تلقيه السيدة أميرة الحفيتي نائبة المندوبة الدائمة
بداية، أشكر كلاً من الممثل الخاص السيد هايسوم، واللواء جِيتّواي على إحاطاتهم القيّمة.
ونُقدِر كذلك مداخلة السيد امباجليازو التي أكدت على أهمية دعم المساعي والمبادرات السياسية التي تَتَبنى تعزيز الحوار والتفاهم المشترك بين مختلف الأديان والثقافات لتحقيق السلام، ونأمل أن تُسفِر محادثات روما عن حلولٍ تعالج التحديات التي يواجهها جنوب السودان، إذ نُجدِد التزامنا بدعم هذه المساعي السامية. ولا يفوتني الترحيب بمشاركة ممثل جنوب السودان في هذا اجتماع اليوم.
السادة أعضاء المجلس،
جميعنا يعلم، بأن مسار السلام يبدأ، حينما تُبدي الأطراف استعدادها لإجراء حوارٍ هادفٍ، يسمح بتجاوز الخلافات ويُرسي دعائم السلام. وتَكتسي هذه المسألة أهمية خاصة حينما تُناقش الأوضاع في جنوب السودان، وهذا تحديداً ما أود أن أؤكد عليه في بياني.
فَقبل كُل شيء، لابد من تعزيز الحوارِ بين المجتمعات المحلية، لإنهاء دوامة العُنف وترسيخ ثقافة السلام على المستوى المُجتمعي. ولهذا، نرى أن جهود بعثة “أُونمِيس” في هذا الصدد ضرورية، لا سيما من حيث التواصل مع القادة المحليين والتقليديين، وإنشاء مِنَصَّة لمناقشة مختلف القضايا بينهم، وتهدئة التوترات، وتجديد التزام المجتمعات المحلية بقيم التعايش السلمي.
كما نرى أن استمرار الحوار والتواصل بين أصحاب المصلحة، ومنهم النساء والشباب، جوهريٌ لإعادة بناء الثقة بين الأطراف وإحراز المزيد من التقدم في تنفيذ اتفاق السلام المعاد تَنشِيطه. وأشير هنا إلى الخطوات الإيجابية التي اتخذها جنوب السودان وتصب في هذا الاتجاه، مثل الموافقة على قانون “الانتخابات الوطنية” وتقديم عدد من مشاريع القوانين المهمة، وكذلك الموافقة على الميزانية الوطنية لنشر القوات الموحدة الضرورية، مع تأكيدنا على الحاجة لمواصلة العمل في هذا المسار، ومراعاة خارطة الطريق وجدولها الزمني، وتأكيدنا كذلك على أولوية إعلاء المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى.
ولترسيخ السلام، لابد من مواصلَة العمل على مواجهة التحديات الأمنية الخطيرة في جنوب السودان، خاصة في ضوء الأحداث الأخيرة في ولاية أعالي النيل وبالأخص في مدينة مَلَكَال، إذ تشهد البلادُ استهدافاً وقتلاً مستمراً للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني والتعرض للقوافل الإنسانية والتجارية، الأمر الذي يعرقل وصول المساعدات للمحتاجين، واللاجئين الوافدين إلى جنوب السودان في ظل التوترات التي تشوب المنطقة.
ونُشيد هنا بدور بعثة “أُونمِيس” في دعم وتعزيز قُدرة الحكومة على حماية المدنيين واتخاذ عددٍ من التدابير الاستباقية، كنشر القُوات، بما يتماشى مع ولاية البعثة. ونُقدر أيضاً حِرص البعثة على ضمان حماية العاملين في المجال الإنساني وتيسير وصول المساعدات الإنسانية.
وختاماً، نتطلع إلى مواصلة الجهود الدبلوماسية الإقليمية لمساعدة جنوب السودان، وبدعم ثابت من المجتمع الدولي، على تجاوز التحديات. فقد أثبتت المنظمات الإقليمية، ومنها الاتحاد الأفريقي والإيغاد، بأن لها دوراً قيادياً في دعم الاستقرار في البلاد، بما في ذلك من خلال إجرائِها “تقييم احتياجات ما بعد النزاع”، وتقديمِها الدعم لعملية وضع الدستور، والعملية الانتخابية كجزء من فريق العمل الثلاثي، سعياً لتلبية تطلعات الشعب في جنوب السودان.
وشكراً.