا، حتى يتسنى لهم دفنهم بكرامة. ونقدر هنا التقدم المحرز في إعادة رفات الضحايا الأيزيديين في ظل الاستعدادات لإجراء مراسم لإعادة الرفات إلى ذويهم خلال الأشهر المقبلة. ونرحب أيضاً بجهود يونيتاد لإعادة بناء مسارح الجرائم وكشف المُلابسات المرتبطة بالمقابر الجماعية عبر استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة.  

وتدعم بلادي التحقيقات التي يجريها فريق يونيتاد حول تدمير داعش لمواقع التراث الثقافي والديني في العراق، بما يشمل التعاون مع اليونسكو، حيث نؤكد على أهمية محاسبة مرتكبي هذه الجرائم. ومن جانب آخر، من المهم الاستمرار في إعادة بناء المواقع والآثار التي تُضررت أو دُمرت، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود الدولية لإحياء هذا الإرث الإنساني والحضاري وإعادته للعراقيين وللإنسانية جمعاء.

وفي الختام، السيدة الرئيسة، نحث المجتمع الدولي على دعم جهود العراق وفريق يونيتاد في تعزيز المساءلة عن جرائم داعش، وفي الفترة المقبلة، سنستمر في متابعة جهود الفريق بما يشمل التحقيقات في جرائم داعش ضد الأطفال، وجرائم العنف الجنسي. كما ندعم تركيز الفريق على توسيع التحقيقات المتعلقة بالموارد المالية لداعش، واستغلاله للنفط العراقي لتمويل جرائمه، إذ لن نتمكن من القضاء على الإرهاب كلياً دون تجفيف منابع تمويله.

وشكراً، السيدة الرئيسة.