مشاركة

يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب نائب المندوب الدائم

السيدة الرئيسة،

أشكر كل من السيد هانس غروندبرغ والسيدة جويس مسويا والسيد ديفيد غريسلي على إحاطاتهم القيمة. وأرحب بمشاركة سعادة ياب سلوتماكر، نائب وزير البنية التحتية وإدارة المياه لمملكة هولندا، وسعادة السفير عبد الله السعدي، المندوب الدائم للجمهورية اليمنية في اجتماع اليوم.

كما أود الترحيب بالقرار الذي تبناهُ المجلس اليوم وبالإجماع لتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، وأن أعرب كذلك عن تقديرنا للمملكة المتحدة، كحاملة القلم، على تقديم وتيسير مشروع القرار.

ونطالب الحوثيين أولاً بالالتزام الكامل بالقرار وإزالة كافة العقبات والقيود المفروضة على حرية حركة البعثة، بما يشمل السماح لها بتسيير دوريات غير معلن عنها للموانئ دون عراقيل، وثانياً، بتوجيه إيرادات ميناء الحديدة لصالح الشعب اليمني، وبالتالي صرف رواتب الموظفين المتأخرة وفقاً لاتفاق ستوكهولم، والكف عن استخدام هذهِ الأموال في تمويل مجهودهم الحربي.

السيدة الرئيسة،

نعي تماماً التطورات الإيجابية التي حظي بها الملف اليمني مؤخراً، وما تحقق من تقدمٍ باتجاه الحفاظ على التهدئة التي رأت النور قبل أكثر من عام، ورغم ذلك، علينا أن نتذكر بأن الشعب اليمني، الذي أرهقتهُ الحرب، يستحق واقعاً أفضل، يضمن له حياةً كريمةً لا يكون للحرب فيها مكان. لقد آن الأوان لإرساء سلامٍ شاملٍ، يتجاوز الهُدُنَ العابرةَ، سلامٌ يحقق المصالحة الوطنية والتوزيع العادل للثروات بين جميع اليمنيين.

وفي هذا السياق، نؤكد مجدداً على دعم دولة الإمارات الكامل للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة على الصعيدين الإنساني والسياسي. كما نثمن دور المملكة العربية السعودية في نزع فتيل التوترات في اليمن ليشهد بذلك أطول فترة من الهدوء النسبي منذ بداية الأزمة. ونؤكد على دور سلطنة عُمان في الوساطة وتقريب وجهات النظر التي تباعدت بسبب الحرب.

السيدة الرئيسة،

رغم ضبط النفس الذي تظهرهُ القوات الحكومية اليمنية، نلاحظ تصعيداً غيرَ مبررٍ من جانب الحوثيين على مختلف الجبهات في تعز ومأرب وشبوة والحديدة والضالع، بما يشتمل على هجمات مدفعية وغارات جوية باستخدام الطائرات المسيرة، والتي أدت إلى سقوط الكثير من الضحايا المدنيين، بما في ذلك الأطفال، كما شهدنا في الهجوم الذي أصاب خمسة أطفال في مديرية حيس الأسبوع الماضي.

ويتطلب هذا الوضع منا القيام بدورنا الحيوي ومطالبة الحوثيين بحزمٍ بوقف هذه الهجمات فوراً، والامتناع عن أية محاولات لإعادة إضرام نيران الحرب، فأي تصعيدٍ أو إشارة في هذا الاتجاه تشكل مصدر قلقٍ كبير، خاصة بالنظر إلى استمرار الحوثيين في بناء ترسانتهم الحربية منذ بداية الهدنة، عبر عمليات التهريب في انتهاكٍ صارخٍ للقرار 2216.

وفي ظل هذا الوضع، لا بد من تسريع التوصل إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار، يصاحبهُ سلسلة من إجراءات بناء الثقة، تشتمل على فتح الطرقات وتوحيد الاقتصاد وصرف الرواتب وتبادل الأسرى. وسيشكل هذا الاتفاق الأساس الضروري لبدء حوار سياسي بين الأطراف اليمنية، للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام.

السيدة الرئيسة،

يواجه اليمن تحديات كبيرة على صعيد العمل الإنساني، في حين لا تزال جماعة الحوثي تفرض قيوداً شديدة على وصول المساعدات وحركة العاملين في مجال الإغاثة، خاصة النساء، وتحاول أيضاً التحكم في قوائم المستفيدين عبر فرض أنظمة غير شرعية قاموا بإنشائها.

ويستمر الحوثيون بشن حرب اقتصادية ضد الشعب اليمني والحكومة اليمنية تُفاقم المعاناة الإنسانية، وذلك باستهدافهم للمنشآت والموانئ النفطية في محافظتي شبوة وحضرموت، وتقييد حركة التجارة داخل البلاد، وتهديد الشركات والبنوك وإجبارهم على استيراد السلع عبر ميناء الحديدة فقط، بالإضافة إلى مصادرة الأراضي والمباني والممتلكات الخاصة بشكلٍ تعسفي. وقد وصل الأمر بهم للتلويح بالإضرار بالبنية التحتية لإنتاج وتصدير النفط والغاز في محافظة مأرب.

كما يستغل الحوثيون المخيمات الصيفية والمناهج الدراسية لزرع بذور الكراهية والتطرف بين الأطفال، فتلك الأفعال ليست مجرد انتهاكٍ لحقوق الطفل فحسب، بل يعد التطرف أيضاً خطراً حقيقياً يهدد بتكرار النزاعات في المستقبل، كما أقر بذلك القرار 2686، الذي اعتمده هذا المجلس الشهر الماضي.

وأخيراً، لا يفوتنا الترحيب ببدء عملية النقل الآمن للنفط من الخزان صافر في إطار الجهود التي تقودها الأمم المتحدة، كما نثمن جهود هولندا في هذا السياق. ونؤكد على دعمنا المستمر لجميع الجهود الإقليمية والدولية التي تهدف إلى إنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار والتقدم في اليمن. ونتطلع بأمل وتفاؤل إلى اليوم الذي يستعيد فيهِ اليمن عافيته ويعم السلام والازدهار في جميع ربوعه.

وشكراً، السيدة الرئيسة.