يلقيه: السيد محمد الظاهري
السيدة الرئيس،
أود بدايةَ أن أتوجه إليكم بالشكر على عقد هذا الاجتماع المهم، كما أود الإشادة بجهود إيطاليا في تيسير مشروع القرار المطروح تحت هذا البند. وكما نؤكد أيضاً تمنياتنا لها بالتوفيق في استضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتوية في ميلانو ــ كورتينا عام 2026.
إن دولة الإمارات تؤمن بأن الرياضة ليست مجرد نشاط بدني مهم، بل هي أداة فاعلة لتعزيز الوحدة والرفاهية والارتقاء بالإنسان. وانطلاقاً من هذا النهج، عملت الإمارات على توفير بيئة داعمة للتميز الرياضي على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، حيث ستستضيف قريباً ألعاب الماسترز المفتوحة في عام 2026 في أبوظبي، والتي تُعد أكبر وأشمل حدث رياضي دولي يُنظَّم في منطقة الشرق الأوسط.
إن تأثير الرياضة يتجاوز ميادين اللعب، فهي مصدر للأمل، ووسيلة لتغليب الحوار على النزاع، وتعزيز التلاقي بدلاً من الانقسام. ويتجسد هذا المفهوم في «الهدنة الأولمبية» التي تدعو إلى وقف الأعمال العدائية خلال فترة الألعاب، وهي دعوة تكتسب أهمية أكبر اليوم في ظل تصاعد الاستقطاب والنزاعات حول العالم. وترى دولة الإمارات في الرياضة قوة دافعة لترسيخ قيم التسامح والشمولية والتعايش السلمي، وتعزيز صمود المجتمعات والحد من أسباب النزاع.
ومن خلال أجندة «التسامح والسلام والأمن»، المستندة إلى قرار مجلس الأمن 2686، أكدت الإمارات أهمية الاستثمار في العمل الوقائي عبر معالجة مسببات النزاعات قبل تفاقمها. ويبرهن التقاطع بين هذه الأجندة ومجال الرياضة من أجل التنمية والسلام على قناعتنا بأن السلام المستدام يبدأ بالمشاركة والاحترام وإتاحة الفرص للجميع، وخاصة للشباب وذوي الإعاقة، الذين تطلق عليهم بلادي مصطلح “أصحاب الهمم.”
السيدة الرئيس،
ومن الضروري كذلك تمكين النساء والفتيات في هذا المجال وإتاحة المجال لهن للعب أدوار محورية في الرياضة، باعتبار ذلك ركيزة للشمول الاجتماعي والتنمية المستدامة. وقد حقق اتحاد الإمارات للرياضة النسائية تقدماً بارزاً في تمكين المرأة الإماراتية على القيادة والمنافسة وتمثيل الدولة في المحافل الدولية، كما أقرّت التشريعات الوطنية دعم البرامج الهادفة إلى تطوير قطاع الرياضة النسائية.
وفي الختام، تؤكد دولة الإمارات التزامها الراسخ بتعزيز الدور الذي تضطلع به الرياضة في ترسيخ السلام وتحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم.
وشكرا،،،