السيدة الرئيسة،
أشكر كلاً من السيد هانز غرانبرج والسيد مارتن غريفيث على احاطتيهما.
ويسعدنا أن نرى تزايد الزخم الإيجابي والتوافق غير المسبوق نحو إنهاء الحرب في اليمن بما يحقق السلام والأمن والاستقرار، حيث بُذل الكثير من الجهود في سبيل تحقيق ذلك وكان آخرها عقد مشاورات يمنية-يمنية برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربي من 29 مارس إلى 7 أبريل. وقد توجت تلك المشاورات التي شملت تمثيلاً واسعاً ومتنوعاً للمكونات السياسية والمجتمع المدني بالتوصل إلى توافق على رسم خارطة طريق نأمل أن تؤدي إلى حل سياسي دائم وشامل.
وفي هذا الإطار، نعرب عن تقديرنا للجهود التي بذلتها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لِلَم شمل الأطراف اليمنية وتقريب وجهات النظر المختلفة. وكذلك نكرر التأكيد على ضرورة ضمان مشاركة المرأة بشكلٍ هادف وفاعل في المشاورات والعمليات السياسية.
وترحب دولة الإمارات بقرار الرئيس عبد ربه منصور هادي تشكيل مجلس القيادة الرئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وتفويضه بكامل صلاحيات رئيس الجمهورية. ونأمل أن تساهم هذه الخطوة في التوصل إلى حل سياسي دائم بين الأطراف اليمنية. ونؤكد دعم بلادي الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، والهيئات والجهات المساندة له لتمكينه من ممارسة مهامه وإنهاء الأزمة، وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، وترسيخ تطلعات شعبه الشقيق في التنمية والازدهار. ونشدد على ضرورة قيام الأطراف اليمنية بتوحيد الجهود والعمل بروح الفريق الواحد لتتمكن مؤسسات الدولة من استعادة فاعليتها وتلبية احتياجات المواطنين.
كما نرحب بدعوة المملكة العربية السعودية مجلس القيادة الرئاسي إلى البدء في التفاوض مع الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل. ونجدد إدانتنا الشديدة للهجمات الحوثية الإرهابية العابرة للحدود والتي تستهدف منشآت مدنية في المملكة كان آخرها الهجوم الإرهابي على منشأة نفطية في مدينة جدة والتي أدانها المجلس في بيانه الصحفي الصادر في 4 أبريل.
وندعو الحوثيين إلى اغتنام هذه الفرصة الثمينة والتوقف عن المزايدات وذلك عبر الانخراط جدياً في الجهود الحثيثة لإنهاء الحرب في اليمن. كما نؤكد على أهمية وقف جميع انتهاكاتهم للهدنة خاصةً استمرارهم في قصف مواقع في محافظة مأرب. ونحث جميع الأطراف على العمل مع المبعوث الخاص لإحراز المزيد من التقدم في تنفيذ اجراءات بناء الثقة ومنها تبادل الأسرى وفتح الطرق المؤدية إلى مدينة تعز والعمل على تحويل الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم للأعمال العسكرية والعدائية.
وفي هذه المرحلة الحساسة التي قد تنبئ باقتراب نهاية الحرب في اليمن، نحث كافة الأطراف الإقليمية والدولية الى الدفع قدماً بهذه الفرصة السانحة عبر التعامل بإيجابية مع الجهود الأممية والخليجية لإيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية والامتناع عن استغلالها لخدمة أجندات خاصة أو مصالح ضيقة قد تعيدنا إلى الوراء.
وعلى الصعيد الإنساني، تعهدت دولة الإمارات إلى جانب المملكة العربية السعودية بدعم البنك المركزي اليمني بمبلغ ملياري دولار. وكما استمعنا، نتيجة لذلك، بدأت قيمة العملة المحلية بالتحسن بشكل واضح وملموس مما سيساهم في التخفيف من أعباء الأزمة المعيشية وسد الاحتياجات الإنسانية المتزايدة مع ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية عالمياً.
كما نجدد دعمنا لجهود الأمم المتحدة لمعالجة وضع خزان صافر، وندعو الحوثيين إلى التقيد بتنفيذ التزاماتهم بموجب الاتفاق مع الأمم المتحدة لتفادي وقوع كارثة بيئية خطيرة ما لم يتم الإسراع في تنفيذ الخطة التنفيذية التي أعُلن عنها مؤخراً.
وفي الختام، تجدد دولة الإمارات التزامها بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق ودعم طموحاته وتطلعاته، في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة.
وشكراً، السيدة الرئيسة.