مشاركة

تلقيه الآنسة غسق شاهين، المنسق السياسي

السيد الرئيس،

أشكر السيدة جيوفاني بيها على إحاطتها القيمة وجهودها في قيادة العمل الهام لمكتب الأمم المتحدة لغرب إفريقيا والساحل (UNOWAS). وننتهز الفرصة لنعرب عن خالص تقديرنا للسيد أناديف على الجهود الحثيثة التي بذلها خلال توليه منصبه في الفترة الماضية. كما أشكر السيد عمر توراي رئيس لجنة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ECOWAS) على إحاطته.

السيد الرئيس،

رغم الأزمات التي تواجهها غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، إلا أننا نؤمن أن المنطقة، بما تمتلكه من إمكانيات هائلة، قادرة على تحقيق السلام والأمن والتنمية المستدامة. الأمر الذي يتطلب مضاعفة الجهود الجماعية لإيجاد حلول مبتكرة وشاملة للتهديدات التي تطالها.

ونشدد في هذا السياق على ضرورة التركيز على الخطوات التي تُعزز الحوار والمشاركة البناءة في المنطقة والحيلولة دون انجرافها نحو مزيدٍ من الانقسامات وانعدام الاستقرار. ويشمل ذلك الحفاظ على الجهود الدبلوماسية القائمة بين دول المنطقة والبناء عليها، لاسيما تلك الهادفة لخلق بيئة تُمكن من إجراء الانتخابات والإصلاحات اللازمة في مجال الحكومة وتعزيز النمو والازدهار على المدى البعيد.

ونؤكد هنا على الدور الهام الذي تضطلع به المنظمات الإقليمية والأمم المتحدة وكياناتها، ومنها مكتب الأمم المتحدة لغرب إفريقيا والساحل ولجنة بناء السلام، في دعم دول المنطقة وتعزيز قدراتها في بناء مؤسساتها والحفاظ على الوحدة السياسية فيها وتعميق الشراكات بينها. ولهذا، نرى ضرورة إحراز تقدم في تنفيذ “استراتيجية الأمم المتحدة المتكاملة لمنطقة الساحل” و”خطة الأمم المتحدة لدعم منطقة الساحل”. ونأمل أن تُقدم توصيات اللجنة المستقلة، بقيادة معالي محمدو إيسوفو، تقييماً واضحاً لاحتياجات المنطقة وأن تساعدنا في ابتكار حلول فعالة لها.

وفيما يتعلق بالأوضاع الأمنية والتي تشهد تدهوراً مستمراً، نؤيد الجهود الاقليمية لمعالجة التحديات الأمنية العابرة للحدود في المنطقة، لاسيما التطرف والإرهاب. ويقلقنا توسع الأنشطة الإرهابية على امتداد خليج غينيا وساحل غرب أفريقيا وما يرافقها من تداعيات على الأمن والتنمية. ونرى هنا أن بعض المبادرات الاقليمية القائمة، مثل إطار عمل منع نشوب النزاعات التابع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ECOWAS) ومبادرة “أكرا”، تعد ضرورية لتعزيز هيكل السلم والأمن الإقليمي. ونؤكد مجدداً بأن الجهات الإقليمية الفاعلة والتي تحظى بدعم دولي كبير، لها دورٌ محوري في تحديد الثغرات التي تقوض استقرار المنطقة وتقديم توصيات لمعالجتها.

السيد الرئيس

تعد غرب أفريقيا ومنطقة الساحل من أكثر المناطق الأفريقية عرضة للتهديدات البيئية التي تقوض الأمن والاستقرار فيها، الأمر الذي يحتم على هذا المجلس إبقاء هذه المسألة في صدارة أولياته، بما في ذلك من خلال تعزيز عمل مكتب الأمم المتحدة لغرب إفريقيا والساحل (UNOWAS) في دعم دول المنطقة في التصدي لتغير المناخ وتقييم المخاطر وإدارتها. ونرى في هذا السياق بأن تعيين مستشار لمكتب شؤون المناخ والسلام والأمن هي خطوة مهمة لتحقيق هذه الغايات. وبصفتنا الدولة المضيفة للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP28) هذا العام، نتطلع إلى مواصلة المناقشات الهامة التي نظمت في الدورة السابقة، بما في ذلك مع مكتب الأمم المتحدة لغرب إفريقيا والساحل (UNOWAS) والجهات الإقليمية والدولية الأخرى المعنية. ونشجع المكتب على مواصلة جهوده في هذا المجال ومنها تلك التي تهدف الى تعزيز مشاركة الشباب في ابتكار الحلول للتكيف مع تغير المناخ.

ولا يمكننا إغفال تداعيات تغير المناخ على البعد الإنساني في المنطقة وتحقيق الاستقرار فيها، فوفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) يعاني 15% من سكان المنطقة من انعدام الأمن الغذائي الناجم عن تداعيات تغير المناخ وموجات الجفاف، والتي تسببت في نقص القمح والأسمدة وارتفاع أسعار الغذاء والطاقة. وهنا تبرز الحاجة مجدداً لإجراءات التصدي لتغير المناخ، والتي رغم إدراكنا أنها لن تكفي وحدها لتحسين الوضع الإنساني في المنطقة، إلا أنها ستسهم في الحد من أزمة الغذاء وإتاحة الفرصة لاتباع نهج أكثر استدامة في المستقبل.

وختاماً، السيد الرئيس، تؤكد دولة الإمارات على مواصلة دعم ولاية مكتب الأمم المتحدة لغرب إفريقيا والساحل (UNOWAS) وشركائه المحليين والإقليميين، وكذلك جهوده في إدماج الشباب وتعزيز المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة، إذ نأمل أن تساهم جميع هذه المساعي في إرساء السلام والاستقرار في منطقة غرب إفريقيا والساحل.

وشكراً، السيد الرئيس.