تلقيه معالي السفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة
السيد الرئيس،
بداية أود أن أشكر المملكة المتحدة على جهودها الدؤوبة والفعالة، بصفتها حاملة القلم، والتي أتاحت للمجلس القيام باعتماد قرار اليوم لإنهاء تفويض بعثة يونيتامس استجابة لطلب السودان. وأود أيضًا أن أغتنم هذه الفرصة للتعبير عن شكرنا وتقديرنا لكافة أفراد البعثة وعلى تفانيهم في أداء مهامهم.
اسمحوا لي التأكيد على حقيقة واضحة بأن الأمم المتحدة لن تتخلى عن السودان، حيث سيواصل المجلس متابعة عملية الانسحاب التدريجي للبعثة ونقل مهامها حتى نهايتها. ونحن على يقين من أن نتائج وتوصيات المراجعة الاستراتيجية المستقلة ستساعد المجلس على فهم الاحتياجات والقدرات اللازمة لدعم الشعب السوداني في ظل هذه الظروف الاستثنائية. كما نتمنى كل التوفيق للمبعوث الشخصي للأمين العام، السيد رمضان لعمامرة، في منصبه الجديد.
نحن ندرك تماماً التعقيدات المصاحبة لانسحاب البعثات الأممية، بما في ذلك التحديات اللوجستية التي يجب التغلب عليها. ونأمل أن تأخذ عملية انسحاب البعثة بعين الاعتبار الدروس المستفادة من التجارب السابقة، وكذلك مسؤولية السلطات السودانية في ضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة، والانتقال السلس للمهام والخبرات إلى فريق الأمم المتحدة القطري.
وأود أن أشدد على أن فعالية جهود الأمم المتحدة تتطلب تعاونا وثيقا مع الدولة المضيفة، وقد عبرت رسالة السودان المؤرخة في 16 نوفمبر عن هذا الالتزام، وأقتبس – “بالانخراط البناء مع مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة حول صيغة جديدة مناسبة ومتفق عليها” – انتهى الاقتباس، وسيكون هذا التعاون الوثيق أمراً حاسماً، لا سيما خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.
ونكرر دعوتنا إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في السودان والتزام الأطراف بما تم الاتفاق عليه في جدة في مايو 2023، بما في ذلك تيسير وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، وتدعم دولة الإمارات كافة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء هذه الأزمة، وتعتقد أنه لا يوجد حل عسكري سيوفر للشعب السوداني الأمن أو الاستقرار.
وفي هذه اللحظة التي يواجه فيها السودان تحديات كبيرة على الصعيدين الأمني والسياسي والإنساني، تظل غايتنا واضحة وهي تحقيق السلام والاستقرار والازدهار للشعب السوداني.
وشكراً لك، السيد الرئيس.