مشاركة

ترجمة غير رسمية

يرجى المراجعة أثناء الإلقاء

السيد الرئيس،

يشرفنا المساهمة في التحضير لاجتماع اليوم بالاشتراك مع كل من المملكة المتحدة وفرنسا. وأود في هذا الصدد أن أتوجه بالشكر إلى اللورد أحمد لترؤسه هذا الاجتماع، كما نعرب عن تقديرنا العميق للدور القيادي الذي تقوم به المملكة المتحدة في المجلس في مجال تعزيز التلقيح في حالات النزاع والأوضاع الهشة، لاسيما من خلال القرار 2565.كما أعرب عن امتناننا للسيد تيد شيبان والدكتور إسبيرانزا مارتينيز، والدكتور إيمانويل أوجوانج على مداخلاتهم القيمة.

تُشكل هذه الجلسة حافزاً مهماً لتسريع وتيرة تنفيذنا المشترك لالتزاماتنا المتعلقة بتوفير اللقاحات على مستوى العالم، وتحقيق الوعود والقيم الواردة في القرارين 2565 و2532. وكوني من صانعي السياسات في مجال العلوم والتكنولوجيا، فيسعدني أن أرى السرعة غير المسبوقة في ابتكار لقاحات مضادة لفيروس كوفيد-19، مما يدل على السرعة التي يمكننا العمل بها عالمياً، عبر الاستفادة من القدرات الحالية، وبناء قدرات جديدة كما حصل مع لقاحات كوفيد-19.

ومع ذلك، فإن الجائحة أبعد ما تكون عن الانتهاء، كذلك فقد أثبتت الموجات الجديدة التي ظهرت والمصحوبة بمتغيرات جديدة، أنه لا يوجد أحد في مأمن حتى يصبح الجميع في مأمن.

لقد تجاوزت القائمة الطويلة لآثار جائحة كوفيد على الأمن العالمي نطاق قيود التنقل وتعطيل سلسلة الإمدادات. حيث أدت الجائحة لخلق ضغوط اجتماعية واقتصادية على المجتمعات، وأسفرت في بعض الحالات عن آثار مدمرة على المجتمعات الهشة بالفعل، من خلال تقويض سبل المعيشة والخدمات الأساسية كالتعليم والصحة. وكما نعلم، مازالت النساء والفتيات يتحملن العبء الأكبر من هذه الآثار. وبالنسبة للتأثير الدائم للجائحة على الصعيد الأمني، فمن المرجح أن يتمثل في تفاقم الأسباب الجذرية لتلك التحديات على الصعيد العالمي. لذلك، من الضروري إيجاد حل لتجنب التداعيات بعيدة المدى للجائحة.

لقد قامت بلادي أثناء رئاستها لمجلس الأمن خلال الشهر الماضي بتسليط الضوء على حالة التطعيم في الدول المدرجة على جدول أعمال المجلس، حيث تراوحت نسبة تطعيم السكان المؤهلين للقاح في هذه الدول ما بين 49% إلى أقل من 1%، وذلك مقارنة بالهدف العالمي البالغ 70%، أي أن معدل التطعيم في كافة هذه الدول يبلغ في المتوسط أقل عن 10% وهو ما يثير القلق.

ولذلك فإن استمرار التزام المجلس بتنفيذ القرار 2565 يُعد أمراً مشجعاً. لقد قطعنا شوطاً طويلاً ويجب ألا نستسلم. وكما سمعنا، ربما يتيح هذا العام فرصة أفضل من العامين السابقين لتحسين مستويات التطعيم في الدول المدرجة على جدول أعمال المجلس.

إن دولة الإمارات تفتخر بدعمها لجهود التلقيح على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، بما في ذلك توفير اللقاحات وتقديم مساهمات لوجستية لمرفق كوفاكس COVAX، وتوزيع معدات الوقاية الشخصية على نطاق واسع في أكثر من 135 دولة.

وفي ضوء تجربتنا في العمل مع الوكالات والمنظمات الإنسانية والصحية، أود تسليط الضوء على أربع مجالات يستطيع المجلس من خلالها دعم تنفيذ القرار 2565 بشكل أسرع:

أولاً، من المهم أن يواصل المجلس التأكيد على الفوائد التي تعود على الجانب الأمني عبر توفير اللقاح، حيث سيمثل هذا حافزاً مهماً لضمان استمرار المساهمات لحملات التطعيم العالمية بشكل منتظم، لا سيما من خلال مرفق كوفاكس COVAX وآليته الإنسانية (humanitarian buffer).

ثانياً، يساهم تحسين عمليات وصول المساعدات الإنسانية في تعزيز جهود التطعيم وتحسين أمن وحركة العاملين الصحيين والمرضى. لذلك، فإن دعم المجلس لهذه الأدوات – بدءاً من وقف إطلاق النار، مروراً بتخصيص أيام للهدنة، ووصولاً إلى إعمال نظم الإخطارات الإنسانية – وذلك وفقاً للضرورة وضمن سياقات محددة، سيساعد على إحداث فرق جوهري في سرعة تسليم وتوزيع اللقاحات.

ثالثاً، ينبغي على مجلس الأمن تشجيع المنظمات التي تعمل في إطار ولايته على التنسيق على المستوى الوطني، بحيث يتم شمل اللقاح المضاد لفيروس كورونا في حزمة الخدمات الأساسية المقدمة من الأمم المتحدة وشركائها. وهذا الأمر له أهمية خاصة لاسيما في ضوء انعدام الأمن الغذائي وارتفاع أسعار السلع الأساسية. كما سيضمن هذا التنسيق الاستفادة الكاملة من فرص الوصول إلى المجتمعات.

رابعاً وأخيراً، يجب على المجلس أن يشجع على مراعاة الجنسين في مجال التطعيم، حيث تواصل النساء في العديد من الدول الهشة الحصول على جرعات أقل من اللقاح بسبب العقبات المادية والاجتماعية، مما يطيل الآثار الأمنية للجائحة. إن تمكين المرأة من القيام بدور قيادي في عمليات التطعيم، وتحديد أدوات للمساءلة فيما يتعلق بمراعاة الجنسين في الوكالات المعنية بتنفيذ هذه المسألة، تعد من الأساليب التي أثبتت فعاليتها في تحسين المساواة بين الجنسين.

وبالرغم من أن عبء تنفيذ عمليات التطعيم وتطبيق القرار 2565 يقع على عاتق القطاعين الإنساني والصحي، إلا أن مجلس الأمن لديه مصلحة واضحة في دعم عمل هذه الجهات في كل خطوة والاستفادة من نتائجها. فالتوزيع العادل والمنصف للقاحات يُعد استثماراً استراتيجياً والتزاماً أخلاقياً قابلاً للتحقيق. ولو تم التعامل مع حملة التطعيم الراهنة من منظور بعيد المدى، فإن ذلك سيؤدي لبناء المعرفة والخبرة اللازمتين للمساعدة في توزيع اللقاحات في المستقبل، مما سيحسن من النظم الصحية واللوجستية الموجودة حالياً.

لقد تعلمنا من الحملة العالمية الحالية نحو تطوير واختبار ونشر اللقاحات، أنه من الممكن كسر الحواجز والانغلاق وتحقيق التعاون العالمي.

وبالنظر أيضاً إلى تجربتي في الجوانب الأخرى الموجودة في ملفي والتي كانت تبدو صعبة التنفيذ في وقت ما، فإن العمل على معالجة التحديات الراهنة، مع العمل في نفس الوقت على بناء نظام أفضل لتوفير اللقاحات، سيزيل جائحة كوفيد-19 من قائمة الاسباب التي تؤدي الى هشاشة الدول.

وشكراً.