مشاركة

تلقيه السيدة أميرة الحفيتي نائبة المندوبة الدائمة

السيد الرئيس،

بدايةً أشكر الممثل الخاص للأمين العام السيد نيكولاس هايسوم على إحاطته الشاملة، وأعرب عن تقديرنا للجهود التي يبذلها مع فريقه لدعم السلام في جنوب السودان، بما في ذلك مواصلة انخراطه مع دول المنطقة لدعم الاتفاق المعاد تنشيطه.

والشكر موصول للسفير بيانغ على إحاطته حول عمل لجنة العقوبات المنشأة بموجب القرار 2206، وأثني على جهوده الحثيثة بصفته رئيساً للجنة، وعلى قيادته المتميزة للزيارة الأخيرة التي قام بها أعضاء اللجنة لتقييم التقدم المُحرز. كما أرحب بمشاركة ممثلة جنوب السودان في هذا الاجتماع.

السيد الرئيس،

يتزامن اجتماعنا اليوم مع دخول جنوب السودان في المرحلة الأخيرة من الفترة الانتقالية، الأمر الذي يتطلب شراكة وثيقة بين مختلف شرائح المجتمع، وعلى كافة المستويات الوطنية لإحراز التقدم المنشود، وبما يلبي تطلعات الشعب في جنوب السودان.

وأود في هذا السياق التركيز على ثلاثة مسائل:

أولاً، تُعرب دولة الإمارات عن قلقها إزاء استمرار تفاقم الأوضاع الأمنية التي يتحمل وطأتها المدنيون الأبرياء ونكرر الدعوة الأخيرة التي وجهها مجلس الأمن في بيانه الصحفي لاحتواء العنف ونزع فتيل التوترات بين المجتمعات المتضررة منه.

ونرى أن استتباب الأمن وتعزيز الاستقرار في جنوب السودان واستدامته، يتطلب معالجة الأسباب الجذرية للعنف وترسيخ ثقافة السلام على المستوى المجتمعي، مع العمل في الوقت ذاته على تعزيز قدرات المؤسسات الأمنية.

ونأمل، في سياق نشر أول دفعة من القوات الموحدة الضرورية الشهر الماضي، أن تساهم هذه الخطوة في تحسين الأوضاع الأمنية وإنهاء دوّامة العنف بين المجتمعات.

ولا يفوتني هنا التأكيد على الدور الهام الذي تضطلع به بعثة أونميس في حماية المدنيين من خلال التشجيع على الحوار وتيسير المصالحة بين المجتمعات. ونرى أن التقييم المستقل الذي قدمه الأمين العام حول تنفيذ بعثة أونميس لولايتها المتعلقة بحماية المدنيين، وما يحتويه من توصيات عملية، من شأنه أن يساهم في تمكين الأمم المتحدة من إحداث أكبر قدر ممكن من التغيير الإيجابي على الأرض.

ونقدر كذلك الدور الخاص الذي تؤديه بعثة أونميس في التصدي لجرائم العنف الجنسي ومنع وقوعها في المقام الأول.

ثانياً، نأمل أن يتم مضاعفة الجهود خلال الفترة القادمة لتسريع وتيرة تنفيذ خارطة الطريق للاتفاق المعاد تنشيطه، ونرى أن المكاسب الأخيرة المتمثلة بإقرار تشريعات هامة تمهيداً لعمليتي الانتخابات ووضع الدستور تبعث على التفاؤل. ونؤكد، في هذا الجانب، على الدور الهام الذي تضطلع به الآلية الثلاثية — والمتمثلة في الاتحاد الأفريقي والإيغاد وبعثة أونميس، لا سيما في سياق التحضير للانتخابات والمواعيد النهائية لعقدها.

ومع إقبال جنوب السودان على مرحلة جديدة، يبقى دور المرأة في بناء وتنمية المجتمع غاية في الأهمية، ويجب أن يكون جزءاً لا يتجزأ من مسار الانتخابات، وذلك إلى جانب بناء قدرات النساء والفتيات من خلال تعزيز فرصهن في الحصول على التعليم والعمل ووضع تدابير تضمن مشاركتهن الكاملة والمتساوية والهادفة والآمنة.

ومع اختتام أعضاء فريق الخبراء غير الرسمي التابع لمجلس الأمن والمعني بالمرأة والسلام والأمن، زيارتهم الميدانية،  تتقدم دولة الإمارات، بصفتها رئيساً مشاركاً للمجموعة مع سويسرا، بخالص شكرها  إلى جنوب السودان وبعثة أونميس على حسن استقبالهم للوفد وعلى جهودهم في تيسير هذه الزيارة، والتي ستعزز جهود المجلس في دعم تنفيذ جدول أعمال المرأة والسلام والأمن على الأرض.

ثالثاً، ومع تركيزنا على التحديات الأمنية والسياسية المعقّدة، يجب ألّا نغفل عن الأوضاع الإنسانية الصعبة في جنوب السودان، والتي تتطلب معالجتها استجابةً شاملة تأخذ في الاعتبار جميع العوامل التي تفاقم هذه الأوضاع، كاستمرار العنف، وتدفق اللاجئين والعائدين دون توفر احتياجاتهم الأساسية، بالإضافة إلى استهداف العاملين في المجال الإنساني.

ونرى في هذا السياق ضرورة التركيز على التغير المَناخي كونه أحد أهم التحديات التي تؤثر بشكلٍ كبير على الأوضاع الانسانية في جنوب السودان، وتحديداً من حيث تداعياته على المجتمعات الرعوية والزراعية.

ولهذا، نؤكد على أهمية المبادرات المرتبطة بالمَناخ، كتعيين مستشار للمَناخ والسلام والأمن في مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة للقرن الأفريقي، والمبادرات التي تجريها حالياً بعثة أونميس بشأن السلام والأمن المَناخي، بهدف التوصل إلى حلول مستدامة حول هذه المسائل بما يساعد المجتمعات على التكيف مع أزمة المَناخ.

وختاماً، أؤكد على التزام دولة الإمارات بدعم كافة الجهود لتعزيز السلام والاستقرار والازدهار لشعب جنوب السودان.

وشكراً السيد الرئيس.