تلقيه السيدة أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة
السيد الرئيس،
أشكُر السيد بيرثس على احاطته، وخدمته خلال الفترة الماضية، والشكر موصول للسيدة وَسُورنو والسفير أجيْمَان على احاطتيهما الشاملتين. كما استمعنا باهتمام لمداخلة السيدة ميادة عادل.
السيد الرئيس،
تَقترِب أزمة السودان من إتمام نصف عامٍ على اندلاعها، والأوضاع على الأرض، من نزوح ولجوء الملايين وانهيار الخدمات الأساسية وغيرها، كما استمعنا من احاطات اليوم، تُجسد مدى خطورة هذه الأزمة، والضرورة المُلِحة لإنهائها.
ولهذا، من المهم أن يولي المجتمع الدولي تَركيزه على الاستجابة لهذه الأوضاع الإنسانية بشكلٍ عاجلٍ، بما يشمل تكثيف المساعدات الاغاثية للشعب السوداني والتخفيف من محنتِه قدر الإمكان، بما في ذلك عبر بَحث كافة السبُل لتعزيز التنسيق والتعاون في هذا الجانب، كعقد شراكات جديدة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، بحيث تُساهِم في تحقيق أثرٍ ملموس على أرض الواقع.
ونتطلع هنا إلى نتائج الاجتماع الذي سَيُعقد على هامش أعمال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة، بقيادة المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، ودولة قطر، وعددٍ من الشركاء الإقليميين والدوليين لحَشد الدعم وتعزيز الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة.
ومن المُشجِع في هذا الإطار الجهود الإنسانية التي تَبذلُها دول جوار السودان لتَيسير إيصال المساعدات الإنسانية. ونُشيد هنا بسعي المنظمات السودانية ومبادرات المجتمع المحلي لتقديم مساعداتٍ اغاثية خلال هذه المرحلة الصعبة، ونُقدر كذلك جهود بعثة يونتامس ومُجمل منظومة الأمم المتحدة في السودان ونَحثُها على مواصلة تقديم وتنسيق المساعدات الإنسانية.
وفي سياق التقارير التي تُفيد بتوقُف بعض الأنشطة الإنسانية وتدمير ونَهبْ المرافق الإنسانية بسبب انعدام الأمن في بعض المناطق، فنُجدد دعوتَنَا إلى ضرورة التزام الأطراف بالقانون الدولي الإنساني وتَيسير وصول المساعدات للمحتاجين بشكلٍ آمن ودون عوائق.
السيد الرئيس،
يجب التوصل إلى وقفٍ فوري ودائم لإطلاق النار، بهدف حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وإنهاء الأزمة الإنسانية، إذ يجب إعلاء مصلحة الشعب السوداني فوق أي اعتبار.
وتزداد الشواغِل والحاجة الماسة لخفض التصعيد ووقف جميع الأعمال العدائية في ظل التقارير التي تُفيد بتصاعُد العنف القَبَليّ الذي يُهدد بتفكيك النسيج الاجتماعي. ونُشدد هنا على أهمية تكامل الجهود الإقليمية والدولية مع المبادرات المحلية التي تسعى لمنع التوترات على المستوى المجتمعي، فقد ساهمت سابقاً اللجنة الدائمة لوقف إطلاق النار في دارفور، على سبيل المثال، في الحَد من العنف ووقف التصعيد وتَيسير الجهود لحماية المدنيين رُغم التحديات الأمنية في المنطقة.
ونُنوه بأن وقف إطلاق النار واستئناف الحوار يُمثلان خطواتٍ أولية، إيجابية وأساسية لتهيئة الظروف المناسِبة للعودة إلى العملية السياسية.
السيد الرئيس،
شهدنا خلال الأشهُر الماضية حراكاً وزخماً دبلوماسياً يَبعَث على التفاؤل، خاصة على المستوى الاقليمي، لتدارُك الأزمة في السودان، إلا أنه من المُهِم مواصلة البناء على هذه الجهود للتوصل إلى تسويةٍ دائمة، تَشمل وقف الأعمال العدائية، وحِماية المدنيين، واستئناف الخدمات الأساسية، وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
ولابد كذلك من دعِم الدور الهام لدول الجوار، حيث نأمَل أن تُساهم الخطوات الملموسة التي تَتَخِذُها جمهورية مصر العربية ضمن إطار مبادرة “دول الجوار” في تنسيق التعاون لتحقيق الاستقرار في السودان. وبصفةٍ أشمل، تدعم دولة الإمارات الجهود الإقليمية لإنهاء النزاع، ومنها تلك التي يقودها الاتحاد الإفريقي، بما يشمل “خارطة الطريق”، وكذلك مساعي جامعة الدول العربية والإيغاد.
ولكي تُكلل جميع هذه الجهود بالنجاح، نرى ضرورة مواصَلَة التنسيق بين جميع مسارات الوساطة، فتحقيق وقفٍ دائم وفوري لإطلاق النار واستئناف المسار السياسي يقتضي توحيد الصَف والهدف.
وختاماً، تُؤكد دولة الإمارات على مواصَلَة تضامُنِها مع الشعب السوداني الشقيق في مِحنتِه ، وسنظل ملتزمين في تقديم المساعدات الاغاثية لهم، ودعم جميع المساعي الدبلوماسية لإنهاء الأزمة، ونتطلع إلى التوصل إلى توافقٍ وطني يضع البلاد على مسار الأمن والاستقرار الدائمين.
وشكراً، السيد الرئيس.