مشاركة

تلقيه السيدة غسق شاهين المنسق السياسي

السيد الرئيس،

بدايةً، أشكُر الممثل الخاص السيد هايسوم والسيدة ماسويا على احاطتيهِما القيّمتين. ونُقدِر كذلك مداخلة السيدة رايتشل خوان. وأرحب بالمندوب الدائم لجنوب السودان في اجتماعنا اليوم.

السيد الرئيس،

يُصادِف هذا الشهر مرور خمسة أعوام على توقيع الاتفاق المُعاد تنشيطِه في جنوب السودان، وذلك في وقتٍ تَشهد فيه البلاد والمنطقة تحدياتٍ أمنية وإنسانية صعبَة. ولهذا، نرى أن اجتماع اليوم يُمثِل فُرصَة سانِحَة للتأكيد على أهمية التزام الأطراف الموقعة على الاتفاق بالتنفيذ الكامل له واحراز تقدمٍ ملموس في هذا الجانب، لتحقيق سلامٍ مستدام، حيث أشار الأمين العام في تقريره أن تنفيذ الاتفاق لايزال محدوداً.

وعليه، من المهم خلال الفترة المقبلة، أن تواصِل الأطراف العمل معاً لتجاوز الخلافات وتنفيذ المَهام الرئيسة المُعلقَة في اتفاق السلام، وفقاً لخارطة الطريق وجَدولِها الزمني، بما في ذلك من حيث بدء المرحلة الثانية من نشر القوات المُوحَدَة اللازمة. كما تَستلزِم هذه المسألة الالتزام بالحوار والإرادة السياسية.

ولا يفوتنا التأكيد على الدور الهام للشركاء الإقليميين والدوليين في دعم جنوب السودان، حيث نأمل أن تُساهِم جهود “فريق العمل الحكومي-الثلاثي المشترك لتنفيذ عمليتي الدستور والانتخابات” والذي شُكِل مؤخراً، في مساعدة الأطراف على المِضي في إكمال هذه العمليات.  

وبالتزامن مع هذه الجهود، يجب معالجَة التحديات الأمنية التي قد تَقِف عَقَبة أمام إحلال السلام والاستقرار الدائمين في جنوب السودان، وأبرزها دوامة العنف بين المجتمعات، الأمر الذي يتطلب فِهِم ومعالجة العوامل المؤدية لهذا العنف، كمسألة التنافس على الموارد المحدودة، مع التركيز على ترسيخ الحوار والتعايش السلمي بين المجتمعات. ونُشجِع في هذا السياق، بعثة أونميس على الاستمرار في تواصُلهَا مع المجتمعات المحلية وتَيسير الحوار وبناء الثقة بينها، كما شهدنا مؤخراً في الولاية الاستوائية الوسطى.

ونُقدر كذلك مواصلة بعثة “أونميس” جهودِها في حِماية المدنيين على نحو متكاملٍ ومنسق، بما في ذلك من خلال عملها، إلى جانب الحكومة، على تهدئة التوترات وتعزيز الأمن في موقع حماية المدنيين في مَلَكَال. ونَحُث البعثة على الاستمرار في التنسيق، وحسَب الضرورة، مع المنظمات الإنسانية لتأمين إيصال المساعدات الاغاثية وضمان حصول المدنيين عليها بشكل آمن.  

وفي سياقٍ مُتصِل، نُعرب عن بالغ قلقنا إزاء الواقع الصعب الذي تَعيشُه العديد من النساء والفتيات بسبب العنف الجنسي، فكما أكدت الممثلة الخاصة للأمين العام براميلا باتين خلال زيارتها لجنوب السودان مطلع هذا الأسبوع، تُعد هذه الجرائم الشنيعة مرفوضة ويجب محاسبة مرتكبيها. ومن المهم هنا استمرار بعثة أونميس في تنفيذ ولايتها من حيث توفير الحماية للنساء والأطفال ومنع العنف الجنسي ومساعدَة الضحايا.

السيد الرئيس،

من المُشجع تزايد الاهتمام بمسألة التصدي لتغيُر المناخ في جنوب السودان، كما يتضح في سياق المناقشات الجارية على المستوى المجتمعي، والمبادرات التي أعلنت عنها الحكومة خلال قمة أفريقيا للمُناخ هذا الشهر، والتي تهدف إلى زيادة انتاج الطاقة المتجددة واستخدام نُظم زراعة ذكية للحد من تداعيات هذه الظاهرة، إذ تعد جنوب السودان، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، من الدول الخمس الأكثر عُرضة لتداعيات تغير المناخ حول العالم.

كما نُرحِب بتضمين تقرير الأمين العام تحليلاً بشأن المناخ والسلام والأمن في جنوب السودان تماشياً مع قرار مجلس الأمن 2677، حيث نأمل أن تُساهِم جميع هذه الجهود في بناء القدرة على الصمود ضد الظواهر المناخية الشديدة في ظل تسببها في نزوح مليوني شخص داخل البلاد، ومفاقَمَتها للتوترات المُجتمعية بسبب التنافس على الموارد.

وختاماً، نُؤكد أن استدامة الجهود الهادفة إلى تعزيز الامن والاستقرار في جنوب السوادان، يقتضي معالَجَة التحديات المُلحة مع التركيز في الوقت ذاته على المجالات التي تُساهم في التعافي على المدى البعيد، كإنعاش الاقتصاد، حيث نرى أن عقد أول مؤتمر وطني للاقتصاد والخروج بتوصيات في هذا الشأن، من الخطوات التي من شأنها الحَد من الاحتياجات الإنسانية وتعزيز التنمية في جنوب السودان.

وشكراً، السيد الرئيس.