تلقيه معالي السفيرة لانا نسيبة
المندوبة الدائمة
السيدة الرئيسة،
أشكر السيد هانس غروندبرغ والسيدة إديم وسورنو على إحاطَتَيْهِما، وأُرحب بِمشارَكَة المندوب الدائم لليمن في اجتماع اليوم. كما احطنا علماً بإحاطة السيدة ياسمين الإرياني.
السيدة الرئيسة،
لقد شَهِدَت الأسابيع الَقليلة الماضية جُهوداً مُكَثَّفة لتَهْيئَة الظُروف المُناسِبة لِاستئناف عملية سياسية شامِلة يملِكُها ويقودُها اليمنيون وبرعاية الأمم المتحدة. وتَمَّ بالفعل تنفيذُ عَدَدٍ من الخُطُوات المُرحَّب بها، مِثلَ تبادُل الأسرى والحِفاظ على التهدِئة التي بدأَت قبلَ أكثر من عام. ولكنَّنا نَتَطلَّع إلى اتخاذ المَزيد من إجراءات بِناء الثقة على أنْ يصاحِبُها وَقْفٌ دائم لإطلاق النار باعتبارِهِ القاعدة الأساسية لِنَجاح العملية السياسية.
ونُشيد بالدَوْر المِحوَري الذي تلعَبُهُ المملكة العربية السعودية لحل الصِراع في اليمن، من خِلال مُبادراتِها وجهودِها الدبلوماسية وتَواصُلِها مع جميع الأطراف اليمنية لتحقيق حلٍ سياسي شامل يُلَبّي تَطَلُّعات الشعب اليمني. ونُرحب في هذا الصَدد بزيارة وَفْدَي المملكة وسَلطَنَة عُمان إلى اليمن مُؤخراً، والتي أقَرَّ المجلس بأَنَّها تُشكل خُطُواتٍ قَيِّمة تِجاه إجراء مُحادَثاتٍ سياسية يمنية-يمنية.
كما نُشيد بالمُرونة والانخِراط البَنّاء لِمجلِس القيادة الرِئاسي اليمني في العملية السياسية. ونُثَمّن مَساعي المبعوث الخاص للبِناء على الزَّخَم الحالي وكذلك الدور الهام للأمم المتحدة خلال العام الماضي، الذي شَهِدَ انخِفاضاً مَلحوظاً في الأَعمال العِدائية.
وندعو الحوثيين للاستِفادة من الفُرصة السانِحة والتفاعُل بإيجابية مع مُتَطَلبات السلام، فأي مُحاوَلات للمُمَاطَلة لن ينجُم عنها سِوى إطالة مُعاناة الشعب اليمني الشقيق. لقد باتَ واضحاً أنَّ الحِوار يَظَل السَّبيل الوَحيد للتوصُّل إلى تسوية سياسية، أما النَّهج العِدائي ومنطق الاِستقواء بالسلاح، فهما غَير مقبولَيْن ولا يَصُبّان في مَصلَحَة اليمنيين.
ومع استمرار المُناقَشات وجُهود الوِساطة، لا يَجِب أنْ نَغفَل عن الأَزَمَة الإنسانية الحادّة والأوضاع الاقتصادية الصعبة في اليمن، والتي تستَوجِب ضَمان إيصال المُساعدات لِكافة المُحتاجين ودَعْم الاقتصاد وفَتْح الطُرُق الرئيسية. ولكننا ننوه أنَّ تحسين هذه الأوضاع على نَحوٍ مَلموس ومُسَتدام يَتَطَلَّب إنهاء الصِراع.
ونَؤكد على ضَرورة إزالَة القُيود التي يفرِضُها الحوثيون على عَمَل المُنَظمات الإنسانية، وخاصةً تِلكَ التي تستهدِف النساء العامِلات فيها، والتي تَحِد من مشاركَة المرأة في الحياة العامة وتُعَرقِل وصول المساعدات للنِساء والفَتيات.
كما نؤكد على ضَرورة توفير حياةٍ آمنة وطبيعية للأطفال اليمنيين وضَمان حصولِهِم على تعليمٍ جَيّد يُعِدُّهُم للمشارَكَة في بِناء اليمن، بَدَلاً من جَرِّهِم إلى المراكز والمُخَيَّمات الصيفية التي وَظَّفَها الحوثيون – إلى جانب المَناهِج الدراسية – لِنَشر أفكارِهم المُتَطَرِّفة.
وخِتاماً، السيدة الرئيسة، لَدَيْنا الآن فرصةٌ سانِحة لِإحداثِ تقدُّمٍ فِعلي نحوَ إنهاء الأزَمة اليمنية، رَغْمَ حَساسية المرحلة، مِما يَقْتَضي أنْ تكون رسائِلُنا مُوَحَّدة ومُوَجَّهة نحوَ وَضع مَصلَحة الشعب اليمني أولاً، وإدراك أنَّ الحلَّ السياسي هو الكَفيل بتحقيق مُستقبلٍ مُشرق لليمنيين كافّة.
وشكراً، السيدة الرئيسة.