مشاركة

يلقيه سعادة السفير/ محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة

السيد الرئيس،

أود بدايةً أن أهنئ البرازيل على توليها رئاسة المجلس لهذا الشهر وأن أهنئ كذلك ألبانيا على اختتام رئاستها للشهر الماضي.

وأشكر الممثل الخاص السيد أناديف على إحاطته الوافية وجهوده الحثيثة في قيادة العمل الهام لمكتب (أونواس). كما نشكر السفيرة رباب فاطمة على إحاطتها وننتهز الفرصة لنعرب لها عن تقديرنا لجهودها كرئيسة للجنة بناء السلام، متمنين لها التوفيق في منصبها القادم مع الأمم المتحدة. واستمعنا باهتمام إلى إحاطة السيدة ماكاكي.

كما أود أن أعرب عن خالص تعازي دولة الإمارات لجمهورية مصر العربية ولأسر الجنود المصريين من قوات حفظ السلام الذين سقطوا ضحايا الهجوم الإرهابي في مالي مؤخراً، وكذلك لجميع ضحايا الهجمات الإرهابية في المنطقة، إذ تدين دولة الإمارات بأشد العبارات جميع الهجمات ضد المدنيين وقوات حفظ السلام.

السيد الرئيس،

أود تسليط الضوء على التحسن المُشجع الذي طرأ على الأمن البحري الإقليمي منذ اجتماعنا الأخير بشأن مكتب (أونواس)، بما في ذلك عبر افتتاح مركز السلامة البحرية الإقليمي لغرب أفريقيا، وترسيخ التعاون بين دول غرب أفريقيا والساحل. كما أن اعتماد المجلس بالإجماع للقرار (2634) بشأن الأمن البحري في خليج غينيا وجه رسالة قوية بشأن التزام المجتمع الدولي بدعم جهود المنطقة في هذا المجال.

ومن التحديات الأمنية الأخرى التي تتطلب تركيزاً خاصاً من المجلس، هي تزايد التهديدات العابرة للحدود والتي تشكلها الجماعات الإرهابية، لاسيما مع مواصلة سعيها لتوسيع نطاق عملياتها في أرجاء المنطقة. ومن هذا المنطلق، يتعين على المجتمع الدولي ألا يدخر جهداً في تفكيك هذه الشبكات الإرهابية، مع ضمان اتباع مقاربة شاملة، بحيث يتم التركيز على معالجة الأسباب الجذرية للتطرف والإرهاب، وبناء قدرات المجتمعات على الصمود. ونرى في هذا السياق أهمية وجود تضافر بين الأطر الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب مع ضمان أن تكون المبادرات ذات الصلة بملكية إقليمية. كما نشير هنا إلى أهمية المبادرات التي تتولى زمامها الجهات المحلية، ومنها جهود بوركينا فاسو والنيجر في إدراج الحوار ومبادرات إعادة الإدماج محلياً في استراتيجياتهما لمكافحة الإرهاب.

وفيما يتعلق بالتطورات السياسية، تواصل دولة الإمارات التأكيد على أهمية الحوار الوطني لمواجهة التحديات القائمة وإنشاء مؤسساتٍ تعكس تطلعات شعوب الدول المعنية. ونشدد في هذا الصدد على أهمية أن تكون العمليات السياسية شاملة، مع ضمان المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة في المناصب القيادية وصنع القرار. كما أن الاستجابة بفعالية للتحديات التي لها تداعيات إقليمية، تتطلب تعزيز التعاون والتضامن والحوار على المستوى الإقليمي. ونؤكد هنا على الدور الهام لمجموعة الــ (إيكواس) في العمل مع دول غرب أفريقيا والساحل على بلورة حلول لهذه التحديات، ونشير هنا إلى القمة التي عُقدت في أكرا بتاريخ 3 يوليو حيث صُدر عنها قرارات استجابت للتطورات في المنطقة.

كما نعرب عن بالغ قلقنا إزاء الأوضاع الإنسانية المتردية، والتي تتفاقم بسبب الصدمات المناخية وتصاعد النزاعات في أنحاء المنطقة. وعليه، نؤكد على أهمية الاستجابة لهذه التحديات المعقدة، ويشمل ذلك ضرورة أن يعمل أعضاء المجلس معاً لمعالجة الصلات القائمة بين تغير المناخ والأوضاع الأمنية في غرب أفريقيا والساحل، وتشيد دولة الإمارات بجهود مكتب (أونواس) في إجراء تقييمات بشأن الأمن المناخي في المنطقة ونشجع على إطلاق المزيد من المبادرات في هذا المجال.

وختاماً، نكرر دعمنا لمكتب (أونواس)، ونشيد بتعاونه المستمر مع الجهات الإقليمية، بما فيها مجموعة الــ (إيكواس) والاتحاد الأفريقي، إذ يبقى هذا الدور محورياً في التصدي للتحديات التي تواجهها المنطقة.  

وشكراً، السيد الرئيس.