يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوبة الدائمة
السيدة الرئيسة،
أشكر السيد هانس غروندبرغ على إحاطته وعلى جهوده الهادفة إلى التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية. كما أشكر السيدة جويس مسويا على إحاطتها الوافية.
ونود بدايةً أن نرحب باستمرار سريان الهدنة والتوصل لاتفاق لتثبيتها بمناسبة عيد الأضحى المبارك. ونأمل أن يتم البناء على هذا التقدم، لتحويل الهدنة إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار.
كما ينبغي حالياً التركيز على احراز تقدمٍ في المشاورات المتعلقة بالملفات الأمنية والاقتصادية للحفاظ على التهدئة وبناء الثقة، مع السعي في نفس الوقت لإزالة كافة العقبات الماثلة أمام إطلاق مشاورات شاملة لإيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة اليمنية.
ورغم سريان الهدنة، ندين مواصلة العقاب الجماعي المفروض على مدينة تعز المحاصرة منذ أكثر من سبع سنوات، بسبب استمرار الحوثيين في اغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة، مما يطيل مدة التنقل للمدنيين والبضائع ويزيد من خطورتها.
لذلك، كنا نأمل أن تشمل إحاطة المبعوث الخاص على أخبارٍ سارة لسكان هذه المدينة المحاصرة والبالغ عددهم أكثر من أربعة ملايين نسمة، ولكن نستنكر رفض الحوثيين مقترحات الأمم المتحدة حتى الآن، رغم عدة جولات من المشاورات في مدينة عمّان، وإجراء المبعوث الخاص زيارتين إلى صنعاء ومسقط للجلوس مع مفاوضي الميليشيات الحوثية، إذ يوجد قلق حقيقي أن يتسبب تعنتهم هذا في تقويض فرص الوصول إلى سلامٍ مستدام وأن يعيدنا ذلك إلى نقطة الصفر. وعليه، نطالب المليشيات الحوثية برفع القيود المفروضة على حركة التنقل في تعز بشكلٍ فوري، مع إبداء المرونة في كافة المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة.
كما نتطلع إلى تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق الحديدة، مع مراعاة المشاغل المشروعة للحكومة اليمنية بشأن بنود القرار وكذلك التقارير العديدة التي تشير إلى عسكرة الموانئ.
ونؤكد في هذا السياق على ضرورة أن يتوقف الحوثيين عن تصعيدهم، بما يشمل وقف إطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ على المناطق المدنية، إذ ينبغي أن تدرك المليشيات الحوثية بأنه لا يوجد حلٍ عسكري للأزمة اليمنية وأن التوصل إلى حل سلمي هو السبيل الوحيد للمضي قدماً.
كما ينبغي إعطاء أولوية لإجراءات حماية المدنيين، بما في ذلك عبر وقف جميع خروقات الهدنة والعمل على تطهير الأراضي اليمنية من الألغام ومخلفاتها، والتي، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، أدت الى ارتفاع أعداد القتلى والجرحى منذ بداية الهدنة. ونشيد هنا بقيام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبر مشروع “مسام”، في إزالة ما يقارب ثلاثمائة وخمسين ألف من مخلفات الحرب القابلة للانفجار، حيث تساهم هذه الأعمال الإنسانية الهامة في إنقاذ العديد من الأرواح، وذلك في الوقت الذي تتجاهل فيه مليشيات الحوثي سلامة السكان وتواصل الحاق أضرارٍ وخرابٍ في أنحاء اليمن. ونواصل كذلك الدعوة إلى ضرورة الإسراع في معالجة وضع خَزّان صافر النفطي لتجنب وقوع كارثة بيئية خطيرة.
وفي ظل التحديات التي يواجهها اليمن، نرحب بإعلان المملكة العربية السعودية تمويل حزمة من المشاريع الإنمائية بقيمة 400 مليون دولار أمريكي إضافة إلى 200 مليون دولار لدعم محطات الكهرباء. ويأتي هذا الإعلان ضمن دعم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات البالغ أكثر من 3 مليار دولار، منها ملياري دولار كوديعة سعودية–إماراتية في البنك المركزي اليمني في عدن.
وختاماً، نجدد دعمنا للجهود المبذولة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق وإحلال الأمن والسلام والاستقرار في اليمن.
وشكراً السيدة الرئيسة.