بداية أشكر السيد نيكولاس هايسوم، الممثل الخاص للأمين العام لجنوب السودان ورئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، واللواء تشارلز جيتواي، الرئيس المؤقت لـ”مفوضية الرصد والتقييم المشتركة” بموجب الهيئة الحكومية للتنمية (أيغاد)، على إحاطاتهم القيّمة. وأود أيضا أن أشكر السيدة ريا يويادا، على رسالتها وعلى الدعوة التي وجهتها في المجلس اليوم لتحقيق السلام في جنوب السودان.
وأود التأكيد على دعم دولة الإمارات لكل ما يحقق مصلحة شعب جنوب السودان وتطلعاته نحو الازدهار والتنمية ومسيرته نحو السلام.
ومن هذا المنطلق، نرى أن تنفيذ “الاتفاق المُعاد تنشيطه” يُعد أساساً لتحقيق الاستقرار والسلام والتنمية والوحدة في جنوب السودان. ونأمل هنا أن تؤدي مساعي الحكومة لتنفيذ الاتفاق للتوصل إلى حل سلمي، بما يشمل استمرار التفاعل مع الأطراف المعنية في حوار هادف وشامل، وتعزيز مشاركة المرأة في عملية السلام لتحقيق نسبة 35% بالمئة كما ورد في الاتفاق. بالإضافة إلى ذلك، فإن مواصلة جهود الوساطة أمر ضروري لتمكين الأطراف من احراز تقدم بما يساهم في إحلال سلام دائم. ونُقدر في هذا الإطار الدور البناء للشركاء الإقليميين والدوليين، وفي مقدمتهم الهيئة الحكومية للتنمية (أيغاد)، والأمم المتحدة.
ورغم الجهود المبذولة على الصعيد السياسي، لاتزال الأوضاع الأمنية مُقلقة في بعض المناطق، لاسيما في منطقة أعالي النيل الكبرى، الأمر الذي يتطلب استجابة شاملة من كافة الأطراف الذين يتعين عليهم ضبط النفس. كما ينبغي التركيز على حماية المدنيين، بما فيه العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، خاصة النساء والأطفال.
من جانبٍ آخر، فإن تداعيات تغير المناخ على جنوب السودان، لاسيما على الأوضاع الإنسانية والأمنية، تستوجب منا إيلاء أهمية خاصة لها. ونتطلع في هذا السياق إلى مواصلة الجهود المشتركة بين بعثة أونميس وفريق الأمم المتحدة القطري، للاستجابة للتحديات المتعلقة بالمناخ والأمن. ونرى أهمية دعم الجهود التي تبذلها الحكومة بالتعاون مع البعثة للاستفادة من الطاقة المتجددة والتي تعود بالنفع على المجتمعات المحلية.
وبالمثل،لدينا شواغل إزاء تزايد الاحتياجات الإنسانية في أنحاء البلاد. فكما تشير التقارير الأخيرة للأمم المتحدة، فإن حوالي تسعة ملايين شخص بحاجة لتلقي الحماية والخدمات الأساسية. وبالتالي، فإن معالجة هذه التحديات، وفي مقدمتها انعدام الأمن الغذائي الذي وصل لمستويات خطيرة، وارتفاع أعداد اللاجئين والنازحين داخلياً، تقتضي تكثيف الجهود الدولية المشتركة، مع دعوة جميع الأطراف إلى ضمان استمرارية وصول المساعدات الإنسانية.
ونؤكد هنا دعمنا لجهود الممثل الخاص وبعثة أونميس، ونتطلع إلى مواصلة البعثة عملها وتنسيقها مع الحكومة، فضلاً عن المشاركة البناءة والجماعية للمجلس في سياق تجديد ولاية البعثة.
وكجزء من التزامنا بتسليط الضوء على تنفيذ القرار 2565 ألفين وخمسمئة وخمسة وستون وتسبب الجائحة في هشاشة الأوضاع، نود الإشارة إلى استمرار وجود عراقيل أمام الحصول على اللقاحات في جنوب السودان، فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية، أقل من أربعة بالمئة من السكان قد تم تطعيمهم بالكامل. وعليه، نرحب بالخطط الوطنية لإدماج لقاح كوفيد-19 في نُظُم التطعيم الدورية، ونكرر التأكيد على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن ذات الصلة.
وختاماً، تدعم دولة الإمارات الجهود الرامية إلى تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وقيم التعايش السلمي، والاستقرار المستدام في جنوب السودان.
وشكراً.