مشاركة

تلقيه غسق شاهين المنسق السياسي

السيد الرئيس،

أود بداية أن أشكر الممثل الخاص السيد عبدو أباري، على إحاطته الشاملة. 

كما أود أن أؤكد على دعم دولة الإمارات لمكتب أونوكا الذي نقدر دوره الهام في التنسيق بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية، لتمكين دول المنطقة من مواجهة التحديات التي تقوض السلم والأمن في المنطقة سعياً لبناء مستقبل مستقر ومزدهر لشعوبها.

وفي سياق مناقشة اليوم، أود تسليط الضوء على ثلاث نقاط:

أولاً، إن معالجة التحديات الأمنية في المنطقة يتطلب اتباع نهج متسق ومتعدد المسارات، يضمن تعزيز التنسيق والتعاون الإقليمي للتصدي للتهديدات العابرة للحدود كالتطرف والإرهاب والاتجار غير المشروع بالأسلحة، مع العمل في ذات الوقت على بناء القدرات الوطنية وتعزيز صمود المجتمعات في وجه هذه التحديات. ونرى أن تسريح عدد من الجماعات المسلحة مؤخراً بمشاركة من الجهات والدول الفاعلة في المنطقة يجسد أهمية العمل متعدد الأطراف لتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة.  وبالمثل فيما يتعلق بالاستجابة الأمنية المنسقة بين جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد لتجنب أي تداعيات ناجمة عن النزاعات في المنطقة.

ولابد أيضاً من التركيز على التصدي لآفتي التطرف والإرهاب ومعالجة أسبابها الجذرية ومواصلة تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي لبناء مجتمعات سلمية. ومن هنا، نتطلع إلى مخرجات الاجتماع الوزاري المقبل في بانغي لمناقشة مشروع الاستراتيجية الإقليمية لمنع ومكافحة خطاب الكراهية في منطقة وسط أفريقيا. ونؤكد على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن 2686 والذي يدعو منظومة الأمم المتحدة إلى الرصد والإبلاغ عن خطاب الكراهية والتطرف. ومن المهم كذلك متابعة ودعم الجهود والمبادرات الإقليمية المبذولة لمساعدة المجتمعات المتضررة من أعمال العنف، ومنها الاستراتيجية الإقليمية لتحقيق الاستقرار والتعافي والقدرة على الصمود في منطقة حوض بحيرة تشاد.

ثانياً، يجب أن تظل الحلول السياسية الشاملة هي البوصلة التي توجه العمليات الانتقالية وعمليات السلام في كافة أنحاء المنطقة، فهذه الجهود جوهرية لبناء مؤسسات قادرة على الصمود بمشاركة كافة الجهات الفاعلة، بما في ذلك النساء والشباب. 

ويتطلب هذا التركيز على الحوار البناء لبناء الثقة وتجاوز العقبات، وكذلك مواصلة أونوكا والايكاس جهودهم ودعمهم لإنجاح العمليات السياسية في المنطقة. ونُشيد في هذا الصدد بالخطوات الإيجابية التي اتخذت مؤخراً في تشاد والغابون.  

ثالثاً، يجب مواصلة العمل لتعزيز فِهمِنا للصلات القائمة بين التغير المناخي وانعدام الاستقرار في المنطقة، خاصة مع تسبب الظواهر المناخية الشديدة في مفاقمة التوترات بين المجتمعات والأوضاع الإنسانية المتردية في المنطقة.

 ونتطلع في هذا السياق إلى اعتماد استراتيجية الإيكاس بشأن تغير المناخ والتنمية والتي تهدف إلى مساعدة المجتمعات على التكيف مع التغير المناخي. ونرى أن مشاركة مستشار الأمن المناخي لـمكتب أونوكا في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف لتغير المناخ الذي عقد في دولة الإمارات الأسبوع الماضي قد ساهم في تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المنطقة بسبب هذه الظاهرة وتداعياتها على الأمن والاستقرار. ومن المهم أثناء جمع المعلومات وتقييم المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي الاخذ بالاعتبار تداعياته على الأوضاع الأمنية بما يعزز النهج الوقائية وأنظمة الإنذار المبكر.

وأخيراً، تؤكد دولة الإمارات على التزامها بمواصلة العمل مع كافة الشركاء ومكتب أونوكا من أجل تحقيق السلام والاستقرار في كامل المنطقة.

وشكراً، السيد الرئيس.