مشاركة

يلقيه سعادة محمد أبوشهاب، نائب المندوبة الدائمة

شكراً، السيدة الرئيسة،

وأشكر أيضاً السيد هانز غروندبرغ والسيدة رينا غيلاني على إحاطتيهما.

السيدة الرئيسة،

يمر اليمن بمرحلة حرجة منذ انتهاء الهدنة، حيث تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية نهجها العدائي تجاه الشعب اليمني وحكومته الشرعية، مما يكرس من عزلتها الإقليمية والدولية ويظهر مدى التهديد الذي تشكله على الأمن والسلم في المنطقة.

فمنذ جلستنا الأخيرة حول اليمن، شنت مليشيا الحوثي هجماتٍ إرهابية باستخدام طائرات مسيرة على منشآت وسفن نفطية في حضرموت وشبوة، حيث تدين بلادي وبشدة هذه الهجمات التي تشكل تهديداً خطيراً على الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة العالمية والاقتصاد اليمني. وقامت مليشيا الحوثي أيضاً بقصف الأعيان المدنية ومخيمات النازحين في محافظتي مأرب وتعز متسببةً بمقتل وإصابة مدنيين بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن تفجيرها طرق وجسور ومنها جسر يربط بين لحج وتعز المحاصرة، وتستمر كذلك بارتكاب أبشع الانتهاكات وشن حملات ترهيب واعتقال.

إذ تظهر هذه الجرائم إصرار مليشيا الحوثي على عودة الأوضاع في اليمن إلى ما قبل الهدنة، وتتناقض مع المساعي الإقليمية والدولية لتجديدها، كما أنها تـشبه تماماً تكتيكات الجماعات الإرهابية الأخرى التي تهاجم المدنيين لتحقيق مكاسب سياسية.

وفي مقابل إبداء مجلس القيادة الرئاسي مرونة كبيرة وضبطٍ للنفس، تتمسك مليشيا الحوثي بشروطٍ تعجيزية في المفاوضات. ورغم استمرار عدد من مزايا الهدنة حتى الآن، ومنها تدفق المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة وهبوط الرحلات التجارية في مطار صنعاء، إلا أن مليشيا الحوثي تقوم بالرد على كل محاولات التهدئة وبناء الجسور بالمزيد من الاستفزازات، ومثل هذا السلوك لم يعد مستغرباً من جماعةٍ تعمدت إفشال مسار المفاوضات منذ بداية الأزمة.

السيدة الرئيسة،

تواصل دولة الإمارات دعمها القوي لجهود المبعوث الخاص للتوصل إلى اتفاقٍ لتجديد الهدنة وتوسيعها. ونؤكد بأن الحل السلمي هو المسار الطبيعي لإنهاء الصراع وتمكين اليمنيين من الانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار والبناء. وقد حان الوقت للاتفاق على أرضية صلبة لاستئناف عملية سياسية شاملة تحت رعاية أممية، ففرص السلام في اليمن لا تزال سانحة إذا ما التزم الحوثيون بالحل السياسي.

ونؤكد مجدداً قلقـنا العميق إزاء استمرار خروقات حظر الأسلحة المفروض بموجب القرارين 2216 و 2624 حيث ضبطت القوات البحرية الأمريكية في الأسبوع الماضي ما يقارب من 170 طناً من المواد المتفجرة في خليج عُمان. ونؤكد بأن أي تهديد من قبل جماعة الحوثي الإرهابية للدول المجاورة أو إطلاق صواريخ أو طائرات مسيرة، يعتبر عدواناً مباشراً على تلك الدول وسيقابله ردٌ مباشر وحازم من قبل التحالف العربي.

السيدة الرئيسة،

تزداد المعاناة الإنسانية في اليمن مع التصعيد العسكري الملحوظ، واستهداف المصالح الاقتصادية اليمنية. وقد تؤدي الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية إلى عواقب بيئية كارثية في بحر العرب وخليج عدن، في حين لا يزال خزان صافر المتهالك يشكل تهديداً بيئياً خطيراً.

ويجب على مليشيا الحوثي رفع كافة العراقيل التي تفرضها على وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرتها، والتوقف عن فرض قيود على تنقل العاملين في المجال الإنساني خاصة ضد النساء اليمنيات.

وختاماً، تؤكد دولة الإمارات على استمرارها بتقديم الدعم لتحسين الأوضاع المعيشية في اليمن. ونشدد على أهمية أن يستمر مجلسنا هذا بالتحدث بصوتٍ واحد ضد السلوك المعادي للسلام في اليمن، وأن يتخذ إجراءاتٍ رادعة بما فيها ممارسة المزيد من الضغوطات وفرض العقوبات لردع مليشيا الحوثي الإرهابية عن الاستمرار في تهديد أمن واستقرار اليمن والمنطقة.

وشكراً، السيدة الرئيسة.