يلقيه سعادة السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوب الدائم
السيد الرئيس،
نعرب بدايةً عن تعاطفنا العميق مع موزمبيق ومالاوي إزاء تداعيات الإعصار الكارثي الذي ضرب البلدين، ونؤكد على تضامننا معهم في هذه المحنة.
أشكر المبعوث الخاص السيد هانز غروندبيرج والسيدة جويس مسويا على احاطتيهما وعلى الجهود التي تضطلع بها الأمم المتحدة لدعم السلام في اليمن. كما أشكر نائبة المندوب الدائم لألبانيا السيدة ألبانا دوتلاري على بيانها وعلى الجهود التي يبذلها رئيس لجنة العقوبات المفروضة بموجب القرار 2140. وأرحب بمشاركة المندوب الدائم لليمن في اجتماع اليوم.
السيد الرئيس،
رغم الحالة الهشة في اليمن، إلا أن الوضع الراهن أفضل مما كان عليه قبل عام من اليوم، حيث تراجعت حدة المواجهات واستمر تنفيذ عدد من إجراءات بناء الثقة من جانب الحكومة اليمنية رغم الخروقات المستمرة من جانب الحوثيين. وفي هذا السياق، نرحب بانعقاد الاجتماع السابع للجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق تبادل المحتجزين، وكذلك بالتقدم المحرز فيما يتعلق بخزان صافر.
وبالنظر إلى آخر التطورات في اليمن، أود التطرق إلى أربعة نقاط:
أولاً، ينبغي التركيز في المرحلة الحالية على تكثيف الجهود للوصول إلى اتفاق دائم لوقف الأعمال العدائية والشروع في مفاوضات سياسية شاملة بين الأطراف اليمنية. وعلى جماعة الحوثي الاستجابة لمتطلبات السلام والتجاوب جدياً مع المقترحات المطروحة لإنهاء الصراع، وفي حال تعنتهم، فسنحملهم المسؤولية الكاملة عن استمرار معاناة اليمنيين. ونشيد هنا بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في تقديم الدعم للشعب اليمني من مختلف النواحي الإنسانية والاقتصادية والسياسية. كما نجدد دعمنا لمجلس القيادة الرئاسي اليمني.
ثانياً، يجب وقف الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والجرائم المتواصلة التي يرتكبها الحوثيون ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية، وندين بشدةهذه الانتهاكات التي تتضمن الحصار والقصف واستخدام الألغام وشن الهجمات على الموانئ اليمنية والاحتجاز التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري. أما الانتهاكات التي ترتكب بحق النساء والأطفال على وجه الخصوص فهي تشكل مصدر قلقٍ بالغ، إذ يستمر الحوثيين في حملات التلقين العقائدي للأطفال والتي تمتد عبر الدورات الصيفية والمناهج الدراسية التي يتم تغييرها لتشمل أفكاراً أيديولوجية متطرفة. ويواصل الحوثيون أيضاً تقويض الحقوق التي اكتسبتها المرأة اليمنية والحد من دورها في المجتمع، مما يستدعي تكثيف المطالبات والعمل جدياً لوقف هذه الممارسات القمعية غير المقبولة.
ثالثاً، نُثمن جميع الجهود التي تبذل لتنفيذ حظر الأسلحة المفروض على الحوثيين، ونشكر القوات البحرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية على جهودها في اعتراض ومصادرة الشحنات المهربة إلى الحوثيين، والتي تشكل تهديداً على الأمن والاستقرار والملاحة البحرية في المنطقة. ونحث على الالتزام الصارم بحظر الأسلحة ولعب دور بناء من أجل تحقيق تسوية سياسية مستدامة في اليمن.
رابعاً، نؤكد على ضرورة الاستمرار في دعم جهود الاستجابة الإنسانية والتعافي الاقتصادي في اليمن. ونُرحب بعقد مؤتمر المانحين الشهر الماضي في جنيف، حيث ستنفذ دولة الإمارات هذا العام مشاريع تنموية وإعادة تأهيل ومشاريع إنسانية بقيمة 325 مليون دولار أميركي في قطاعات الرعاية الصحية والطاقة المتجددة والزراعة، ويشمل ذلك إنشاء سد حسان في محافظة أبين الذي سيستفيد منه حوالي 13 ألف مزارع، ومشروع للطاقة المتجددة في عدن لتوفير 120 ميجا-واط، كما قدمت دولة الإمارات نهاية العام الماضي وديعة لصالح البنك المركزي اليمني بقيمة 300 مليون دولار أميركي لدعم استقرار الريال اليمني.
وفي الختام، نؤكد على دعمنا الكامل لجهود التوصل إلى حلٍ سياسي للأزمة في اليمن، بحيث يضع حداً للصراع الدائر، ويلبي التطلعات المشروعة للشعب اليمني، ويحقق الأمن والاستقرار والازدهار في اليمن والمنطقة بأكملها.
وشكراً، السيد الرئيس.